القاهرة- “القدس العربي”: أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أنه لن يغامر بحياة المصريين من أجل إدخال المساعدات إلى قطاع غزة بالقوة، مشدداً في الوقت نفسه على حرص القاهرة على وقف الحرب في القطاع وبذل أقصى الجهود لإيصال المساعدات الإنسانية، لكن دون أن يكون ذلك على حساب حياة أو أمن المصريين.
وقال السيسي، خلال جولة تفقدية في الأكاديمية العسكرية المصرية بمقر القيادة الاستراتيجية في العاصمة الإدارية الجديدة اليوم الجمعة، إن “الجميع يتابع التطورات والجهد المبذول في قضية غزة وحرصنا على وقف الحرب، ونعمل بكل إخلاص من أجل وقفها وبذلنا كل قوتنا لإدخال المساعدات إلى غزة”، مضيفاً: “لا أحد يطلب مني أن أراهن بحياة المصريين وأن ندخل في صراع من أجل إدخال المساعدات بالقوة”.
وأشاد الرئيس المصري بالاعترافات الدولية المتتالية بالدولة الفلسطينية، مثمناً جهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في السعي لوقف الحرب على غزة، معتبراً أنه قادر على التدخل لإيقافها.
كما تطرق السيسي إلى الاعتداءات التي طالت بعض السفارات المصرية في الخارج على خلفية المظاهرات التي شهدتها محيطها في عدة دول أوروبية، قائلاً إن جزءاً منها نابع من جهل البعض، بينما جزء آخر من “لؤم ومكر أهل الشر”، مؤكداً أن “مصر لا تتآمر على أحد، والشعب المصري مسالم بطبعه، لكنه عصيٌّ على الإيذاء، ولن يتمكن أحد من إلحاق الأذى بمصر”.
وأشار السيسي إلى أن الأوضاع الإقليمية، بما فيها حرب غزة، تسببت في خسائر لقناة السويس بلغت نحو 9 مليارات دولار، لافتاً إلى أن “مصر مسالمة بطبيعتها، لكن لا يستطيع أحد بفضل الله وقوته أن يعرضها للأذى”، مضيفاً: “لدينا ثقة في الله وفي أمانة موقفنا”.
وتحدث السيسي عن تحسن الأوضاع الاقتصادية في بلاده، داعياً المصريين إلى استلهام تجارب الدول الأخرى التي تجاوزت أزماتها بالصبر والإصرار، ومشدداً على أن هذه النماذج تقدم دروساً مهمة لفهم الظروف الراهنة. واعتبر أن مصر تأثرت بمجموعة من الأزمات العالمية المتلاحقة، بدءاً من جائحة كورونا، مروراً بالحرب الروسية – الأوكرانية، وصولاً إلى حرب غزة.
وشدد الرئيس المصري على استقرار الأوضاع الأمنية في البلاد، مؤكداً أن “الوعي الوطني هو الرهان الأكبر في ظل الظروف الإقليمية المعقدة”، واصفاً المنطقة بأنها “تقف عند مفترق طرق”. كما لفت إلى أن ردود الفعل التي ترصدها أجهزة الدولة “مطمئنة”، معرباً عن أمله في تنامي الوعي لتعزيز قوة مصر في مواجهة التحديات.
وأشار السيسي إلى أن إنشاء كلية الطب العسكري جاء استجابة لتطلعات الشباب المصري، لما توفره من تعليم ورعاية وحماية، وهو ما جعل الأسر المصرية تحرص على إلحاق أبنائها بها.
ودعا الرئيس المصري المنابر المجتمعية، من إعلام ومساجد وكنائس، إلى القيام بدورها في إحداث التغيير المنشود وتعزيز الوعي.
وختم السيسي بالتأكيد على تقديره لمستوى وعي وفهم أبناء الشعب المصري، الذي برز في تعاطيه مع التحديات الراهنة، مشيراً إلى أن المنطقة تمر بمنعطف حاسم يتطلب دراسة متأنية لكل خطوة، محذراً من أن أي تقدير خاطئ قد يقود إلى المجهول، ومؤكداً أن صلابة ووعي الشعب المصري منذ عام 2011 صمدت أمام مكائد ومؤامرات دفع ثمنها غالياً.