غزة- “القدس العربي”:
تجري الاستعدادات على قدم وساق، لانطلاق مفاوضات جديدة في مصر، تهدف إلى وقف إطلاق النار والتوصل إلى تهدئة تنهي العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وفقا للخطة التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرا، ووافقت على بنودها الأساسية كل من حركة حماس وإسرائيل.
ومن المقرر أن تنطلق المفاوضات “غير المباشرة” التي يرعاها الوسطاء المصريون والقطريون والأمريكيون، غدا الاثنين في مدينة شرم الشيخ المصرية، بذات الطريقة السابقة، والتي تقوم على نقل الوسيطين العربيين الرسائل بين وفود التفاوض المشاركة، والمقرر أن تتواجد في مكان واحد.
لكن من المقرر أن تبدأ لقاءات استكشافية مساء الأحد، بعد وصول الوفود المشاركة، حيث أعلنت وزارة الخارجية المصرية، أن القاهرة ستستضيف وفدين من إسرائيل وحركة حماس لـ”بحث الظروف الميدانية وتفاصيل تنفيذ عملية تبادل المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين ووضع حد للحرب الإسرائيلية على غزة، وذلك وفقاً لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب”.
وأوضحت أن الجهود المصرية المتواصلة، تأتي بالتنسيق مع الوسطاء والرامية لإنهاء الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة.
البنود الفنية
يترأس الوزير الإسرائيلي رون ديرمر، المقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وكشفت هيئة البث الإسرائيلية أن فريق التفاوض سيكون “أعلى رتبة” من الذي أُرسل في المحادثات السابقة. فيما يترأس وفد حماس الدكتور خليل الحية، رئيس الحركة في قطاع غزة، والذي نجا من محاولة الاغتيال الفاشلة التي نفذتها إسرائيل في العاصمة القطرية الدوحة قبل عدة أسابيع، وذلك بعد أن ظهر الرجل يوم السبت إعلاميا.
ويدور الحديث في هذا الوقت حسب مصادر مطلعة، أنه في حال سارت الأمور على الشكل المخطط له، فإنه لن يطول أمر مفاوضات “البنود الفنية” في مقترح ترامب، حسب وصف المصادر، وأنه سيسار قريبا إلى عقد صفقة تبادل أسرى.
وستعقد الصفقة الجديدة التي ستطق فيها حركة حماس سراح 20 أسيرا إسرائيليا أحياء، وعددا أكبر من الجثث، مقابل إطلاق إسرائيل سراح المئات من الأسرى الفلسطينيين، من بينهم 250 أسيرا من ذوي الأحكام العالية “المؤبدات”، ومئات الأسرى الآخرين، بينهم من اعتقلوا بعد أحداث 7 أكتوبر 2023.
وحتى اللحظة فإن المعلومات تؤكد أن عملية التبادل ستسير وفقا لما جرى في الصفقة السابقة التي نفذت في يناير وفبراير الماضيين، حيث سينقل الأسرى الفلسطينيون إلى الجانب المصري، بعد تجميعهم في مكان واحد، فيما سيطلق سراح الأسرى الإسرائيليين من غزة، بعد تسليمهم لمندوبي اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
غير أن هذه الصفقة ستكون من ناحية العدد أكبر من الصفقة الماضية، حيث تجري الترتيبات لعقد صفقة شاملة للتبادل تنجز في مدة أقل، حيث سيجري البحث عن المدة الزمنية التي ستنجز فيها عملية التبادل، والفترة اللازمة لانتشال جثامين الإسرائيليين الأسرى.
تعقيدات إسرائيلية
ووفقا لمصادر فصائلية مطلعة على تطورات التفاوض، فإنه هناك توقعات قوية بأن تكون هناك تعقيدات إسرائيلية عند بحث بنود “الانسحاب من غزة”، على غرار المفاوضات السابقة، خاصة وأن حركة حماس ستطلب بأن يكون هناك تواريخ محددة للانسحاب مع خارطة تبين الأمر بشكل واضح.
وتجدر الإشارة إلى أن مفاوضات تهدئة سابقة، أفشلتها إسرائيل لرفضها التعهد باستمرار الانسحاب من غزة والاستمرار في وقف الحرب وعدم العودة للهجوم العسكري بعد انتهاء عملية تبادل الأسرى، كما حدث في آخر مفاوضات غير مباشرة عقدت قبل ثلاثة أشهر في قطر.
وقد أعلن في العاصمة الأمريكية واشنطن، عن توجه ستيف ويتكوف المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط وفريقه، للمشاركة في عملية الوساطة، ومن المقرر أن يتولى الوسطاء المصريون التفاصيل واللوجستيات، بينما يتولى الأمريكيون هيكلية المفاوضات، والضغط على جميع الأطراف لحسم الأمور مسبقًا، “تحسبًا لإغراق الفرق في الجدالات”، حسب ما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية.
وذكرت الهيئة أن الوفد الإسرائيلي المشارك، أعد مسبقًا قوائم الأسرى وخرائط انسحاب قوات الجيش خلال عملية التبادل، بناءً على الخريطة الواردة في خطة ترامب، وأنه أجرى نقاشات حول ذلك مع المسؤولين الإسرائيليين.
ووفق الهيئة، فإن المفاوضات ستكون “صعبة ومعقدة وطويلة”، على الرغم من موافقة حماس على التفاوض بشأن إعلان ترامب، إلا أنها “لم توافق حتى الآن على تقليص المفاوضات إلى الجزء الأول فقط من إطلاق سراح جميع المحتجزين خلال 72 ساعة”، ما يعني تداخل المراحل الأخرى من الخطة في المفاوضات الأولية.
تبادل خلال التوغل
وكان بنيامين نتنياهو أعلن أنه أصدر توجيهاته لطاقم التفاوض برئاسة ديرمر للتوجه إلى مصر لبحث خطة ترامب لإجراء مفاوضات لأيام محدودة، وقال: “نسعى لإنهاء المفاوضات خلال أيام قليلة”.
وقد أعرب نتنياهو في كلمة متلفزة عن أمله في استعادة جنوده الأسرى خلال الأيام المقبلة، معتبرا أن حماس وافقت على إطلاقهم بسبب “الضغط الدبلوماسي والعسكري”، وتوعد بـ”نزع سلاح حماس بالاتفاق أو الحرب”، وقال: “في المرحلة الثانية سنفكك سلاح حماس وقطاع غزة سيصبح خاليًا من السلاح”، وأضاف: “حماس تورطت الآن بسبب الضغط العسكري والسياسي وقبلت المقترح الذي قدمناه، والحركة لم توافق سابقًا على إطلاق سراح المحتجزين دون انسحاب الجيش من القطاع”، وأشار إلى أن صفقة تبادل الأسرى ستنجز مع وجود جيشه في عمق قطاع غزة.