الغرب في مرمى “الحرب الهجينة” الروسية مع اقتراب الحرب الأوكرانية من سنتها الرابعة


لندن- “القدس العربي”: هل ارتفعت الحرب الهجينة الروسية ضد الاتحاد الأوروبي؟ هذا هو التساؤل الذي تجيب عنه تقارير سرية أوروبية على ضوء ارتفاع تكثيف روسيا لهذه الحرب الهجينة المفترضة ضد الغرب. ويتم ربط هذه التطورات بالضغط على الأوروبيين لوقف تزويد أوكرانيا بالأسلحة، والعمل في المقابل على وقف هذه الحرب.

وانفردت جريدة “الباييس”، هذا الأحد، بنقل مضمون تقارير أوروبية جرى إعدادها مؤخرًا من طرف عدد من الخبراء في الأمن القومي تُبرز أن المؤسسات الأوروبية ترى في الهجمات التي تستهدف البنى التحتية، مثل الأنظمة الإلكترونية لبعض المطارات، كما وقع في بعض منها مثل بروكسل ولندن، واختراق أجواء دول بمقاتلات، مثلما حدث مع إستونيا، ثم الظهور الغريب لطائرات مسيّرة يُعتقد أنها روسية في المجال الجوي لدول، مثل بولندا ورومانيا وإستونيا، بل حتى الدنمارك البعيدة عن الحدود الروسية.. كل هذا هو بمثابة حرب هجينة من طرف موسكو لزعزعة الأمن الأوروبي.

لا تستبعد الدنمارك وقوف المخابرات الروسية وراء هذه العمليات. ويبقى الراجح أنها تتم من عملاء روس يعيشون في الدنمارك والدول المجاورة

وإذا كان ما يجري من اختراقات للأجواء في دول مثل بولندا وإستونيا ورومانيا بسبب القرب الجغرافي والحدود المشتركة مع روسيا وأوكرانيا، وبالتالي يمكن للطائرات الانحراف جوًّا نسبيًّا لا سيما في زمن الحرب، إلا أن ما يحدث في الدنمارك شيء مختلف. واضطرت الدنمارك إلى إغلاق مطاراتها أكثر من مرة بسبب تحليق مسيّرات مجهولة فوق هذه المطارات، ولا تستبعد وزارة الدفاع الدنماركية وقوف محترفين روس من المخابرات العسكرية الروسية وراء هذه العمليات. ويبقى الراجح أنها تتم من عملاء روس يعيشون في الدنمارك والدول المجاورة.

وعلاقة بهذا، الدنمارك هي إحدى الدول الأعضاء التي قدّمت دعمًا كبيرًا لأوكرانيا، حيث أرسلت مقاتلات عسكرية من فئة إف 16. وتشير الصحافة الدنماركية إلى أن هذا البلد سيستضيف، الأسبوع المقبل، رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي ودولًا أوروبية أخرى في قمتين ستركزان بشكل كبير على الدفاع والأمن في القارة في مواجهة التهديد الروسي.

وتدخل المناورات العسكرية الضخمة التي أجرتها روسيا وبيلاروسيا، منذ أسبوعين، باسم “زاباد” ضمن الحرب الهجينة، إذ خلال هذه المناورات اخترق ما يفوق 20 مسيّرة روسية الأجواء البولندية وأجواء دول أخرى.

وجاء في تقرير صادر عن مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية (CSIS)، الذي يدرس ويتابع الحرب الهجينة التي يشنّها الكرملين ضد الغرب، أن روسيا وجّهت 27% من هجماتها إلى أهداف نقل (مثل القطارات، والسيارات، والطائرات)، و27% أخرى ضد أهداف حكومية (مثل القواعد العسكرية والمسؤولين)، و21% ضد أهداف البنية التحتية الأساسية (أنابيب النفط، والكابلات البحرية من الألياف الضوئية، وشبكة الكهرباء)، و21% أخرى ضد الصناعة (خاصة ضد شركات الدفاع). “كان العديد من هذه الأهداف مرتبطًا بالمساعدات الغربية لأوكرانيا، مثل الشركات التي تنتج أو ترسل أسلحة ومواد أخرى إلى أوكرانيا”.

في غضون ذلك، يعتقد خبراء الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي المختصون في روسيا أنه مع اقتراب الحرب ضد أوكرانيا من الذكرى السنوية الرابعة، تسعى موسكو إلى تقويض الأمن الأوروبي، وتقويض حلفاء كييف، وتقويض ثقة المواطنين في المؤسسات الأوروبية، وإثارة الانقسامات السياسية والاجتماعية.



Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *