لندن- “القدس العربي”: فجأة، ومن دون سابق إنذار، تصدّر المهاجم الشاب صهيب دريوش عناوين الصحف والمواقع الرياضية المغربية خلال الأيام والساعات القليلة الماضية، باعتباره أحد أبرز الوجوه المرشحة للدخول في مشروع المدير الفني للمنتخب الوطني وليد الركراكي في المرحلة المقبلة، وذلك بعد نجاحه في قيادة فريقه بي إس في آيندهوفن لاكتساح حامل لقب الدوري الإنكليزي الممتاز ليفربول في عقر داره “الآنفيلد” برباعية مقابل هدف، ضمن الجولة الخامسة من دوري أبطال أوروبا.
وعلى الرغم من مشاركة دريوش كبديل في آخر 25 دقيقة من أحداث سهرة منتصف الأسبوع الماضي، فإنه تفنّن في خطف الأضواء بفضل تأثيره الفوري على نتيجة المباراة، التي كانت تشير إلى تقدم فريقه بهدفين مقابل هدف، قبل أن يتكفّل بتسجيل الهدف الثالث في الدقيقة 73 من متابعة لتسديدة بيبي المرتدة من القائم، ثم وقّع بعدها على هدفه الشخصي الثاني والرابع لفريقه الهولندي من تسديدة مباغتة في الوقت المحتسب بدل الضائع. وقد أهّله ذلك للفوز بجائزة “رجل المباراة”، ليصبح حديث الساعة في وسائل الإعلام وعالم “السوشيال ميديا” في بلاده.
وقالت منصة “الأيام 24” في تقرير خاص إن اسم مهاجم المنتخب الأولمبي السابق بدأ يطفو على سطح النقاش الكروي بطبيعة الحال بعد ظهوره اللافت أمام محمد صلاح ورفاقه، وهو الظهور الذي فتح الباب على مصراعيه أمام العديد من التساؤلات حول فرصه في الانضمام إلى القائمة النهائية التي ستخوض نهائيات كأس أفريقيا، خصوصًا في ظل حاجة الركراكي وكتيبته إلى دماء جديدة في الخط الأمامي، أو كما جاء نصاً: “هجوم المنتخب المغربي يحتاج لاعبًا يملك القدرة على تقديم الإضافة في اللحظات الحاسمة، كما فعل أمام بطل أقوى دوري في العالم”.
كذلك أشارت منصة “Win Win” الرياضية إلى القفزة الكبيرة في أسهم دريوش قبل إعلان القائمة النهائية للمنتخب، بوصفه مهاجمًا يملك جلّ المواصفات التي يبحث عنها الركراكي وجهازه الفني لتعزيز القوة الضاربة في الثلث الأخير من الملعب بأسماء شابة، من بينها شخصيته القوية التي تظهر في المواجهات الكبرى، على غرار ما قدمه في ليلة افتراس نابولي بنتيجة 6-2 في دوري الأبطال؛ حيث سجل هدفًا وصنع آخر بعد مرور ست دقائق فقط من دخوله كبديل، فضلًا عن حضوره الطاغي أمام ليفربول، ما يعكس جودته كلاعب وقدرته على الإبداع والتألق أمام الأندية الكبيرة. ومع استمراره على هذا المنوال، قد يتحول في وقت قياسي من لاعب مغربي مغمور إلى واحد من أهم الأسماء الصاعدة في الملاعب الأوروبية.
ويُعرف عن صهيب دريوش، المولود في هولندا عام 2002، أنه لا يزال يكافح لتأمين مكان أساسي في تشكيلة آيندهوفن، منذ قدومه من هيرنفين مقابل رسوم انتقال بلغت 3.5 ملايين يورو. إلا أنه بدأ مؤخرًا بإقناع مدربه بأحقيته في الحصول على دقائق لعب أكثر، مستندًا إلى أرقامه الفردية المذهلة هذا الموسم، خصوصًا بصماته المؤثرة على أداء ونتائج الفريق في دوري الأبطال مقارنة بدقائق اللعب القليلة التي حصل عليها. وبلغة الأرقام، تمكن من تسجيل ثلاثة أهداف وتمرير كرة حاسمة خلال 57 دقيقة فقط، بمعدل هدف كل 25 دقيقة، ما يبرز جاهزيته الذهنية والبدنية، وهو ما يحتاجه الركراكي من المجموعة التي سترافقه الشهر المقبل في كأس أفريقيا.