متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين في ساحة المتاحف في أمستردام. 5 أكتوبر/تشرين الأول 2025. رويترز
لندن- “القدس العربي”: خرج مئات الآلاف من المتظاهرين في شوارع العاصمة الهولندية أمستردام، الأحد، في واحدة من أضخم المسيرات المؤيدة لفلسطين في تاريخ البلاد، مطالبين بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة وفرض عقوبات على تل أبيب.
وقدّر المنظمون والشرطة المحلية عدد المشاركين بنحو 250 ألف شخص، ارتدى معظمهم ملابس باللون الأحمر في إشارة إلى “الخط الأحمر” ضد الحصار المفروض على غزة، ورفعوا أعلام فلسطين ولافتات كتب عليها: “أوقفوا الإبادة الجماعية” و”لن نصبح أحرارًا حتى تتحرر غزة”.
وقال سيباستيان بوس (68 عامًا)، وهو فنان جاء من جنوب البلاد: “أتوقع من الحكومة أن تفرض عقوبات على إسرائيل، وتوقف المبادلات التجارية معها، وأن تعترف بدولة فلسطين”.
وأضاف وهو يعتمر قبعة حمراء: “يخجلني كثيرًا ما تفعله الحكومة والموقف الذي تتخذه”.
المسيرة الحمراء
جاءت هذه “المسيرة الحمراء” بعد مظاهرة مماثلة في لاهاي، في مايو/أيار الماضي، وامتدت مسيرتها هذه المرة على طول ستة كيلومترات عبر العاصمة الهولندية، رغم الأمطار المتقطعة. وردد المشاركون هتافات “فلسطين حرة” و”العار على إسرائيل”، مؤكدين تصميمهم على استمرار الضغط الشعبي.
وقالت إميليا ريفيرو (27 عامًا) التي جاءت من مدينة أوتريخت: “نحن هنا للتنديد بكل ما يحدث في غزة.. أشعر أن هذا أقل ما يمكن فعله ونحن نرى الفظائع في غزة”.
وطالبت رولين ساس، مديرة منظمة السلام الهولندية “باكس”، الحكومة بالتحرك العاجل: “نأمل أن يكون هناك وقف إطلاق نار حقيقي قريبًا جدًا، وأن يحظى السكان بالحماية ويتلقوا المساعدات الإنسانية وينعموا بالأمان. لكننا قلقون أيضًا إزاء التزام إسرائيل بوقف الإبادة الجماعية على المدى الطويل”.
مطالب بفرض عقوبات وتغيير السياسة الهولندية
اتهم المنظمون الحكومة الهولندية بـ”التقاعس” عن منع ما وصفوه بـ”جرائم الحرب” في غزة، وطالبوا بتشديد الموقف الرسمي ضد إسرائيل، قبل ثلاثة أسابيع فقط من الانتخابات العامة المقررة في 29 أكتوبر/تشرين الأول.
وقالت سوزان (33 عامًا)، التي تعمل في دار نشر: “آمل أن ننجح في تمرير الرسالة التي تدعو إلى إقران الأقوال بالأفعال”.
ويأتي هذا الضغط الشعبي في ظل تحول تدريجي في موقف الحكومة الهولندية، التي فرضت، في يوليو/تموز الماضي، حظر دخول على وزيرين إسرائيليين من اليمين المتطرف، متهمة إياهما بـ”التحريض على العنف والدعوة إلى التطهير العرقي”. كما أعلنت، الشهر الماضي، نيتها حظر استيراد السلع المنتجة في المستوطنات الإسرائيلية، ودعمت خطط المفوضية الأوروبية لتعليق بعض التدابير التجارية مع تل أبيب.
في المقابل، لا يزال زعيم حزب الحرية الشعبوي اليميني خيرت فيلدرز يعبّر مرارًا عن دعمه الثابت لإسرائيل.
مظاهرات في مدن أوروبية
المسيرة في أمستردام، التي يعتبرها منظموها “الأكبر في تاريخ هولندا دعمًا لفلسطين”، تأتي بعد احتجاجات شارك فيها نحو 100 ألف شخص في لاهاي في 18 مايو/أيار، ونحو 150 ألفًا في 15 يونيو/حزيران.
وفي إسطنبول، تظاهر عشرات الآلاف من أمام مسجد آيا صوفيا دعمًا لغزة. وقال محمد أمين دورغون (38 عامًا)، وهو مدرس: “في هذه الأثناء، هناك أشخاص في كل مكان. نحن هنا، ندعم فلسطين. نحن غزة”.
وقالت الطالبة مريم قرقماز (22 عامًا): “هذه العملية لم تبدأ في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، نحن نتحدث عن إبادة جماعية مستمرة منذ 80 عامًا. عندما نفكر في ما يمكننا فعله ضد هذه الإبادة الجماعية، يمكننا بالتأكيد مقاطعة المنتجات ودعم الأساطيل المتوجهة لكسر الحصار في غزة”.
كما شهدت روما وبرشلونة ومدريد مظاهرات حاشدة، السبت، دعمًا للفلسطينيين، جاءت خصوصًا بعد اعتراض البحرية الإسرائيلية “أسطول الصمود العالمي” الذي كان يحمل مساعدات إنسانية إلى غزة.
(وكالات)