واشنطن- “القدس العربي”: تشير تحليلات إعلامية غربية إلى أن الحملات الدعائية الإسرائيلية، التي كانت في الماضي أداة فعّالة لتشكيل الرأي العام الدولي، تواجه اليوم تراجعًا حادًا في قدرتها على التأثير وإعادة تلميع صورة إسرائيل، خاصة بعد توثيق واسع النطاق لانتهاكاتها في الأراضي الفلسطينية.
الكاتبة الأسترالية كايتلين جونستون قالت في مقال لها على منصتها الخاصة إن محاولات الاحتلال “إغراق المنصات الرقمية بمؤثرين بوجوه غريبة يروّجون لإسرائيل” لم تعد تقنع الجمهور العالمي، الذي ما زال يتذكر “سنوات من الفظائع الجماعية الموثقة” بحق الفلسطينيين، على حد تعبيرها.
وتضيف جونستون أن شراء شركات ومنصات التواصل الاجتماعي، أو محاولة فرض رقابة على الأصوات المنتقدة لإسرائيل، لن ينجح في “إقناع الأجيال الشابة بأن الصهيونية أمرٌ مقبول”. وترى أن الجمهور لم يعد يثق بالمصادر التي تروّج للرواية الإسرائيلية الرسمية، وأن الانحياز الأعمى لحكومة الاحتلال أدى إلى كشف نواياها وتعرية خطابها.
وتشير الكاتبة إلى أن أي عملية دعائية تحتاج أولًا إلى كسب ثقة الجمهور قبل تمرير الرواية المستهدفة، وهو ما فقدته إسرائيل “تمامًا”، إذ باتت ردود الفعل على المحتوى المؤيد لها في وسائل التواصل الاجتماعي مليئة بالسخرية والتشكيك، خصوصًا بعد تقارير كشفت عن دفع مبالغ تصل إلى 7 آلاف دولار لكل منشور يروّج لإسرائيل عبر المؤثرين.
وتقول جونستون إن إسرائيل أخطأت عندما أبعدت الأصوات الليبرالية المؤيدة لها واختارت الاعتماد على شخصيات متشددة مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، ما أدى إلى “الانتقال من دعاية تغطي الانتهاكات إلى جرائم علنية تنفّر حتى أقرب داعميها في الغرب”.
وتختم الكاتبة المقال بالتأكيد على أن “العالم شاهد الوجه الحقيقي لإسرائيل، ولن ينسى ذلك بعد اليوم”، مشبهة الوضع بـ”شخصية كرتونية تخلع قناع ميكي ماوس لتظهر وجهًا مرعبًا تحته، ثم تحاول إقناع الأطفال من جديد بأنها الشخصية المحبوبة”.