دمشق- “القدس العربي”:
ناشد “الاتحاد العام للمنتجين العرب” الحكومة السورية بالتحقيق في حادثة اختطاف المنتج التلفزيوني وعضو مجلس الشعب السابق محمد قبنض، والعمل على الكشف عن مصيره وإطلاق سراحه، في حين أكد المدير الإقليمي للاتحاد زياد الموح لـ”القدس العربي” عدم توفر أي معلومات جديدة حول مصير قبنض، على حين كشفت مصادر مقربة من العائلة أن الخاطفين يطالبون بفدية تبلغ مليون دولار.
وبعد يومين من الحادثة، أعلن ابنه ايهم عبر صفحته الرسمية أن والده محمد، منتج مسلسل “باب الحارة” الشهير، قد تم اختطافه مساء الأربعاء الماضي من أمام مقر شركة قبنض في ضاحية قدسيا (قرب دمشق) من قبل مجهولين ينتحلون صفة الأمن العام بواسطة سيارتين وتم اقتياده إلى جهة مجهولة”، مناشدا الجميع بمن فيهم الأمن المساعدة.
وانتشر الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وحمل البعض المسؤولية لوزارة الداخلية السورية، لكن المتحدث باسمها نور الدين البابا نفى أي صلة للوزارة بالأمر، وقال في منشور له يوم الجمعة عبر صفحته الرسمية على فيسبوك إن “بعض الصفحات ومواقع التواصل الاجتماعي تداولت معلومات مضلّلة تزعم توقيف المدعو محمد قبنض، عضو مجلس الشعب السابق، من قِبل وزارة الداخلية، ونؤكد بشكل قاطع أن وزارة الداخلية لا تُقدِم على توقيف أي شخص خارج الإطار القانوني، وأن المدعو قبنض ليس موقوفًا لدى أي جهة رسمية تابعة للوزارة”.
وتابع البابا “أظهرت التحقيقات الأولية تعرّض المذكور لعملية اختطاف نفّذتها عصابة تنتحل صفة أمنية، بهدف ابتزاز ذويه مالياً وتشويه صورة الوزارة عبر ممارسات غير قانونية، وتتابع الجهات الأمنية المختصة القضية بجدية، وتتخذ الإجراءات اللازمة لضبط المتورطين وتقديمهم إلى العدالة”.
وأكد ابنه أيهم في تصريح مقتضب لـ”القدس العربي” انه لم يحصل بعد أي شيء جديد فيما يتعلق ومصير والده، بينما كشفت مصادر مقربة من العائلة لـ”القدس العربي” أن الخاطفين يطلبون فدية بمبلغ مليون دولار لقاء الإفراج عن قبنض، مؤكدة أن الأمن العام يواصل بحثه عن الخاطفين.
من جهته قال رئيس المكتب الإقليمي لاتحاد المنتجين العرب زياد الموح إنه “لا تتوفر أي معلومات جديدة من مصادر رسمية”، حول عملية الاختطاف، مشيراً إلى أن “أقارب قبنض والجهات الرسمية في مثل هذه الظروف تحاول دوماً عدم الكشف عن مثل هذه المعلومات في محاولة للمحافظة على سلامة المختطف”.
وتعليقا على بيان أصدره “الاتحاد العام للمنتجين العرب” السبت، قال الموح في تصريح لـ”القدس العربي” إن البيان هو “أقل ما يمكن أن يفعله الاتحاد على اعتبار أن قبنض من أهم وأبرز كوادره وله نشاطات واسعة، وندعو الجهات الرسمية ذات الشأن والمجتمع المدني في سوريا للتحرك بفعالية وبما يتناسب مع الوضع على أمل عودته إلى أهله وعمله ولحياته الطبيعية”، موضحاً أن الاتحاد العربي “لا يمكن له الطلب من لجنة صناعة السينما والتلفزيون في سوريا التحرك للمساعدة في عودة قبنض إلى عائلته وهم ربما يمارسون هذا النشاط”.
وكان أمين سر المكتب الإقليمي لدى اتحاد المنتجين العرب ماهر رمضان قد طالب بتحرك للإفراج عن المنتج السوري وكتب عبر صفحته الرسمية إن قبنض “تغيب أو خُطف فلم أجد إلا قليلٌ من عمل معه متضامناً متكافلاً معه”، متسائلاً “أين بيان وتكافل غرفتي التجارة والصناعة التي ينتمي إليهما وأين بيان وتكافل لجنة صناعة السينما والتلفزيون التي ينتمي إليها”، معتبراً أن “ما حصل مع قبنض قد يحصل مع أي رجل أعمال وهذا من شأنه تهديد النهوض بالاقتصاد السوري”.
وفي بيانه ذكر الاتحاد العام للمنتجين العرب أنه “يتقدم بأشد عبارات الاستنكار والإدانة للاختطاف الذي تعرض له القبنض، عضو الاتحاد وأحد رموز الإنتاج العربي”، معتبراً أن “ما حدث يعد انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان، ويجب على السلطات المختصة التحرك الفوري للكشف عن مصير الزميل القبنض وإطلاق سراحه”.
وناشد الاتحاد “الحكومة السورية وكل الجهات المعنية بالتحقيق في هذه الحادثة المروعة وتقديم الجناة للعدالة”، مؤكداً “رفضه القاطع لأي أعمال عنف أو ترهيب ضد العاملين في مجال الإنتاج، ودعا الجميع إلى التضامن في هذه القضية الإنسانية”.
وقال البيان الذي حمل توقيع رئيس الاتحاد إبراهيم أبوذكري: “نحن في الاتحاد العام للمنتجين العرب نتابع هذه القضية ببالغ الاهتمام، ونطالب بسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان سلامة الزميل قبنض وعودته إلى أسرته وزملائه”.
ولاقى خبر اختطاف قبنض انتشارا واسعا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وذهبت الكثير من التعليقات لعدم استنكار العملية باعتبار قبنض كان أحد المطبلين لنظام بشار الأسد، في حين طالب آخرون بالعمل على الافراج عنه بعيدا عن مواقفه السياسية السابقة، وكتب خالد سرحان إن قبنض “كان مثالاً فاقعاً للإنتاج الدرامي السوري الساذج الأحمق الذي ساهم بتجهيل الشعب السوري وتسطيح عقوله بعنتريات فارغة وذكورية قذرة ومسلسلات رخيصة لا معنى لها من نمرة باب الحارة بأجزائه التي لا تنتهي”، معتبراً أن قبنض “كان قد شمت بألم النازحين المهجرين من الغوطة الشرقية لدمشق وأجبرهم على الهتاف للمجرم بشار الأسد”، وكان “هو صاحب نظرية “الإعلام ضروري والطبل والزمر ضروري“، وكان المدافع الشرس تحت قبة “مجلس التصفيق” عن وزراء حكومات نظام الأسد المخلوع”.
من جهتها كتبت نجوى السادات أنه “مهما اختلفنا معه ومع سلوكياته الوصولية والمطبلة لنظام الهارب، ومهما كان ساذجا وجاهلا وغير مثقف، لكن خطفه غير مبرر، وهناك سياسيون فاسدون ويدهم ملطخة بالدماء لازالوا في بيوتهم وبين عائلاتهم”.
وقالت “هناك عصابات تخطف الأثرياء على اختلاف توجهاتهم ونطالب بتطبيق القصاص لأجل الردع”، مستغربة “المماطلة بتطبيق القانون”.