لندن- “القدس العربي”:
يمثل اللاعب حامد حمدان (25 عاماً) أحد الوجوه الصاعدة في كرة القدم الفلسطينية، وقصة شاب حملته الموهبة من شوارع غزة إلى ميادين المنتخبات الوطنية، رغم مسارات مليئة بالصعوبات والتحديات التي واجهت كل خطوة في رحلته.
منذ بداياته، لم تكن الطريق معبّدة أمام حامد. يصف انطلاقته قائلا: “كانت بداية جيدة ولكن واجهت العديد من الصعوبات والتحديات في ظل انعدام الإمكانيات وصعوبة التنقل والحروب المتكررة”، وهي ظروف يعرفها كل رياضي في غزة، لكنها لم تمنعه من المضي قدماً نحو هدفه الأكبر.
حلم الطفولة يتحقق
يؤكد حامد، وهو أيضا لاعب في فريق بتروجيت المصري، أن ارتداء قميص المنتخب الفلسطيني كان حلماً يلازمه منذ الصغر، بل وحلم عائلته أيضاً، ويقول: “فخر كبير، وحلمي منذ الصغر… أحد أهدافي أن يكون علم فلسطين موجوداً على صدري”. يتحدث اللاعب بشغف عن لحظة ارتداء قميص المنتخب الفلسطيني لأول مرة في عام 2025، لما تحمله من رمزية تعني الانتماء والصمود.
معاناة نفسية وصمود ذهني
ورغم وصوله إلى المنتخب الأول، لم تكن الطريق سهلة نفسياً. يوضح قائلاً: “صراحةً الكلام لا يصف حجم المعاناة النفسية والمحاولات الكثيرة للتركيز، ولكن الحمد لله على كل شيء”. فالحرب المتكررة واستهداف المدنيين يجعل من التركيز على كرة القدم مهمة شديدة الصعوبة، ومع ذلك يواصل حامد تقديم أفضل ما لديه.
العائلة… الداعم الأول
في حديثه عن تواصله مع عائلته، يشير اللاعب إلى أنه لا يستطيع التواصل معهم باستمرار بسبب انقطاع الإنترنت نتيجة حرب الإبادة في غزة، لكنه يؤكد أن ذلك لم يمنعهم من أن يكونوا مصدر قوته الأكبر: “دعم العائلة بالنسبة لي أهم شيء في حياتي، وهم السبب الرئيسي في نجاحي ووصولي للمنتخب… العائلة كل شيء”.
ويكشف عن أصعب اللحظات التي عاشها خلال الفترة الماضية، قائلاً: “خبر استهداف البرج الذي تسكنه عائلتي مرات عديدة… الحمد لله الذي نجاهم من كل كرب”، وهي تجربة تعكس كيف يمتزج القلق الإنساني بمهمة تمثيل الوطن.

كأس العرب 2025
بصفته أحد الوجوه الجديدة والبارزة في المنتخب الفلسطيني، يحمل حامد أحلام أبناء شعبه في تحقيق نتائج إيجابية في النسخة الجديدة من بطولة كأس العرب.
وبالتأكيد، سيكون حامد أحد أهم اللاعبين الذين ستصوب الأنظار عليهم في مباراة الافتتاح بين قطر وفلسطين مساء غد الاثنين على استاد البيت المونديالي.
فقد كان واحدا من أفضل لاعبي فلسطين في لقاء الملحق أمام المنتخب الليبي يوم 25 نوفمبر، وكانت اللحظة الأبرز خلال تنفيذه ركلة ترجيحية نجح في تسجيلها بطريقة مميزة، محافظا على تركيزه ورباطة جأشه.
رسالة من الملعب إلى العالم
يرى حامد أن لاعبي المنتخب الفلسطيني يتحملون مسؤولية تتجاوز الرياضة، ويوضح: “نريد إيضاح التفاصيل التي لا يعرفها الجميع… غزة وفلسطين ليست محتلة من هذه الحرب فقط، فلسطين تعاني منذ سنين طويلة والعالم غافل عنها، ولكن نحن بدورنا نستطيع إيصال الصورة بشكل أوضح بعزيمتنا في الملعب”.
خطوة نحو المستقبل
وعن خططه المستقبلية، يقول اللاعب: “ربما إذا أتيحت الفرصة سأدرسها وأقرر بناء على ذلك”.
كان اللاعب مطلوبا بشدة لفريق الزمالك المصري، ولكن لم تنجح محاولات ضمه في فترة الانتقالات الصيفية الماضية. ويدور حديث جديد عن إمكانية رحيله عن فريقه بتروجيت إلى الزمالك في “الميركاتو الشتوي” المقبل.