لندن- “القدس العربي”:
كشفت مصادر صحافية، عن الشروط الصارمة التي حددها المدير الفني لمنتخب الجزائر فلاديمير بيتكوفيتش، قبل الاستقرار على القائمة النهائية التي سيعتمد عليها في بطولة الأمم الأفريقية، وذلك لضمان تحقيق الهدف المنشود من المشاركة في “كان” المغرب 2025، بإعادة النسخة المهيبة المحفورة في الأذهان عن محاربي الصحراء في القارة السمراء، بعد خيبة أمل الخروج المبكر من آخر نسختين تحت قيادة المدرب السابق جمال بلماضي.
ونقلت بعض الصحف والمواقع الرياضية الجزائراية عن مصدر داخل الجهاز الفني للمنتخب الوطني، لم يكشف كالعادة عن هويته، أن المدرب السويسري وضع بالفعل بعض القواعد الحازمة فيما يخص اختياراته للاعبين الذين سيعول عليهم في كأس أفريقيا، واحدة منهم التركيز على الأسماء التي أثبتت قدرتها على التكيف مع نهجه وفلسفته الكروية، وهو التوجه الذي تسبب في إثارة الجدل في أكثر من مناسبة، على غرار رهانه على أسماء تندرج تحت مسمى “غير مفضلة” بالنسبة للجماهير من نوعية سعيد بن رحمة ورامز زروقي، في المقابل يتجاهل بعض المتألقين مع أنديتهم، أبرزهم لاعب وسط شارلوروا البلجيكي ياسين تيطراوي، ومدافع باناثينايكوس اليوناني أحمد توبة.
وأوضح نفس المصدر، أن الشرط أو المعيار الثاني بالنسبة لبيتكوفيتش في اختياراته لكتيبة كأس “الماما أفريكا”، فهو سجل اللاعبين مع أنديتهم منذ ضربة بداية الموسم الجاري، حيث ستكون الأولوية لأصحاب المستوى الثابت والأكثر حصولا على دقائق لعب، وذلك لاعتقاد المدرب الستيني أن المشاركة المنتظمة والمستمرة للاعبين مع فرقهم، لا تعكس سوى التزامهم وانضباطهم من الناحية السلوكية، والأهم جاهزيتهم على المستويين الفني والبدني، في إشارة واضحة إلى أن الاختيارات ستكون بناء على الكفاءة والاستمرارية، وليست بالشعبية والقيمة السوقية للنجوم في منصة “ترانسفير ماركت”، كما يفعل منذ توليه المهمة خلفا للمدرب الوطني السابق في مارس/ آذار من العام الماضي.
وفي الختام، شدد على أهمية أصحاب الخبرات الدولية والتأثير الكبير داخل غرفة خلع الملابس، في مقدمتهم القائد رياض محرز والسفاح بغداد بونجاح وباقي الدفعة الباقية من الحرس القديم، منها يحصل المنتخب على عصارة خبرة هؤلاء النجوم، ومنها أيضا يلعبون دورا محوريا في تعزيز التفاهم والانسجام بين قدامى الخضر وبين المواهب الواعدة والوافدين الجدد، من نوعية إبراهيم مازة وإيلان إقبال وأنيس حاج موسى والبقية، متمنيا أن تكون هذه التوليفة أو الخلطة السحرية القادرة على تحقيق آمال وتطلعات الجماهير، بذهاب المنتخب إلى أبعد محطة في الكان.
وكان المنتخب الجزائري قد واصل نتائجه الإيجابية تحت قيادة المدرب بيتكوفيتش، بتحقيق الفوز على منتخب زيمبابوي بثلاثية مقابل هدف، في المباراة الودية التي جمعتهما على ملعب “الأمير عبدالله فيصل” بمدينة جدة السعودية، وتبعها بفوز آخر على صاحب الأرض -الأخضر السعودي- بثنائية نظيفة، وذلك في إطار استعدادات محرز ورفاقه لكأس الأمم الأفريقية، التي ستنطلق على الأراضي المغربية في الفترة بين 21 ديسمبر/ كانون الأول المقبل و18 يناير/ كانون الثاني 2026، حيث سينافس ثعالب الصحراء في المجموعة الخامسة التي تضم كل من السودان، وبوركينا فاسو وغينيا الاستوائية.