مايكروسوفت تعلق خدمات سحابية لوحدة بجيش إسرائيل تجسست على الفلسطينيين


تل أبيب: قررت شركة “مايكروسوفت” الأمريكية وقف تزويد استخبارات الجيش الإسرائيلي بخدمات حوسبة سحابية وأدوات ذكاء اصطناعي، كانت تستخدم للتجسس على الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، وفق إعلام عبري.

ويأتي هذا القرار بعد نحو عامين من حرب إبادة جماعية في غزة، ترتكبها إسرائيل بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، خلّفت 65 ألفا و500 وشهيدين و167 ألفا و376 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 442 فلسطينيا بينهم 147 طفلا.

وتتزامن هذه الإبادة مع تصعيد جيش الاحتلال الإسرائيل والمستوطنين الاعتداءات على الفلسطينيين في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 1046 فلسطينيا، وإصابتهم نحو 10 آلاف و160، إضافة إلى اعتقال أكثر من 19 ألفا، وفق معطيات فلسطينية رسمية.

وذكرت هيئة البث العبرية الرسمية، الخميس، أن “مايكروسوفت” قررت وقف تزويد “وحدة 8200” في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية بخدمات حوسبة سحابية وأدوات ذكاء اصطناعي.

وأوضحت أن القرار جاء بعد كشف استخدام الوحدة منصة “Azure” لتخزين ومعالجة ملايين المكالمات الهاتفية للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، ضمن مشروع أُطلق عليه “مليون مكالمة في الساعة”.

وأبلغت الشركة الأمريكية في رسالة بعثتها لوزارة الدفاع الإسرائيلية أن هذا الاستخدام يمثل “خرقا لشروط الخدمة”، لكونه يندرج في إطار المراقبة الجماعية للمواطنين.

ووفق هيئة البث، أوضح الرئيس التنفيذي لمايكروسوفت براد سميث، في رسالة داخلية أن الشركة “ليست حكومة ولا دولة، بل شركة تضع معايير أخلاقية”.

وادّعى سميث: “لن نوفر تقنياتنا لتمكين مراقبة جماعية للسكان في أي مكان بالعالم”.

وأضاف: “مايكروسوفت ستواصل الالتزام بمبادئها الأخلاقية، وهذا التوجّه ليس محلّ تفاوض”.

من جانبه، قال مصدر أمني لإذاعة الجيش الإسرائيلي، إن “مايكروسوفت تصرفت بشكل أحادي بمنع وحدة 8200 من استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التابع للشركة، لكن الجيش استعد خلال الأسابيع الأخيرة للحدث، وجهز نسخا احتياطية وحفظ المواد”.

وتثير هذه الحادثة، وفق مراقبين، مخاوف دول وشركات وأفراد من مخاطر تقنيات الحوسبة السحابية، على أمن البيانات الشخصية والمؤسسية الحساسة.

وفي فبراير/ شباط 2025، قالت صحيفة “معاريف” العبرية الخاصة، إن شركة “واتساب” اتهمت شركة “باراغون سوليوشنز” التي أسسها ضباط عسكريون إسرائيليون سابقون، بالتجسس على 90 صحافيا وناشطا مدنيا في 20 دولة.

ووفق التقرير الذي نشرته الصحيفة حينها، فإن العميد احتياط إيهود شنيرسون، القائد السابق لوحدة 8200 التابعة للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، أسس الشركة بالتعاون مع مجموعة من الضباط السابقين في الوحدة ذاتها.

وتكررت في السنوات الأخيرة فضائح تجسس تورطت فيها شركات إسرائيلية متخصصة بتطبيقات القرصنة مثل “إن إس أو” و”كانديرو”، إذ استخدمت برامج تجسس متطورة لاستهداف صحافيين وناشطين ومسؤولين حكوميين في عدة دول.

ومن أبرز هذه البرامج “بيغاسوس” التابع لشركة “إن إس أو”، الذي مكّن من اختراق هواتف ذكية والوصول إلى جميع بياناتها، ما أثار ضجة عالمية ودفع الولايات المتحدة إلى فرض قيود على تلك الشركات.

(الأناضول)



Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *