المستقبل بين الإنسان والآلة.. “وايز 12” ترسم خريطة عالمية جديدة للمدرسة الحديثة


الدوحة- “القدس العربي”:  خرجت قمّة “وايز 12” من الدوحة هذا العام بملامح مشروع دولي واضح: إعادة بناء التعليم ليكون أكثر إنسانية، وأكثر قدرة على استيعاب الحاضر، وأكثر جاهزية لمستقبل لا ينتظر أحدًا.

فعلى مدى أيام مكثفة من النقاشات والورش والتقارير، تحوّلت الدوحة إلى مساحة تجريب عالمية ضمّت قيادات حكومية وخبراء وباحثين من مختلف القارات، اجتمعوا تحت مظلة مؤسسة قطر لصناعة رؤية تتعامل بجدّية مع أسئلة المرحلة: كيف نحمي المتعلم وسط زخم التكنولوجيا؟ كيف نعيد تعريف دور المعلم؟ وكيف نضمن أن تكون الابتكارات أداة للإنصاف لا بوابة جديدة للفجوات؟

الذكاء الاصطناعي… من الجدل إلى التطبيق

وشكّلت الجلسة الرفيعة المستوى بعنوان “توسيع نطاق أدوات الذكاء الاصطناعي من أجل تحقيق أثر” نقطة تحوّل قوية في نقاشات القمّة، إذ قدّم المتحدّثون رؤية مباشرة حول دخول الذكاء الاصطناعي إلى قلب الأنظمة التعليمية، من حوكمة البيانات إلى تخطيط السياسات في وزارات التعليم.

وشدد الخبراء على أن ما سيحدد نجاح هذه التقنيات ليس سرعتها، بل قدرتها على الاندماج مع المناهج الوطنية، وإعادة بناء ثقة المعلمين، وتوفير بيئات تعليم تتكيّف مع واقع المدارس المختلف حول العالم.

تقرير اليونسكو… مرآة الإنصاف والفرص

وفي واحدة من أهم محطات القمّة، جرى إطلاق التقرير العالمي لرصد التعليم الصادر عن اليونسكو بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي في قطر، متضمنًا قراءة واسعة للعدالة الرقمية، والدمج، والمرونة، وآليات التمويل، في وقت تتعرّض فيه المنظومات التعليمية لاختبارات قاسية على مستوى العالم.

الحوسبة الكمّية… التعليم يدخل منطقة جديدة

الجلسات المتخصصة في التكنولوجيا المتقدّمة والحوسبة الكمومية فتحت بابًا واسعًا لأسئلة المستقبل، إذ أكد خبراء أن أنظمة التعليم التقليدية – المدرسية والجامعية – لم تعد قادرة وحدها على استيعاب سرعة التطورات التقنية، ما يستدعي بناء مسارات جديدة للتعلّم تتجاوز النماذج الكلاسيكية.

المعلمون في قلب العاصفة

وواصلت القمّة التأكيد على مركزية دور المعلم، عبر جلسة شارك فيها باحثون من MIT ومؤسسة قطر، قدّموا بيانات جديدة حول جاهزية المعلمين لاستخدام أدوات التطوير المهني المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وحاجة المؤسسات التعليمية إلى مساندة القوى البشرية في مواجهة التحولات المتسارعة.

التعليم في النزاعات… درسٌ لا تنفد أهميته

ولم تغب القضايا الإنسانية عن برنامج القمّة، إذ طرحت الجلسة العربية “التعليم في ظل النزاع” سؤال الصمود، من خلال استعراض تجارب مجتمعات تواجه العنف والأزمات، مع التأكيد على أهمية بناء منظومات تعليم لا تنهار تحت ضغط الحروب والكوارث.

تحوّل في قيادة “وايز”

وفي خطابه الختامي، قدّم الدكتور ستافروس يانوكا آخر كلمة له كرئيس تنفيذي لـ”وايز”، مؤكدًا أن التعليم سيبقى “مسعًى إنسانيًا عميقًا” حتى في قلب الثورة الرقمية.

من جهتها، وضعت الدكتورة آسيا كاظمي الرئيس التنفيذي المعيّنة ملامح المرحلة المقبلة، مشددة على أن “وايز” ستعمل وفق منظومة جديدة قائمة على الأبحاث العالمية وبرامج الابتكار المدرسي، لضمان أن يتحوّل الابتكار من مجرد شعار إلى أثر ملموس يصل لكل متعلم. وقالت: “نحن في لحظة واعدة… لكنها تختبر قدرتنا على تحويل الابتكار إلى تقدم حقيقي”.



Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *