الأمم المتحدة- “القدس العربي”: في مؤتمر صحافي عقد اليوم الأربعاء، رد السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبنزيا، رئيس مجلس الأمن لشهر أكتوبر، على سؤال حول خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة، قائلاً: “طالبت روسيا بوقف إطلاق النار منذ اليوم الثاني لبدء الحرب، ونرحب بأي جهد يضع حداً لشلال الدم في غزة. بعض الدول العربية والإسلامية رحبت بمشروع ترامب، لكن هناك قضايا تحتاج توضيحاً، أولها ما يعتقده الفلسطينيون وكثير من العرب بشأن ما قيل عن دور توني بلير، الذي يذكره الناس ودوره في حرب العراق. ننتظر ردود الأفعال، لكننا سنكون سعداء إذا توقفت الحرب التي أزهقت آلاف الأرواح”.
وأوضح السفير الروسي أن “هذا الموضوع سيكون محل بحث في مجلس الأمن ربما في النصف الأول من الشهر، قبل الموعد العادي لمناقشة القضية الفلسطينية”.
وأضاف نيبنزيا بشأن أسطول الصمود العالمي، الذي يسعى لإيصال مساعدات إنسانية لغزة، أن “الفكرة جيدة والنوايا سليمة، إلا أن التوقيت غير مناسب، خصوصاً مع اقتراب الأسطول من غزة ووجود مشروع لوقف إطلاق النار”.
جدول أعمال مزدحم
كما استعرض السفير الروسي برنامج مجلس الأمن المكثف لشهر أكتوبر، مشيراً إلى أن جدول الأعمال مزدحم بسبب دورة التفويض العادية، والتقارير القادمة من الأمين العام، والقرارات التي تحتاج إلى اعتماد. وأعلن أن وفداً من المجلس سيسافر منتصف الشهر إلى أديس أبابا لعقد الاجتماع التشاوري السنوي المشترك بين مجلس الأمن وأعضاء مجلس السلام والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، واصفاً الاجتماع بأنه مهم لتعزيز التعاون بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، مع التأكيد على الروابط التاريخية بين روسيا والدول الأفريقية.
ومن بين الأنشطة المميزة خلال رئاسة روسيا للمجلس، جلسة نقاش مفتوحة حول الشرق الأوسط في 23 أكتوبر، مع التركيز على الكارثة الإنسانية في غزة، واحتفال الأمم المتحدة بالذكرى الثمانين لتأسيسها في 24 أكتوبر، والذي سيشمل نقاشاً بعنوان: “الأمم المتحدة والمستقبل”.
وأضاف نيبنزيا أن المجلس سيعقد جلسة خاصة بشأن تنفيذ قرار رقم 1325 حول المرأة والسلام والأمن في 6 أكتوبر، وجلسات استشارية حول كولومبيا، والصومال، واليمن، والصحراء الغربية، مع إحاطات حول بعثات الأمم المتحدة في ليبيا، وهايتي، وجمهورية أفريقيا الوسطى، ومنطقة البحيرات الكبرى. وسيصدر المجلس قرارات بشأن هايتي، والصحراء الغربية، وتفويض القوة الأممية في البوسنة والهرسك لاحقاً خلال الشهر، مؤكداً الالتزام بالكفاءة الإجرائية وحفظ النظام أثناء الجلسات.
العقوبات على إيران
وفيما يخص إعادة العقوبات على إيران، أوضح نيبنزيا أن روسيا لا تعترف بشرعيتها وفق قرار مجلس الأمن رقم 2231 (2015)، مشيراً إلى عيوب قانونية واضحة في الإجراءات التي اعتمدتها الدول الغربية وعدم حقها في تفعيلها، مؤكداً أن ذلك يهدد الاستقرار في الشرق الأوسط، وأن روسيا ستواصل تعاملاتها مع إيران ضمن الإطار السابق مع ضرورة استئناف الحوار الدبلوماسي بين الأعضاء المتبقين في الاتفاق.
وأشار السفير إلى انتظار رد الولايات المتحدة على مبادرة الرئيس بوتين لتمديد معاهدة ستارت الجديدة، واعتبر الوضع النووي في كوريا الشمالية نتيجة تهديدات إقليمية، معترفا ضمنياً بوجود كوريا الشمالية كدولة نووية محاطة بدول تهدد أمنها (اليابان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة).
وبخصوص اختيار الأمين العام المقبل للأمم المتحدة، قال نيبنزيا إن روسيا تخطط لبدء العملية خلال رئاستها، بالتنسيق مع رئيسة الجمعية العامة، مع إعداد مسودة مشتركة للشروع في المشاورات، متوقعاً إحراز تقدم قبل نهاية العام.
الأزمة الأوكرانية
كما تطرق إلى ملاحظات الرئيس الأمريكي ترامب ووزير الخارجية الإيطالي بشأن دور الأمم المتحدة في الأزمة الأوكرانية، موضحاً أن الانتقادات تعكس الانقسامات السياسية والجيوستراتيجية العالمية، وأن أي قصور يعود أساساً إلى غياب الاتفاق بين الدول الأعضاء وليس الأمانة العامة، مضيفاً أن الحرب الأوكرانية نتيجة سياسات الإدارة الأمريكية السابقة، وأن أي حل يتطلب التعاون مع الدول الكبرى واحترام مصالح جميع الأطراف، مع مراعاة الفروق الثقافية والسياسية مثل الاعتداء على الكنائس ومستخدمي اللغة الروسية.
وأشار نيبنزيا إلى التحديات السياسية الخطيرة في أوروبا، مع استعدادات عسكرية متصاعدة وتوترات تشير لاحتمالات صراع، مؤكداً أن التحذيرات حول هجوم روسي في أوروبا هي خطاب تحذيري أكثر منها خطط فعلية، داعياً إلى الحوار السياسي لتفادي التصعيد العسكري.
واختتم السفير مؤتمره الصحافي مؤكداً أن رئاسة روسيا لمجلس الأمن في أكتوبر ستجمع بين إدارة الأعمال الروتينية، متابعة القضايا النووية الإيرانية، الأزمات الإقليمية في الشرق الأوسط، وتعزيز التعاون مع الشركاء الأفارقة، مع التركيز المستمر على معالجة النزاعات العالمية وفق القوانين الدولية والدبلوماسية الواقعية.