إريك آدامز ينسحب من سباق رئاسة بلدية نيويورك تحت ضغط إدارة ترامب لإضعاف زهران ممداني


نيويورك- “القدس العربي”: أعلن عمدة مدينة نيويورك الحالي إريك آدامز انسحابه من سباق رئاسة البلدية، بعد ضغوط مكثفة من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعدد من كبار رجال الأعمال لحثّه على التراجع عن الترشح، في محاولة لتوحيد الجبهة الوسطية ضد المرشح التقدّمي زهران ممداني.

ممداني: ترامب وأصحابه من المليارديرات قد يؤثرون على قرارات السياسيين، لكنهم لن يقرروا نتيجة هذه الانتخابات

وكان آدامز يخوض السباق بصفته مستقلًا في مواجهة الحاكم السابق أندرو كومو، والمرشح الجمهوري كيرتس سيلوا، والمرشح الأوفر حظًا ممداني، الذي أثار فوزه في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي قلق الدوائر الاقتصادية والسياسية المحافظة وعلى رأسها ترامب، وفقاً لمنصة “كومن دريمز”.

ويأتي انسحاب آدامز في ظل جهود منسقة من البيت الأبيض وحلفائه في عالم المال لتعزيز فرص كومو في مواجهة ممداني، وقد كشفت تقارير صحافية أن إدارة ترامب ناقشت تقديم مناصب رسمية لآدامز وسيلوا مقابل دعم غير مباشر لحملة كومو.

وفي مقطع فيديو نشره على وسائل التواصل الاجتماعي، قال آدامز إنه لا يستطيع مواصلة حملته بسبب التكهّنات الإعلامية المستمرة وقرار لجنة تمويل الحملات بحرمانه من ملايين الدولارات، ما قوّض قدرته على جمع التمويل اللازم لخوض سباق جدي. ورغم أنه لم يعلن دعمه لأي مرشح، فقد وجّه تحذيرًا مبطنًا ضد ممداني، محذرًا من من وصفهم بمن يسعون إلى “تدمير النظام الذي بُني عبر أجيال”.

وقد شهدت فترة آدامز في منصب العمدة سلسلة من الفضائح السياسية والمالية، إذ وُجّهت إليه عام 2024 تهم فدرالية تتعلق بالرشوة والاحتيال الإلكتروني وتلقي تبرعات غير قانونية من جهات أجنبية، قبل أن تسقطها وزارة العدل في عهد ترامب عام 2025 للسماح له بالتركيز على دعم سياسات البيت الأبيض المناهضة للمهاجرين، ما أثار شكوكًا واسعة حول مدى استقلاليته السياسية.

ورحّب أندرو كومو بانسحاب آدامز واعتبره دليلًا على تغليب مصلحة المدينة على الطموحات الشخصية، مؤكدًا أن نيويورك تواجه قوى متطرّفة قد تدمرها من خلال الجهل أو سوء الإدارة. ومع ذلك، تشير استطلاعات الرأي إلى أن تأثير هذا الانسحاب قد يكون محدودًا، إذ لم يكن آدامز يحظى بأكثر من 10% من التأييد، ولا توجد ضمانات بأن مؤيديه سيتحوّلون تلقائيًا إلى دعم كومو.

في المقابل، يواصل ممداني حملته الانتخابية التي تركز على خفض تكاليف المعيشة في المدينة عبر مقترحات مثل تشغيل الحافلات مجانًا، وإنشاء متاجر بقالة تديرها البلدية، وتوفير رعاية أطفال شاملة مجانية.

وفي تعليقه على انسحاب آدامز، قال ممداني إن ترامب وأصحابه من المليارديرات قد يؤثرون على قرارات السياسيين، لكنهم لن يقرروا نتيجة هذه الانتخابات، متعهدًا بإنهاء مرحلة “المال الكبير والأفكار الصغيرة” وتقديم حكومة يفتخر بها جميع سكان نيويورك.

ويُتوقع أن يمهد انسحاب آدامز لمواجهة انتخابية حاسمة بين ممداني، الذي يحظى بدعم شعبي واسع، وكومو، الذي يسعى إلى الاستفادة من دعم غير معلن من ترامب والدوائر الاقتصادية، في معركة قد تشكل منعطفًا مهمًا في مستقبل السياسة المحلية للمدينة.



Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *