الرباط ـ “القدس العربي”:
أعلن الأمير هشام العلوي، ابن عم العاهل المغربي محمد السادس، أنه قرر مقاضاة “اليوتيوبر” محمد رضا الطاوجني، بسبب قيامه ببث فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي، يتضمن “اتهامات وعبارات تمس الشرف والاعتبار”.
وأوضح في منشور على حسابه الرسمي على “فيسبوك” أنه قرر كمواطن اللجوء إلى القضاء، للمطالبة بحقه في الإنصاف بما يقتضيه القانون.
وأعلن أنه أوكل للمحامي النقيب عبد الرحيم الجامعي التقدم باسمه بشكوى في الموضوع.
وجدد هشام العلوي التأكيد على إيمانه العميق بحرية الرأي والتعبير، “باعتبارها ركيزة لترسيخ قيم التعدد والانفتاح، شريطة أن تمارس بعيدًا عن أساليب التشهير”. كما قال إنه يثمّن عالياً جهود نساء ورجال الصحافة الملتزمين بأخلاقيات المهنة وقيمها النبيلة.
وكتب محمد رضا الطاوجني في صفحته على “فيسبوك” أنه لم يتوصل بعد بأي استدعاء لمعرفة تفاصيل الشكوى، كما أعلن تشبثه بـ”صحة” معلوماته ومصادره، مؤكدًا كامل ثقته في القضاء. وقال إنه تابع عبر مواقع التواصل الاجتماعي تدوينة للأمير مولاي هشام والتي يخبر بها الرأي العام أنه وضع شكوى ضده لدى القضاء المغربي. وأردف قائلا “هذا من حقه، وأحترم قراره، كما أتشبث بحقي في التعبير المسؤول في إطار مؤسسة إعلامية”.
وكان الطاوجني قد بثّ “فيديو” علّق فيه على حوار هشام العلوي مع صحيفة “إل كونفيدينثيال” الإسبانية، قائلا إن الأمير “يستفزّ الملك والملكية ويستفز المغرب” وفق تعبيره. وواصل “اليوتيوبر” اتهاماته بالقول إن الأمير هشام يهاجم الأجهزة الأمنية المغربية، وهي تابعة للملك. وتابع مخاطبًا ابن عم العاهل المغربي: “أنت تقصد الملك، واتّجهتَ إليه مباشرة، أنت تحفر للملك”.
واعتبر الطاوجني أن تصريحات هشام العلوي الصحفية الأخيرة “غير بريئة”، وربطها بما وصفها “الحملة” الموجهة ضد المغرب، والتي جاءت متزامنة، من حساب “جبروت” الافتراضي، إلى سلسلة مقالات “لوموند” وهجوم “الذباب الإلكتروني” على المغرب.
وتفاعلت منصات التواصل الاجتماعي مع الموضوع، إذ كتب المدوّن جمال عميمي تدوينة جاء فيها أن رضا الطاوجني “أخطأ كثيرا في حق الأمير”، وطالبه بالاعتذار له من أجل طي الملف، “لأنه لا يحق للمدافعين عن حرية التعبير أن يصلوا إلى المحاكم”، وفق قوله.
وتابع الكاتب: “الطواجني نصّب نفسه مدافعًا عن المخزن! (تسمية عتيقة للسلطة المركزية في المغرب) وكيف للطواجني الذي يشتكي من الظلم ومن المخزن أن يدافع عنه؟ وكيف لمن يشتكي من التضييق على حريته أن يقمع إنسانا آخر، باسم الوطنية!”
وأكد أن “الطواجني قمع الأمير”، وأن “التشكيك فيه ليس بالوطنية من شيء”، لافتا إلى أن علاقة هشام العلوي بالملك محمد السادس “هي علاقة أسرية، ولا يحق لأحد التدخل فيها”.