دعوات للحكومة الألبانية لاعتقال الحاخام الأكبر بتهم ارتكاب جرائم حرب في غزة ولبنان


لندن- “القدس العربي”:

نشر موقع “ميدل إيست آي” تقريرا خاصا أعده إليس جيوفاري من العاصمة الألبانية تيرانا، قال فيه إن الحكومة هناك تتعرض لضغوط من أجل اعتقال الحاخام الأكبر يوئيل كابلان بتهمة ارتكاب جرائم حرب.

وقال الكاتب إنه تم حث السلطات الألبانية لاعتقال ومحاكمة الحاخام الأكبر للبلاد بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية كجزء من الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل في غزة، وفقا لما كشفه موقع “ميدل إيست آي” حصريا.

 وفي يوم الأربعاء، قُدمت قضية ضد كابلان، وهو مواطن إسرائيلي أمريكي وجندي نشط في الجيش الإسرائيلي ورئيس الجالية اليهودية الصغيرة في ألبانيا، إلى المدعي العام في تيرانا.

وأضاف الموقع أن كابلان يقسم وقته بين إسرائيل وألبانيا ومدينة سالونيك اليونانية، حيث يقود أيضا جالية يهودية صغيرة هناك.

وقد التقطت صور للحاخام في غزة. كما تظهره مقاطع فيديو وهو يرتدي الزي العسكري مع الكتيبة 55 من الفرقة 98 بالجيش الإسرائيلي. وقال المركز الدولي للعدالة من أجل الفلسطينيين، وهو منظمة حقوقية مقرها بريطانيا، يوم الأربعاء إنه “قدم إشعارا رسميا إلى الشرطة الألبانية بشأن أحد أفراد [الجيش الإسرائيلي] المشتبه في مشاركته بجرائم حرب”.

وجاء في البيان: “لدينا ما يدفعنا للاعتقاد بأن هذا الشخص موجود حاليا داخل الاختصاص القضائي الألباني، ويجب على الشرطة المحلية التحقيق معه واعتقاله على وجه السرعة”.

ولم يعلن المركز الدولي للعدالة والسلام عن اسم المشتبه به لأسباب قانونية. وقد أكدت مصادر في ألبانيا للموقع أن المشتبه به هو كابلان.

وقد عملت الفرقة 98 في غزة في الفترة ما بين 2023 وحتى آب/ أغسطس 2024 ، ويعتقد أنها كانت نشطة في خان يونس جنوبي القطاع.

وكشف موقع “ميدل إيست آي” أن عشرات المدنيين قتلوا أثناء عمليات الفرقة في خان يونس.

ودُمر جزء كبير من المدينة أو تضرر قبل إعادة انتشار الفرقة 98 في لبنان في تشرين الأول/ أكتوبر 2024. وكانت كتيبة كابلان نشطة في خان يونس عندما أطلقت القوات الإسرائيلية النار على الأطفال واستهدفت المستشفيات وسيارات الإسعاف والمدارس التي كان يحتمي بها آلاف المدنيين. وتتم ملاحقة الحاخام الأكبر لألبانيا، الذي عينته الحكومة عام 2010 دون موافقة شريحة كبيرة من الأقلية اليهودية الصغيرة في ألبانيا، بموجب المادة 7 من القانون الجنائي الألباني والتي تغطي المواطنين الأجانب الذين يرتكبون جرائم في الخارج، بما في ذلك “الجرائم ضد الإنسانية”.

وبصفتها دولة موقعة على ميثاق المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية، فإن ألبانيا ملزمة بالتحقيق.

وكشف الموقع في أيلول/ سبتمبر 2024، عن لقطات فيديو نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي لكابلان وهو يحتفل على رأس دبابة وسط الدمار الواسع في غزة.

وجاء في التعليق أن الحاخام كابلان، ممثل حركة “حباد شليح” في ألبانيا، والذي عاد إلى إسرائيل بعد 7  تشرين الأول/ أكتوبر ويقاتل حماس منذ بداية الحرب، ينفخ في الشوفار (بوق الكبش) من أجل زملائه الجنود في غزة”.

وبعد هذا الكشف، تواصل موقع “ميدل إيست آي” مع كابلان هاتفيا وسأله عن دوره في غزة، فأجاب قائلا: “أنا نشيط جدا [في الجيش] وأعتقد أن الوقت قد حان لأكون نشيطا، لأنه إن لم يكن في هذه الحرب، فمتى”.

وادعى أن إسرائل تقاتل “من أجل العائلات اليهودية” حول العالم.

ويقول الموقع إن كابلان من بروكلين في نيويورك، وهاجر مع عائلته لاحقا إلى إسرائيل، واستقر في مدينة صفد. درس كابلان في معهد ديني بالقدس ونيويورك، وأكمل دراسته عام 1998. الحاخام عضو في حركة حباد-لوبافيتش، إحدى أكبر الجماعات الحسيدية في العالم، ويقدر عدد أعضائها بنحو 90,000 شخص. وكثيرا ما ارتبطت أيديولوجيتها المتشددة والمسيانية بسياسات الاستيطان المتشددة. وقد انضم كابلان إلى هذا التيار، الذي يعتبر احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية وتوسعها الإقليمي مهمةً إلهية.

وقبل وصول كابلان، لم يكن لحركة حباد أي وجود في دول البلقان، لكن لديها مراكز الآن في جميع أنحاء المنطقة. وغادر الحاخام كابلان ألبانيا بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وقال لموقع “ميدل إيست آي” إنه اختار “الظهور والانضمام إلى وحدته العسكرية” في الحرب القادمة على غزة. وعندما تحدث موقع “ميدل إيست آي” مع كابلان في تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، قال إنه عاد لتوه من القتال في لبنان، الذي غزته إسرائيل في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر من ذلك العام.

وتظهر معلومات من المصادر المفتوحة أن الفرقة 98 سحبت من غزة في آب/ أغسطس 2024 وأُعيد نشرها في شمال إسرائيل في أواخر أيلول/سبتمبر، وهو جدول زمني يتطابق مع رواية كابلان.

وفي أيلول/ سبتمبر 2024، عرضت القناة 14 الإسرائيلية لقطات للحاخام كابلان وهو يقف مرتديا كامل الزي العسكري وبندقية معلقة على كتفه، أمام دبابة في رفح، وينفخ في الشوفار (قرن الكبش). ورأى كابلان أن دوره هو غرس الحماسة الدينية المسيحية في الجنود، الذين وصفهم بـ”كل هذه القوة الجبارة”، قبل إرسالهم إلى المعركة، ونفخ “شوفار المسيح، الخلاص الذي ننتظره جميعا ونرجو أن يأتي”.

وأوضح أن مهمته الرئيسية هي “تعزيز روح القتال”. وقال إنه من “الضروري” أن نشرح للجنود أنهم “جزء لا يتجزأ من عملية خلاص شعب إسرائيل، ونهضته، وأن كل واحد منهم يضطلع بمهمة حاسمة”.

وربما كان كابلان قلقا لأن جماعات مثل مؤسسة هند رجب وتحالف غلوبال 195 التابع لمركز العدالة الدولية تستهدف شخصيات سياسية وعسكرية إسرائيلية متهمة بارتكاب جرائم حرب، وتبني قضايا للمحاكم الدولية. وفي كانون الثاني/ يناير، منع الجيش الإسرائيلي جنودا في الخدمة الفعلية من النشر على وسائل التواصل الاجتماعي وسط مخاوف من استخدام معلومات في قضايا أمام المحاكم في الخارج. كما أثارت الإجراءات الإسرائيلية في غزة احتجاجات في ألبانيا.

وسخر كابلان من الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في ألبانيا، واصفا إياها بأنها ضئيلة وغير ذات صلة، قائلاً: “كما تعلمون، نقول على سبيل المزاح، الدعاية السيئة تبقى دعاية جيدة”.

وقال الحاخام: “لدي دعم الحكومة [الألبانية]. أعتقد أن ذلك لن يؤثر على شيء”. وعندما سأله موقع “ميدل إيست آي” عما إذا كان هناك توتر بين مشاركته في حروب إسرائيل ودوره كزعيم روحي للجالية اليهودية في ألبانيا ومنطقة البلقان الأوسع، أجاب ببساطة: “لا”. وصور كابلان نفسه في مقابلة مع التلفزيون الألباني الرسمي “أر تي أس أتش”، كرجل غير سياسي، ورجل سلام وحوار بين الأديان.

وطلب كابلان مرارا من “ميدل إيست آي” عدم نشر المحادثة حول دوره في حرب غزة، مع أنها ظلت مسجلة. وكرر قائلا: “أُفضل، كما تعلمون، عدم ذكر هذا من جانبكم. عدم إثارة أي مشكلة من هذا القبيل، من هذه الفكرة. أطلب منكم عدم ذكر هذا وعدم إدراجه كجزء من المقابلة”.

وأراد كابلان بدلا من ذلك توجيه الحديث نحو الحياة اليهودية في ألبانيا ومنطقة البلقان الأوسع. في اليوم الذي تحدثت فيه “ميدل إيست آي” مع الحاخام، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.

وقال كابلان: “يجب على كل يهودي، على الجميع، أن يشعروا بالانزعاج من هذا القرار”.





Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *