البرهان يرفض مقترح الرباعية لوقف إطلاق النار ويصفه بـ “أسوأ ورقة”


بورت سودان: رفض قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان اقتراح وقف إطلاق النار المقدم من اللجنة الرباعية التي تقودها الولايات المتحدة ووصفه بـ “أسوأ ورقة”، في صفعة لجهود وقف الحرب المدمرة التي اجتاحت الدولة الأفريقية على مدار أكثر من 30 شهرا.
وفي تصريحات عبر مقطع فيديو أطلقها الجيش في وقت متأخر من أمس الأحد، قال البرهان إن المقترح غير مقبول متهما الوسطاء بـ “عدم الحياد” في جهودهم لإنهاء الحرب.
وقال كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشؤون العربية والإفريقية، مسعد بولس، لوكالة أنباء أسوشيتد برس في وقت سابق، إن أحدث مقترح يدعو إلى هدنة إنسانية لثلاثة أشهر تعقبها عملية سياسية تستمر تسعة أشهر. وقالت قوات الدعم السريع إنها وافقت على الهدنة، عقب غضب عالمي بشأن الأعمال الوحشية التي ارتكبتها القوات شبه العسكرية في مدينة الفاشر بدارفور.
ولكن البرهان قال إن المقترح هو “أسوأ ورقة” حيث إنها “تلغي وجود القوات المسلحة وتطالب بحل جميع الأجهزة الأمنية بينما تبقي على الميليشيا”، في إشارة إلى قوات الدعم السريع.
وأضاف البرهان” إذا مضت الوساطة في هذا الاتجاه، فإننا سنعتبرها غير محايدة”.
وانتقد البرهان، مسعد بولس قائلا إنه “يتحدث وكأنه يريد فرض إملاءات علينا”.
وأضاف: “إننا نخشى أن يكون بولس عقبة في طريق السلام الذي يسعى إليه كل شعب السودان”.
وفي تعليقاته، أشار البرهان إلى دولة الإمارات العربية، وقال إنه نظرا لأن اللجنة الرباعية تشمل هذه الدولة الخليجية كعضو بها، فإن مجموعة الوساطة “غير مبرأة الذمة من المسؤولية، خاصة وأن العالم بأسره يشهد دعم الإمارات للمتمردين ضد الدولة السودانية.
وأودت الحرب المدمرة بحياة أكثر من 40 ألف شخص، وفقا لإحصاءات الأمم المتحدة، لكن منظمات الإغاثة تقول إن هذا العدد أقل من العدد الحقيقي، وإن الحصيلة الحقيقية قد تكون أكبر بعدة مرات. وتسببت الحرب في أكبر أزمة إنسانية في العالم، حيث اضطر أكثر من 14 مليون شخص إلى الفرار من منازلهم، كما ساهمت في تفشي الأمراض ودفع أجزاء من البلاد إلى المجاعة.
ويسعى الوسطاء، الذين يعرفون باسم “الرباعية”، منذ أكثر من عامين إلى إنهاء القتال وإعادة المسار نحو انتقال ديمقراطي كان قد أعاقه الانقلاب العسكري في عام .2021 وتتكون الرباعية من الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم الاثنين، إلى وقف فوري لإطلاق النار، وإلى أن يتفاوض كل من الجيش وقوات الدعم السريع من أجل التوصل إلى تسوية.
وقال غوتيريش، عبر تطبيق إكس،إنه يدعو إلى “إيصال آمن ودون عوائق للمساعدات الإنسانية”، بالإضافة إلى وقف نقل الأسلحة والمقاتلين إلى السودان.
وأضاف غوتيريش “نحن بحاجة إلى السلام في السودان”.
ونفى البرهان سيطرة الإسلاميين على الجيش أو استخدامه أسلحة كيميائية في قتاله ضد قوات الدعم السريع، وهو اتهام وجهته إدارة ترامب في مايو/أيار الماضي.
وأكد البرهان أن الجيش لن يوافق على الهدنة إلا بعد انسحاب قوات الدعم السريع بالكامل من المناطق المدنية للسماح بعودة النازحين إلى ديارهم، على أن تبدأ بعد ذلك محادثات حول تسوية سياسية للصراع.
وقال البرهان “لسنا دعاة حرب، ولا نرفض السلام، لكن لا أحد يستطيع تهديدنا أو إملاء شروط علينا”.
(أ ب)



Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *