صالون القاهرة الـ (61)… الوعي بالتغيير والمراهقة الفنية


القاهرة ــ «القدس العربي» : تحت عنوان «المغامرون في الفن التشكيلي» يقام حالياً ـ وحتى منتصف الشهر الجاري ـ في قصر الفنون في دار الأوبرا المصرية بالقاهرة، الدورة الـ (61) لصالون القاهرة، الذي تقيمه (جمعية محبي الفنون الجميلة). ومن خلال عنوان هذه الدورة، وكذلك بعض الأعمال المشاركة، نجد أنه ينطبق على بعضها دون البعض الآخر، من خلال أعمال لكل من الفنانين.. أحمد نوار، نازلي مدكور، مصطفى الرزاز، ومحمد العلاوي. إضافة إلى جيل آخر أحدث يتمثل في الفنانين.. عبد المنعم إسماعيل، محمد الفيومي، عبد الوهاب عبد المحسن، محمد التهامي، شعبان حسين، طه القرني، طارق الكومي، حنفي محمود، أيمن لطفي، عماد إبراهيم، هاني رزق، وطارق الكومي.
ذكر هذه الأسماء ضرورة للتوافق حول عنوان المعرض الذي تم اختياره ـ دائماً ما تأتي هذه العناوين كيفما اتفق ـ الذي تعبّر أعمالهم عن فكرة المغامرة، وما أضافوه إلى الفن التشكيلي المصري، خروجاً على كلاسيكية هذا الفن، الذي أخذ يتشكّل بدوره كفن حداثي مع بدايات القرن الفائت وحتى منتصفه. أما باقي الأعمال التي يضمها المعرض فيبدو أنها جاءت على سبيل المجاملة، كعادة القائمين على تنظيم مثل هذه المناسبات والتظاهرات الفنية والثقافية، لنجد التفاوت الكبير بين الأعمال. كذلك نجد لوحات بتكرر عرضها في كل ملتقى تشكيلي، سواء هنا أو في الصالون العام، أو ما شابه من صالونات ومعارض وأنشطة وزارة الثقافة المصرية في هذا المجال. في الوقت نفسه الذي يتم فيه استبعاد الكثير من الأصوات الشابه، التي تمثل بدورها استمراراً لهذه المغامرة الفنية، سواء على مستوى الأسلوب والشكل، أو التناول لموضوع العمل الفني.

التجريد وما فوق الواقع
يأتي عملي أحمد نوار ومصطفى الرزاز على رأس أسلوبي التجريد وما فوق الواقع على الترتيب. فيبدو تجريد نوار من خلال مساحات لونية تتناغم والشكل في اللوحة، فاللون نفسه يُخاطب لا شعور المتلقي، ويختلق مساحة من التفاعل مع اللوحة ككل، بخلاف أسلوب التجريد الذي يختلط بالتعبيرية كما في أعمال نازلي مدكور، فالموضوع الذي تتناوله معروف ومعهود للعين، ولكنها ومن خلال الفرشاة تقيم علاقة جديدة بين هذا المنظر الشائع وأسلوبها ـ مجموعة من الزهور مثلاً ـ وهو ما يتباين وأسلوب نوار ومساحاته اللونية النقية، والتي لا تقتصر على خلفية اللوحة، بل تصبح العالم الأساس للشكل في اللوحة أو للعناصر التشكيلية بمعنى أدق.
ونأتي لكائنات وتشكيلات مصطفى الرزاز، التي تختلط بكائنات أخرى وأماكن لا يجمعها شيء في الواقع. هذه السريالية تختلف تماماً عن سريالية جيل الجزار وحامد ندا على سبيل المثال. كما يضم المعرض جيلا آخر يتمثل سريالية حديثة، مثل لوحات أيمن لطفي، التي يقترب فيها من سريالية الغرب، كسلفادور دالي ورينيه ماجريت، وهو إليه أقرب، حيث المساحات الشاسعة، وحالات الوحدة والقلق التي يعانها أو تعانيها الشخصية في اللوحة. نضيف إلى ذلك تجربتي وائل درويش ومحمد التهامي.

أعمال النحت
تنوعت الأعمال النحتية لتعبّر عن العديد من الأفكار والحالات الإنسانية، كالحب والأمومة والأسرة والمقاومة، وكذا الاحتفاء بالشخصية الإنسانية التي تظهر قوتها رغم بساطتها الشديدة، وذلك في أعمال كل من الفنانين طارق الكومي، عبد المنعم عبد السميع، محمد العلاوي ومحمد الفيومي، على الترتيب. وتظهر من هذه الأعمال الخلفية الثقافية والبيئة التي شكّلت تكوين الفنان ووعيه، وكذا العالم الذي اختار التعبير عنه، سواء من خلال شخوص يعرفها وعايشها أو أفكار مجرّدة تؤرقه. وتبدو الفنية هنا في كيفية التعبير عن الفكرة أو الحالة، وتطويع المادة لتصبح أداة للتعبير والتواصل مع المتلقي.

جمال الخشن

محمد التهامي

خالد سرور



Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *