أليست مراهنة خطيرة أن تلقي حماس ورقتها الوحيدة “دفعة واحدة” بيد ترامب والدول العربية؟


الاختبار الأول لخطة ترامب سيأتي سريعاً، في المحادثات غير المباشرة التي ستجرى بين وفدي إسرائيل وحماس في شرم الشيخ. من ناحية إسرائيل، يفترض بأن تحتل مسألة تحرير المخطوفين مركز المحادثات. والبيانات الصادرة عن ترامب ونتنياهو في نهاية الأسبوع رفعت التوقعات لحل هذه المسألة وإعادة المخطوفين في الأيام القريبة القادمة إلى أعلى مستوى. وحماس تعي ذلك.

نظرياً، كان يمكن لهذا أن يفيد حماس في مناورات المساومة، لكنها تفهم بأن صيغة المحادثات ونهج ترامب سيصعبان التصرف بـ “اذهب وعد”. كما أن هذا هو سبب انضمام مستوى عال جداً من إسرائيل والولايات المتحدة. ومن زاوية نظر حماس، تعد إعادة كل المخطوفين تنازلاً عن ورقتها الوحيدة التي قد تضمن بقاءها. فهل من يعيش في وعي “التقية” – إباحة الدهاء والغش – يسمح لنفسه بالاعتماد على وعود وضمانات دولية، ويخضع لرحمة الدول العربية؟ أليست هذه مراهنة خطيرة جداً؟

قدمت حماس جوابها على ذلك في صيغة رفعتها في ردها على خطة ترامب. فقد أظهر الرد ثغرة أعدتها المنظمة لنفسها كي تناور في هذا الموضوع. فقد جاء في الصيغة أن الحركة توافق على “تحرير كل الأسرى الإسرائيليين، الأحياء والأموات، وفقاً لصيغة التبادل المفصلة في مقترح الرئيس ترامب، واستناداً إلى الظروف العملية في الميدان الواجبة لتنفيذ التبادل”.

من هنا، قصيرة هي الطريق لادعاءات على شكل “الظروف في الميدان لا تسمح لنا بالعثور على كل المخطوفين”، “نحن بحاجة إلى وقت أكثر وإلى هدن أطول”، “هناك حاجة للتحفيز وإثابة الفصائل الأخرى التي تحتجز جزءاً من المخطوفين”، وغيرها هنا وهناك من الادعاءات الإبداعية من عقول قادة حماس اللامعة. ينبغي الافتراض بأن ممثلي مصر وقطر لن يصدوا ادعاءات حماس فقط، بل سيردون عليهم بتفهم ويقترحون أن تبدي إسرائيل نهجاً أكثر سخاء ببادرات طيبة فورية “تفيد تقدم المفاوضات أيضاً”.

مراوغة حماس

ثمة عنصر آخر يمكن لحماس تستخدمه بهدف التسويف دون أن تتهم بذلك، وهو المباحثات حول هوية المخربين الذين سيتحررون من السجن الإسرائيلي. يمكن التقدير بأن المنظمة لن تتنازل عن الفرصة الأخيرة ظاهراً لتحرير كبار المخربين من السجون في إسرائيل. سيحاولون إنقاذ حسن سلامة المحكوم بـ 46 مؤبداً أو إبراهيم حامد – قائد الذراع العسكري لحماس، العقل المدبر للعمليات الانتحارية القاسية في الانتفاضة الثانية، وكذا عباس السيد وهو من منظمي العملية في فندق بارك، وعبد الله البرغوثي مهندس التخريب الذي تسبب بموت 67 إسرائيلياً.

صحيح أن إسرائيل أعلنت بأنها ستعارض إدراج هؤلاء وغيرهم في مكانتهم في قائمة المخطوفين، ولكن هذا لن يمنع حماس من طرح هذا مجدداً.

“هناك صدوع جوهرية في خطة ترامب، يمكن للحركة أن تستغلها لاجتياز هذه المرحلة الخطيرة” – هكذا نقل عن د. باسم القاسم، الباحث في معهد الزيتونة المتماثل مع الإخوان المسلمين وحماس في صحيفة “فلسطين” – الناطقة الرسمية بلسان حماس. ضمن الصدوع الأخرى التي أحصاها “تسويات مؤقتة وغامضة” تعرضها الخطة، ولجنة تنفيذية تكنوقراطية دون تعريف واضح لآليات إقامتها أو مصادر صلاحياتها، وغموض بالنسبة للقوة الدولية، وسلسلة أخرى من المواضيع. واقترح على حماس أن تدخل في مباحثات على البنود الغامضة في ظل المضي لوقف النار، وفتح المعابر، وإدخال المساعدات وبدء الإعمار، ما يزيد عطف الشارع على حماس.

تستعد حماس جيداً لمحادثات المفاوضات. يمكن التقدير بأن الأمور في الجانب الإسرائيلي ليست ببعيدة عن هذا التفسير أيضاً؛ فمن الصواب العمل مع ساعة توقيت في مسألة تحرير المخطوفين، والمرغوب فيه أن تكون في يد ترامب.

مئير بن شباط 

إسرائيل اليوم 6/10/2025



Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *