الأمم المتحدة – “القدس العربي”: أثار عدد من وسائل الإعلام المعتمدة لدى الأمم المتحدة، من بينها “القدس العربي”، مع المتحدث الرسمي ستيفان دوجاريك، مسألة غياب الحيادية والتوازن في بيان الأمين العام للأمم المتحدة الذي أصدره ليلة أمس بتوقيت نيويورك، صباح اليوم بتوقيت القدس، وركز فيه على الضحايا الإسرائيليين والرهائن الإسرائيليين وعائلات الضحايا والرهائن، دون الإشارة إلى ما لحق بالفلسطينيين من جرائم وتدمير وسقوط عشرات الآلاف من الأطفال والنساء والمرضى والمعاقين.
وقد افتتحت الأسئلة مراسلة صينية، حيث أثارت مسألة الانحياز قائلة: “أقرأ رسالة الأمين العام بمناسبة مرور عامين على هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول، حيث تبدأ الرسالة بتركيز قوي على هجوم حماس. وبينما تأتي الإشارة إلى الكارثة الإنسانية والمعاناة في غزة لاحقًا وبمعنى أوسع وأشمل بكثير، كيف يُقرر الأمين العام هذا التوازن في التركيز، ونحن نُحيي هذه الذكرى الثانية؟”، فأجاب دوجاريك: “سأترك، كما نقول بالفرنسية، تحليل النصّ للمحللين والصحافيين. كانت هذه رسالة لإحياء ذكرى هجوم إرهابي مروّع، أدى إلى قتل وتشويه ومعاناة الناس في إسرائيل. هذا ما كان الأمين العام يُحييه. كما أننا، في الوقت نفسه وبالتوازي، كنا مُستمرين في تسليط الضوء على ما يحدث في غزة ومعاناة المدنيين. ونحن ضد معاناة المدنيين، سواء كانوا فلسطينيين أو إسرائيليين أو أي شخص آخر”.
ثم سألت “القدس العربي”: “أود أن أشيد بزميلتي التي رأت أن هذا البيان غير متوازن تمامًا. إنه ليس تحليلًا، بل حقيقة. سؤالي الآن يا سيد دوجاريك، لقد رأى الرهائن، الرهائن الإسرائيليين فقط، فذرف الدموع عليهم. ألم يرَ أن الشعب الفلسطيني ككل رهينة في قبضة احتلال وحشي منذ 58 عامًا؟”، فقال دوجاريك: “ألم تقرأ أي شيء قاله الأمين العام عما يحدث في غزة؟ أعتقد أن رسالته واضحة تمامًا”.
وتابعت “القدس العربي”: “مرة أخرى، ذكر الضحايا الإسرائيليين البالغ عددهم 1250. ولكن ألم يذكر، ألم يكن من الأنسب، ذكر الضحايا الفلسطينيين الـ67,000 الذين قُتلوا منذ 7 أكتوبر/ تشرين؟”، فقال المتحدث الرسمي: “لدى الأمين العام مكانة خاصة في قلبه لجميع الضحايا، وقد كان واضحًا جدًا في هذا الشأن. وأعتقد أننا لم نتردد، لا من على هذه المنصة ولا أمام الأمين العام نفسه، في التحدث بصوت عالٍ عن الفظائع التي نراها يوميًا في غزة”.
وأخيرًا، سألت “القدس العربي” إذا ما كان البيان يُشير إلى ما قلته للتو، فقال: “يجب النظر إلى كل شيء كوحدة واحدة”.
وكان الأمين العام قد أصدر بيانًا في الذكرى الثانية لهجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ذكر فيه أن حماس وجماعات فلسطينية مسلحة شنّت قبل عامين “هجومًا إرهابيًا مشينًا واسع النطاق على إسرائيل. قتل المهاجمون بوحشية أكثر من 1250 إسرائيليًا وأجنبيًا. واختُطف أكثر من 250 آخرين ونُقلوا إلى قطاع غزة كرهائن، بمن فيهم نساء وأطفال وشيوخ”.
وقال في بيانه: “سيبقى رعب ذلك اليوم الأسود محفورًا في ذاكرتنا جميعًا إلى الأبد. بعد عامين، لا يزال الرهائن محتجزين في غزة في ظروفٍ يرثى لها. التقيتُ بعائلات الرهائن والناجين منهم، الذين شاركوني آلامهم التي لا تُطاق”.
وطالب الأمين العام في بيانه بإطلاق سراح الرهائن دون قيد أو شرط وعلى الفور. وقال “أنهوا معاناة الجميع. هذه كارثة إنسانية على نطاقٍ يتحدى الفهم. ضعوا حدًا للأعمال العدائية في غزة وإسرائيل والمنطقة الآن. كفّوا عن جعل المدنيين يدفعون ثمن أرواحهم ومستقبلهم”.