الدوحة – “القدس العربي”:
تنطلق مساء الإثنين في استاد البيت بالعاصمة القطرية الدوحة النسخة الأغلى في تاريخ بطولة كأس العرب لكرة القدم، وسط اهتمام غير مسبوق من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وبمشاركة 16 منتخباً عربياً يتنافسون على جوائز مالية قياسية تجعل نسخة 2025 محطة فارقة في مسار البطولة الإقليمية الأهم.
وتشهد بطولة كأس العرب 2025، التي تفتتح منافساتها اليوم في الدوحة، قفزة مالية كبيرة تجعلها النسخة الأغلى منذ تأسيس المسابقة، حيث رفعت اللجنة المنظمة إجمالي الجوائز إلى 36.5 مليون دولار، بزيادة 11 مليون دولار عن نسخة قطر 2021 التي حقق المنتخب الجزائري لقبها.
وتوزّعت الجوائز وفق هيكل جديد يعكس تطوّر البطولة وقيمتها المتنامية، إذ يحصل البطل على 7.1 ملايين دولار، فيما ينال الوصيف 4.2 ملايين دولار، والمركز الثالث 2.8 مليون دولار، أما الرابع فيحصل على 2.1 مليون دولار. كما رُفعت مكافآت المشاركة إلى 715 ألف دولار لكل منتخب، في حين تبلغ جائزة التأهل إلى دور الثمانية 1.7 مليون دولار.
وتشهد البطولة مشاركة 16 منتخباً قُسموا على أربع مجموعات جاءت على النحو التالي:
المجموعة الأولى: قطر، تونس، سوريا، فلسطين. المجموعة الثانية: السعودية، المغرب، جزر القمر، عُمان. المجموعة الثالثة: مصر، الأردن، الإمارات، الكويت. المجموعة الرابعة: الجزائر، العراق، البحرين، السودان.
افتتاح يحمل رسائل رياضية وإنسانية
وتتجه الأنظار مساء اليوم إلى استاد البيت، حيث تُقام المباراة الافتتاحية بين منتخب قطر المضيف ونظيره الفلسطيني، في مواجهة تتجاوز طابعها الرياضي لتلامس أبعاداً إنسانية ورمزية كبيرة. فالمباراة تشكل لحظة خاصة في الكرة العربية، تجمع بين بطل آسيا الحالي، الذي يواصل مشروعه الفني الطموح، والمنتخب الفلسطيني الذي يخوض البطولة وسط ظروف استثنائية تعكس واقعاً إنسانياً معقداً.
وأعلنت اللجنة المنظمة أنها ستقوم بتوزيع هدايا للجماهير الحاضرة في المدرجات، في خطوة تهدف إلى تعزيز الأجواء الاحتفالية في الافتتاح.
قطر.. جاهزية كاملة ومشروع فني واثق
ويدخل المنتخب القطري بقيادة الإسباني جولين لوبيتيغي البطولة وهو في واحدة من أفضل حالاته، مستفيداً من الانسجام الكبير بين عناصر الخبرة والأسماء الشابة التي قدّمت نفسها بقوة في كأس آسيا الأخيرة. ويبرز في صفوف “العنّابي” نجم الفريق أكرم عفيف، الذي أسهم بـ11 هدفاً ما بين تسجيل وصناعة من أصل 14 في البطولة القارية الأخيرة، إلى جانب الحارس مشعل برشم، ولاعبي الوسط عاصم مادبو وعبد العزيز حاتم، إضافة إلى عناصر الخبرة مثل أحمد فتحي وطارق سلمان.
وتعوّل الجماهير القطرية على استمرار النسق التصاعدي للمنتخب، في ظل مشروع لوبيتيغي الذي منح الفريق طابعاً أكثر سرعة وتوازناً، مع قدرة واضحة على التحكم في وسط الملعب وصناعة الفرص العالية الجودة.
فلسطين.. مشاركة تحمل معنى أكبر من كرة القدم
أما المنتخب الفلسطيني، فيدخل البطولة بطموح رياضي ورغبة في تقديم أداء تنافسي رغم التحديات. فالمشاركة في هذا الحدث تمثل رسالة صمود وانتماء، وفرصة للمنتخب ليثبت حضوره الكروي في محفل عربي كبير يحظى بمتابعة واسعة.
وبين الأبعاد الرياضية والمشاعر الإنسانية الحاضرة، تبدو مواجهة الافتتاح بين قطر وفلسطين واحدة من أكثر المباريات المنتظرة في البطولة، ومعها تنطلق نسخة استثنائية يأمل الجمهور العربي بأن تكون منعطفاً جديداً في تاريخ كأس العرب.