وزيرة خارجية بريطانيا تتحدث عن لحظة حاسمة في غزة وتستبعد ارتكاب إسرائيل إبادة جماعية وقلقة من دور بلير


لندن – “القدس العربي”:

قالت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر إن المجتمع الدولي توصل أخيرا لقناعة بضررة وقف الحرب بعد إعلان الرئيس دونالد ترامب أن هناك صفقة في متناول اليد.

وفي تصريحات خاصة لصحيفة “الغارديان” نقلتها عنها بيبا كريرار قالت إن العالم على وشك تأمين اتفاقية سلام تنهي نزاعا استمر لعامين وأزمة إنسانية أودت بحياة عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

وقالت وزيرة الخارجية الجديدة، التي عادت لتوها من اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة إن قادة المجتمع الدولي “وصلوا إلى لحظة يريد فيها العالم إنهاء هذه الحرب”.

وفي مقابلة مع صحيفة الغارديان قبل مؤتمر حزب العمال في ليفربول، حثت كوبر الحكومة الإسرائيلية على “تغيير مسارها بشكل عاجل” بعيدا عن هجومها العسكري المتجدد على غزة. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في الأمم المتحدة إن بلاده “يجب أن تنهي المهمة” في غزة.

ومع ذلك، رفضت السياسية العمالية البارزة الاستنتاج بأن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في القطاع، على الرغم من الضغوط على الحكومة للقيام بذلك من داخل حزبها، مكررة موقف الحكومة القائل بأن الأمر هو مهمة المحاكم لا الحكومة.

وأقرت بأن “الكلمات تبدو جوفاء” ردا على الوضع الكارثي على الأرض، وقالت إن الأولوية يجب أن تكون محاولة استغلال زخم جديد وراء اتفاق سلام لإنهاء “صرخات ومعاناة” الأطفال الفلسطينيين.

وقالت كوبر، التي يعتقد أنها واحدة من وزراء الحكومة الذين حثوا كير ستارمر سرا على الاعتراف بالدولة الفلسطينية، إنها بينما تتفهم الرعب الذي يشعر به الكثيرون إزاء الوضع الإنساني، فإن من واجبها التركيز على إنهاء الحرب.

في حين يتمتع بلير بعلاقات جيدة مع دول الخليج بعد أن شغل منصب مبعوث الرباعية إلى الشرق الأوسط، ولديه علاقات مع البيت الأبيض، إلا أنه لا يزال شخصية مثيرة للجدل في المنطقة بسبب دوره في حرب العراق عام 2003

وأشارت الصحيفة إلى أن البيت الأبيض يدعم كما يبدو، خطة ستؤدي إلى تعيين رئيس الوزراء السابق توني بلير رئيسا لإدارة انتقالية في غزة. ولكن كوبر لم تجب على السؤال الذي طرح عليها مرتين فيما إن كان بلير هو الشخص المناسب لقيادة السلطة الانتقالية.

وفي حين يتمتع بلير بعلاقات جيدة مع دول الخليج بعد أن شغل منصب مبعوث الرباعية إلى الشرق الأوسط، ولديه علاقات مع البيت الأبيض من خلال جاريد كوشنر، المهندس الرئيسي للخطة وصهر ترامب، إلا أنه لا يزال شخصية مثيرة للجدل في المنطقة الأوسع بسبب دوره في حرب العراق عام 2003. وقالت كوبر: “أشعر بوجود إجماع، إجماع حقيقي وضخم، وكانت هناك طاقة وعزيمة حقيقية [في الأمم المتحدة] حول السلام. أعتقد أننا وصلنا إلى لحظة يريد فيها العالم إنهاء هذه الحرب”.

وأضافت أن “بداية العملية” هي وقف إطلاق النار وإعادة المساعدات الإنسانية وإطلاق سراح جميع الأسرى. ومع ذلك، أقرت بأن العملية هشة وأن هناك العديد من العقبات التي تنتظرها.

وأضافت: “لا يمكننا التظاهر بأن هذا ليس صعبا للغاية، كما أن استمرار الأزمة يجعل الأمر صعبا. لكن لا شك أن هناك عزما حقيقيا وحماسا للسعي وإنهاء الحرب، والسعي ليس فقط إلى وقف إطلاق نار فوري، بل إلى خطة مستقبلية مناسبة”.

وقبل أيام قليلة من استضافة نتنياهو في واشنطن، قال ترامب للصحافيين يوم الجمعة بأنه “يبدو أن لدينا اتفاقا بشأن غزة”. وأقرت كوبر بأن الرئيس الأمريكي سيلعب دورا محوريا في إشراك إسرائيل في هذه العملية.

 ويقول دبلوماسيون إن خطة البيت الأبيض للسلام، المكونة من 21 نقطة، متوافقة مع الخطة الخاصة بفلسطين التي أقرتها الأمم المتحدة الأسبوع الماضي، والتي تتضمن اتفاقا على عدم إحداث نزوح جماعي من غزة، وعدم وجود دور لحماس، وعدم ضم الضفة الغربية.

لكن من المفهوم أن المطلعين في وزارة الخارجية يشعرون بالقلق إزاء جوانب من خطة ترامب، بما في ذلك الدور الذي قد يلعبه بلير. وقالت كوبر: “كان توني بلير أحد الأشخاص الذين أضافوا مقترحات إلى هذه العملية، وكان ذلك مهما للغاية، ولكن كانت هناك أيضا العديد من العمليات الأخرى”. “لا يزال هناك قدر هائل من العمل الذي يتعين القيام به. في هذه المرحلة، هناك شعور ببناء توافق في الآراء، ولكن علينا الحفاظ على ذلك على المسار الصحيح”.

وكان محمود عباس، الرئيس الفلسطيني، آخر زعيم عالمي التقت به كوبر قبل انتقالها من منصب وزيرة خارجية حكومة الظل عام 2011، وأول زعيم التقت به عندما أصبحت وزيرة خارجية بريطانيا في وقت سابق من هذا الشهر. ولم تلتق بنتنياهو بعد، رغم أنها كانت في نيويورك عندما أدلى بتصريحاته في الأمم المتحدة.

وقالت كوبر: “لا يوجد حل عسكري فعال لهذه المسألة، ولا سبيل لتعزيز أمن إسرائيل ولو عن بعد من خلال هذا الهجوم الإضافي على مدينة غزة”. وأضافت: “من أجل أمن الإسرائيليين، وكذلك أمن الفلسطينيين، وكذلك التعامل مع هذه الأزمة الإنسانية المدمرة، أعتقد أن الحكومة الإسرائيلية بحاجة ماسة إلى تغيير مسارها”.

وتجري وزارة الخارجية البريطانية تقييمات داخلية منتظمة حول ما إذا كان هناك خطر جدي من ارتكاب إسرائيل إبادة جماعية في غزة، لكنها صرحت في وقت سابق من هذا الشهر أنها لم تتوصل إلى استنتاج نهائي بأن هذا هو الوضع الراهن. وقالت: “في كل مرة نتحدث فيها عن أزمة إنسانية أو أيا كانت الكلمات التي نستخدمها، نشعر أنها فارغة، لأن جوهر الأمر هو صراخ وألم طفل صغير، وهذا هو جوهر كل هذا، وهذا ما يجب أن ينتهي. يجب وضع حد للحرب”.

وأضافت: “أعتقد أن سبب هذا الشعور بالضيق هو أن الجميع يرى هول ما حدث، وأن الشعور بأن لا شيء يفعل. يبدو وكأن لا شيء يتغير. يبدو أن كل شيء يزداد سوءا” و”التحدي الذي يواجهنا الآن هو أن هناك لحظة حاسمة، وعلينا أن نضمن تحويل هذه اللحظة، من خلال العمل الدولي، إلى عملية سلام”.



Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *