عشية الذكرى الثانية للحرب وقبيل لقائه بنتنياهو.. طلبات إسرائيلية غير رسمية من ترامب: أنقذنا من هذا الخراب


الناصرة- “القدس العربي: مع اقتراب الذكرى السنوية الثانية للحرب المتوحشة على غزة، هل تهب رياح جديدة في واشنطن هذه المرة وتجري بما لا تشتهيه سفن تل أبيب ونتنياهو؟

طبقًا لتقديرات غير رسمية في إسرائيل، يمارس الرئيس الأمريكي ترامب ضغوطًا على رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو من أجل قبول خطته المكوّنة من 21 بندًا، وقبيل لقائه الرابع هذا العام، غدًا الإثنين، في البيت الأبيض.

حتى الآن، هناك تفاوت في توصيف هذه الخطة، وسط تسريبات كثيرة وصورة غير مكتملة وضباب يلف بعض البنود والأسئلة، مثل بنود “اليوم التالي”، و”السلام في المنطقة”، وكيف يمكن إقناع “حماس” بالخطة، وما حقيقة دور السلطة الفلسطينية.

موشيه يعلون: ربما وصلنا للنهاية، فالغَيبيون يرتطمون بالواقع.. نأمل أن ينقذنا ترامب من الخراب

ويواصل الرئيس ترامب إشاعة أجواء من التفاؤل، فقد تطرق للخطة المتداولة، ليلة أمس، بقوله إن “هناك حماسة، المداولات تتقدم، أعتقد أننا قريبون من صفقة تنهي الحرب وتفضي للسلام”.
تأتي هذه الخطة بالتزامن مع ازدياد عزلة إسرائيل في العالم، وربما يلعب ذلك دورًا في التأثير على قرار ترامب والإدارة الأمريكية، لأن وضع وصورة الولايات المتحدة غير مريحة لها، وهي تقف شبه وحيدة إلى جانب إسرائيل المنبوذة.

مضمون الخطة

إنهاء الحرب فورًا، وانسحاب تدريجي من القطاع. وطبقًا لما يرد في مصادر إعلامية عبرية كصحيفة “يديعوت أحرونوت”، فإن خطة ترامب الجديدة تشمل: إطلاق المحتجزين في 48 ساعة، الإفراج عن 100 حتى 200 أسير فلسطيني مؤبد، إدخال مساعدات للقطاع من خلال منظمات دولية، إلغاء أفكار التهجير، عفو مقترح على قادة “حماس” مقابل قبولهم بالتعايش، ووقف العداوة، وتمكينهم من مغادرة القطاع، جمع سلاح “حماس” على يد قوات عربية ودولية، سلطة دولية عربية تدير القطاع بعد الحرب لفترة محدودة، لجنة فلسطينية لإدارة شؤون غزة تُنتخب من قبل السلطة الفلسطينية، قوات فلسطينية تكفل الأمن تحت رقابة عربية ودولية، سور أمني حول غزة بعرض 500 إلى 1500 متر يكون خاليًا، ترميم غزة بتمويل عربي إسلامي، الدولة الفلسطينية تسيطر على غزة بعد فترة محددة، دعوة لتجديد المفاوضات بين إسرائيل ودولة فلسطينية، التزام أمريكي بمنع ضم الضفة الغربية، والتزام إسرائيلي بعدم مهاجمة قطر.

تفاصيل جديدة في “واشنطن بوست”

ويستمر الكشف عن تفاصيل إضافية حول خطة ترامب التي لم تُنشر رسميًا بعد، وبموجب صحيفة “واشنطن بوست”، في الساعات الأخيرة، فإن جوهرها يقوم على وقف الحرب وتوقف القوات الإسرائيلية في مكانها، انسحاب تدريجي من القطاع، تحرير كل الرهائن في 48 ساعة، ومقابلهم الإفراج عن 250 أسيرًا مؤبدًا، و1700 من أسرى غزة، دون توضيح إذا ما سيشمل العدد قوات النخبة، تدمير السلاح الهجومي في القطاع، قوات دولية بقيادة أمريكية تدير القطاع، إصلاحات في السلطة الفلسطينية.

رد إسرائيل و”حماس”

وبما يتعلق بموقف الأطراف ذات الصلة، قالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية إن حركة “حماس” أبدت موافقة مبدئية على اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة تدعمه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بينما نفت الحركة تلقيها أي مقترح رسمي.

كذلك، حتى الآن لم يرد أي ردّ رسمي من جهة إسرائيل، فيما تقول ترجيحات وتسريبات فيها إن معظم بنود الخطة مقبولة لها، وإنها ستقبلها، لكن نتنياهو يحاول تعديل بعضها. نتنياهو موافق على جوهرها، لكنه يرفض بعض بنودها.
وقال مراسل الإذاعة العبرية العامة سلمان مسودة، المتواجد في واشنطن صباح اليوم الأحد، إن الضغوط الأمريكية على نتنياهو هذه المرة مختلفة. ويضيف: “لم تُنشر الخطة بعد، وويتكوف وكوشنير يتحركان بقوة لإحراز نص متفق عليه، قبيل اللقاء في البيت الأبيض غدًا الإثنين، حيث سيقف نتنياهو مقابل ترامب، ومن الصعب أن يقول “لا، لست موافقًا”، ولكن من غير المستبعد أن ينجح في إقناع ترامب مجددًا بتغيير موقفه ومنحه مهلة جديدة”.

هل سيفقد صبره أم اهتمامه؟

في الأثناء، يستمر ترامب في التعبير عن تفاؤله، كما ذُكر آنفًا، لكنها ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها مبشرًا العالم بالسلام، فقد تضاربت أقواله وأفعاله بشكل حاد لدرجة أن جهات إسرائيلية أيضًا لم تعد تتعامل بجدية مع تصريحاته، لكن لهجته هذه المرة تبدو جدية وواثقة أكثر. ومع ذلك، يبقى الامتحان في التطبيق، والأمور بخواتيمها، خاصة بعد اجتماعه بنتنياهو داخل الغرفة البيضاوية، والأيام القليلة القادمة ستُظهر عمّا إذا كان سيفقد صبره ويقول “كفى” لنتنياهو ويفرمل مراكب حربه، أم يفقد اهتمامه وينتقل للانشغال بقضية أخرى.
ما زال مثل هذا السؤال واقعيًا، نظرًا لتجارب الماضي ولنجاح نتنياهو، من خلال ديرمر، في استغلال قلة معرفة ترامب بالشؤون العسكرية والإستراتيجية للتغرير به ومواصلة الحرب، كما قال رئيسا حكومة الاحتلال السابقان المعارضان لنتنياهو، براك وأولمرت.
من غير المستبعد أن يواصل نتنياهو المراوغة والتسويف طمعًا بمحاولة ربما أخيرة للظفر بصورة انتصار، من خلال اغتيال جديد (على غرار المحاولة العدوانية في الدوحة) تمكنه من الظهور بصورة المنتصر قبيل وقف الحرب، وتحقق شهوته بالبقاء في الوعي والذاكرة وفي سدة الحكم، لا سيما أن بعض شركائه يهددون بتفكيك الائتلاف بحال توقفت الحرب الآن، كما جاء في تهديد بن غفير، وربما سيأتي لاحقًا على لسان سموتريتش، الذي يلتزم الصمت حتى الآن.

أيال حولاتا: على نتنياهو النظر إلى مصالح إسرائيل لا إلى مصالح الائتلاف والبقاء في الحكم

طلبات وأمنيات إسرائيلية

على خلفية هذا الخوف من قدرات نتنياهو وديرمر على اللعب بترامب، تمنى وزير الأمن السابق موشيه يعلون، في حديث للإذاعة العبرية العامة هذا الصباح، أن يبادر ترامب لـ”إنقاذ إسرائيل من هذا الخراب”. وردًا على سؤال حول توقعاته الخاصة بمستقبل خطة ترامب، تابع يعلون: “ربما وصلنا للنهاية، فالغَيبيون يرتطمون بالواقع، ولكن سبق أن كنا في مثل هذه الحالة، وفي النهاية انحاز نتنياهو لجانب سموتريتش وبن غفير حفاظًا على ائتلافه. أتمنى ألا يعرقل نتنياهو مساعي وقف الحرب هذه المرة من أجل ربح أيام إضافية. نأمل أن ينقذنا ترامب من الخراب”.
وتبعه مستشار الأمن القومي الأسبق أيال حولاتا، الذي قال هو الآخر للإذاعة العبرية الرسمية، اليوم، إن إسرائيل حققت مكاسب كبيرة، وحان الوقت أن تستثمرها وصولًا إلى اتفاق. داعيًا إلى التثبت من أن أجهزة المراقبة التي تشملها الخطة تعمل في غزة وتحول دون تهريب السلاح عبر الأنفاق، والسعي إلى نقطة تحول تدفع نحو الاستقرار. وتابع: “على نتنياهو النظر إلى مصالح إسرائيل لا إلى مصالح الائتلاف والبقاء في الحكم”.
يُشار إلى أن بن غفير سارع إلى تأكيد رفضه للخطة، وحذّر نتنياهو وخاطبه في تغريدة، ليلة أمس، قال فيها: “نتنياهو، أنت لا تملك صلاحية لوقف الحرب”. فيما يواصل سموتريتش التزام الصمت. لكن وزير القضاء ساعر قال إن مصلحة إسرائيل العليا تقتضي وقف الحرب. أما رئيس المعارضة لبيد، فأرسل رسالة إلى البيت الأبيض أكد فيها أن المعارضة مستعدة لمنح نتنياهو “سلة أمان” لحماية حكومته من السقوط بحال وافق على خطة ترامب.
ويبدو أن ترامب سيتأثر هذه المرة بتعمق العزلة، وتسونامي الاحتجاجات في العالم، وبموقف الدول العربية والإسلامية بحال كان موحدًا وفعّالًا، وليس فقط بنتنياهو ولوبياته الضاغطة.



Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *