لندن – “القدس العربي”: بينما كان الرئيس التونسي قيس سعيد يوصي بحماية التلاميذ من تجّار المخدرات، كشفت وسائل إعلام محلية عن نجاح الشرطة في إحباط أكبر شحنتي مخدرات في تاريخ البلاد.
وخلال لقائه، قبل أيام، بوزير الداخلية خالد النوري، دعا سعيد إلى “المزيد من تأمين محيط المدارس والمعاهد، وخاصّة مقاومة من يُتاجرون بالمخدّرات ومن استهدفوا الدّولة التونسية، واستهدفوا بكلّ السّبل المجتمع التونسي”.
وبدأت السلطات التونسية سلسلة تحقيقات لتفكيك شبكة ضخمة تقف خلف تهريب شحنة مخدرات يبلغ وزنها حوالي نصف طن في ميناء رادس كانت مخبأة في حاوية تتضمن أجهزة كهربائية منزلية.
وبعد ساعات، تمكنت قوات الأمن من الكشف عن شحنة أخرى تضم أكثر من 12 مليون حبة مخدرة (حبوب هلوسة) في ميناء رادس، وفق وسائل إعلام محلية.
فيما ذكرت بعض المصادر عن ضبط شحنة مخدرات ثالثة في حي المنزه في العاصمة، قالت إنها تابعة لأحد المتورطين في الشحنة الثانية التي تم العثور عليها في ميناء رادس.
ونشر الناشط محمد ناعم الحاج منصور صورا لحبوب المخدرات التي تم ضبطها، واللافت أنها تحمل اسم وصورة الرئيس الراحل زين العابدين بن علي، وهو ما دفع البعض لاتهام أطراف تابعة لنظام بن علي بمحاولة إثارة الفوضى في البلاد.
ودون النائب بدر الدين القمودي “كميات المخدرات التي تم ضبطها تكشف بوضوح حجم الاستهداف الذي تتعرض له تونس وشبابها”.
وكتب المحلل السياسي نبيل الرابحي “حجز الملايين من الحبوب المخدرة بميناء رادس، وفي المقابل دفع التلاميذ لإقامة الصلاة داخل معهد (مدرسة) واللعب على المشاعر الدينية لدى الشعب (…) الشعب فايق بألاعيبكم القذرة”.
ودونت البرلمانية فاطمة المسدي “بعض الشباب في العطلة الصيفية همسوا لي بملاحظة مثيرة: الحرب على المخدرات موجودة، لكنّها تهمّ بالأساس مادة “الزطلة” التي تكاد تختفي من الأسواق، في حين أنّ الكوكايين ــ الأخطر والأغلى ــ ينتشر بشكل لافت بينهم. فهل هذا مجرّد صدفة؟”.
وأضافت: “أما بالنسبة للأقراص المخدّرة، فقد أخبروني عن اكتساح نوع معروف بينهم ب”بن علي”، وهو من أخطر المواد. اليوم، عندما سمعت بخبر حجز شحنة ضخمة من حبوب الهلوسة التي تحمل صورة بن علي، تذكّرت كلام الشباب. وربي يحمي بلادنا”.
وخاطبت السلطات التونسية بقولها: “لماذا تتركّز الحرب على “الزطلة” بينما الكوكايين والحبوب المهلوسة يكتسحان الأسواق؟ ومن يقف وراء هذه التجارة ومن يوفّر الحماية لشبكاتها؟ وما هي الاستراتيجية الوطنية الحقيقية لمجابهة هذا الخطر الذي يهدّد شبابنا وأمننا القومي؟”.