“قانون الإعدام” و”لجنة التحقيق”.. أدوات نتنياهو إزاء المعارضة: فرّق تسد


ألوف بن

بن غفير ليس السياسي الأول الذي شق طريقه فوق جثث المحكومين بالإعدام، فقد سبقه بيل كلينتون الذي يعتبر الآن أيقونة ليبرالية، لكن كحاكم وتنافس على رئاسة الولايات المتحدة في 1992 فقد تأكد من إعدام رجل مختل عقلياً أدين بقتل شرطي. تم إعدام السجين بحقنة قاتلة، وهي العقوبة التي يعدّها مشرعو إسرائيل لمن يدان بقتل شخص “بقصد المساس ببعث الشعب اليهودي في أرضه”، وفقاً للتعديل 159 في قانون العقوبات (عقوبة إعدام الإرهابيين)، الذي توشك الكنيست على مصادقة نهائية عليه. أراد كلينتون أن يظهر كـ “قوي في وجه الجريمة”، بينما يريد بن غفير أن يظهر بأنه جلاد “النخبة”. يمكن لشريكه مفوض مصلحة السجون، كوبي يعقوبي، أن يزوده بمئات جثث الفلسطينيين المسممة قبل الانتخابات كوسيلة لكسب الأصوات لحزب “قوة يهودية”.

النقاش حول عقوبة الإعدام يتركز على الظلم الأخلاقي للإعدام وعلى التمييز المتأصل في مشروع القانون بين الإرهابيين الفلسطينيين واليهود. ولكن لهذا التشريع المتسارع أهمية سياسية أيضاً؛ فهو يقسم كتلة المعارضة إلى أقسام؛ ففي التصويت على القانون بالقراءة الأولى، أيده افيغدور ليبرمان وعارضه الديمقراطيون والأحزاب العربية، بينما غاب يئير لبيد وغادي آيزنكوت وبني غانتس عن الجلسة. في اسرائيل فقط لا يملك زعيم المعارضة ورئيس الوزراء السابق موقفاً من قضية مصيرية مثل الإعدام الجماعي. نتنياهو يريد أن يقسمهم ويخيفهم. هو يستمتع بحشر يئير غولان في الزاوية مع أيمن عودة وأحمد الطيبي ومنصور عباس، كشريك غير شرعي في “ائتلاف صهيوني”، وبالتالي، تحييد خيار تشكيل حكومة مستقبلية بدون الليكود.

مثلما هي الحال مع حقن الإرهابيين بالسم، فإن لجنة التحقيق التي سيشكلها نتنياهو لكارثة 7 أكتوبر ستكون بمثابة تكتيك “فرق تسد” بين خصومه السياسيين. ووفقاً للوزير زئيف ألكين عضو لجنة صياغة خطاب التعيين، يفترض أن تقرر اللجنة الحكومية بأن اتفاقات أوسلو من العام 1993 والانفصال عن غزة في 2005، أدت إلى هجوم حماس في 2023. بكلمات أخرى، سيزين استنتاجاتها شعار الدولة القديم اليميني “مجرمو أوسلو إلى العدالة”، لكن سيكون فيها فقط عزاء قليل لنتنياهو الذي عاد إلى الحكم بعد أوسلو والانفصال ولم يقم يلغها، وكان لديه الوقت الكافي للاستعداد للدفاع عن الدولة. إن لوم إسحق رابين وأريئيل شارون لن يعفي نتنياهو من المسؤولية عن التخلي عن المستوطنات في غلاف غزة.

وحتى لو واجهت اللجنة صعوبة في تبرئة نتنياهو كلياً، فستمنحه نقاطاً مهمة في اللعبة السياسية. يصعب تخيل من سيمثل أمام لجنة التستر الحكومية لتبرير أوسلو والانفصال بأثر رجعي. التحركات التاريخية لتقسيم البلاد حالياً لا تحظى بدعم كبير، حتى في أوساط معارضي نتنياهو. لقد اختار بينيت، الزعيم الجديد للمعسكر الليبرالي، عدم المشاركة في مسيرة تأبين رئيس الحكومة المغدور، خشية أن تلتصق به ذكرى الاتفاق مع ياسر عرفات. يريد بينيت حشد الأصوات في شارع كابلان وليس في ميدان رابين.

منذ بداية الحرب، أدار نتنياهو سياسة خارجية وأمنية حازمة تحظى بشعبية كبيرة حتى خارج معسكر بيبي. وهكذا بقي في السلطة رغم الفشل الفظيع والاستطلاعات السيئة والوعود العبثية بالنصر المطلق. وهذا هو سبب تأييده للجنة شبه التحقيق وعقوبة الإعدام للمخربين. حقن السم لحماس ربما ستشتهر في “تك توك” وفي لافتات بن غفير، لكنها ستساعد نتنياهو على توسيع الائتلاف بعد الانتخابات، وتقليص اعتماده على شركائه الكهانيين.

 هآرتس 25/11/2025



Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *