شهيدان في غارتين إسرائيليتين جنوب لبنان واستهداف جرافة ومنزل… وانتقاد لصمت رئيس الحكومة


بيروت ـ «القدس العربي» :‏ تواصلت أمس الانتهاكات الإسرائيلية لاتفاق وقف الأعمال العدائية، واستهدفت مسيرة ‏إسرائيلية سيارة بين بلدتي دير عامص وصديقين قي قضاء صور مما أدى إلى سقوط شهيد ‏وجريح، وفق وزارة الصحة.
وادعى جيش الاحتلال أن المستهدف هو الممثل المحلي لـ«حزب الله» في بلدة كفرا محمود عيسى وكان مسؤولاً عن التنسيق بين الحزب وسكان القرية ‏في ما يتعلق بالقضايا الاقتصادية والعسكرية، وكان يضطلع بدور محوري في استغلال ‏الممتلكات الخاصة لأغراض عسكرية مثل استئجار منازل وتحويلها إلى مخازن للأسلحة أو ‏نقاط مراقبة».‏
إلى ذلك، استهدفت غارة جرافة في وادي مريمين بين بلدتي ياطر وزبقين ما أدى إلى ‏استشهاد سائقها.‏‎ ‎وألقت مسيّرة قنبلة حارقة على أحد المنازل في بلدة السلطانية مما أدى إلى ‏اندلاع حريق في المكان. وأفيد عن تحرك دبابة ميركافا في محيط موقع رويسات العلم تزامناً ‏مع تمشيط بالرصاص في اتجاه أطراف كفرشوبا‎.‎
وحلّق الطيران المسيّر الإسرائيلي منذ ساعات الصباح أمس، على علو منخفض فوق بيروت ‏وضواحيها‎.‎ توازياً، وفي انتقاد ضمني لرئيس الحكومة نواف سلام الذي لم يعلّق على استهداف حسن ‏عطوي الفاقد النظر نتيجة تفجيرات «البيجرز» مع زوجته، كتب النائب جميل السيد على ‏منصة «أكس» ما يلي: «بالمشبرح وبلغة الناس، العمى!! عالقليلة كلمة مواساة للطفلين يللي ‏فقدا أمهما وأباهما بجريمة إسرائيل بزبدين مبارح… كلمة بس، إذا مش من باب المسؤولية، ‏من باب الأخلاق والإنسانية او حتى من باب الكذب مقبولة ومنشكرك عليها، بس إنو هيك ‏تسكت بدون ولا كلمة!! من أي جَبْلة إنتَ مصنوع؟‎!‎‏».‏
واستشهد لبنانيان وأصيب 4 آخرون، الاثنين، بقصف إسرائيلي استهدف سيارة في قضاء النبطية جنوب البلاد. وقالت وزارة الصحة اللبنانية في بيان إن «غارة بمسيرة للعدو الإسرائيلي استهدفت سيارة على طريق زبدين بقضاء النبطية، أدت إلى سقوط شهيدين وإصابة مواطن بجروح». (أحد الشهيدين فقد نظره بتفجيرات البيجر وزوجته) ولاحقًا قالت الوزارة في بيان آخر، إن الغارة الإسرائيلية التي استهدفت سيارة على طريق زبدين ـ قضاء النبطية «أدت في حصيلة نهائية إلى سقوط شهيدين وإصابة أربعة مواطنين بجروح».

«الكتائب» تستغرب التمسك بالسلاح… وجنبلاط يلتقي عون: الجيش يقوم بعمل جبار جنوباً

وقالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية إن «مسيرة إسرائيلية نفذت غارة جوية بصاروخين موجهين مستهدفة سيارة على طريق زبدين ـ النبطية». وأفادت بأن الطيران الحربي الإسرائيلي شن سلسلة غارات على مناطق جبلية شرق لبنان. وأوضحت أن الجيش الإسرائيلي نفذ غارتين على قضاء الهرمل، وغارتين على بلدة حربتا في قضاء بعلبك شرق البلاد.

الروشة و«رسالات»

بعد طي صفحة حادثة صخرة الروشة وملف جمعية «رسالات» التي تم تعليق عملها في ‏انتظار انتهاء التحقيقات، تنصرف الحكومة اللبنانية للتركيز على مسألة حصر السلاح التي ‏عرض قائد الجيش العماد رودولف هيكل تقريره الشهري الأول بشأنها مراحل التنفيذ امام ‏مجلس الوزراء عبر شاشة كبيرة. ولفت إلى عملية سحب السلاح والمعوقات التي ‏تواجه الجيش اللبناني من الجانب الإسرائيلي وفي المناطق الوعرة وصعوبة طبيعتها، إضافة ‏إلى التعاون بين الجيش اللبناني و«اليونيفيل».‏
وعلى الرغم من إبقاء مضمون التقرير سرياً، عُلم أن قائد الجيش عرض بالفيديوهات ‏والصور والخرائط والأرقام والإحصاءات، ما فعله الجيش خلال شهر ايلول/سبتمبر ‏الماضي. وأطلع هيكل مجلس الوزراء على أن عملية جمع السلاح في جنوب الليطاني تتقدم. ‏ونقل وزراء أن قائد الجيش تكلم عن الانتهاء من المهمة في مرحلتها الأولى في نهاية كانون ‏الأول/ديسمبر المقبل بدلامن نهاية تشرين الثاني/نوفمبر.‏
وكانت تسوية حول حادثة صخرة الروشة وجمعية «رسالات» تمت في مجلس الوزراء بعد ‏اتصالات جرت بين رئيس الجمهورية العماد جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، ‏وقضت بتعليق العمل بالعلم والخبر المُعطى للجمعية، إلى حين جلاء نتيجة التحقيقات الإدارية ‏والجزائية التي باشرتها وزارة الداخلية والنيابة العامة التمييزية. وجاء هذا القرار بديلاً عن ‏حل الجمعية على الرغم من أن 19 وزيراً من أصل 23 حضروا الجلسة، كانوا مستعدين ‏للموافقة على حل جمعية «رسالات». غير أن الرئيس سلام قال للوزراء «حرصًا على ‏الحريات وعلى القضاء، دعونا نكتفي بتعليق عمل جمعية «رسالات» إلى حين صدور ‏التحقيقات في الملف».‏

سلام: حرص الحكومة

وفي تغريدة عبر منصة «إكس» شرح رئيس الحكومة ليلاً كيف تمت معالجة طلب وزارة ‏الداخلية والبلديات حل «الجمعية اللبنانية للفنون- رسالات»، قائلاً: «تبيّن بعد الإستماع في ‏مجلس الوزراء إلى مختلف الآراء توفّر الأكثرية المطلوبة حسب الدستور للسير بطلب حل ‏هذه الجمعية، إلا أنه وعلى رغم المخالفات التي فنّدتها تفصيلاً وزارة الداخلية والبلديات، إن ‏لجهة مُخالفة هذه الجمعية لموضوعها ونظامها الداخلي، وإن لجهة مُخالفتها للقوانين التي ‏ترعى الأملاك العمومية لا سيما إقفال الطرقات العامة، وإن لجهة مُخالفتها مضمون ‏الترخيص المُعطى لها من محافظ مدينة بيروت والإساءة في استعمال الحق في التعبير ‏والتجمع، وفي سَبيل التوفيق بين مُقتضيات المُحافظة على النظام العام من جهة وبين احترام ‏حرية تأسيس الجَمعيات التي كَفلها الدستور وقانون الجمعيات، والذي أكدت عليه المُعاهدات ‏والمواثيق الدولية التي انضم اليها لبنان، وانطلاقاً من أن حرص الحكومة على حرية ‏الجمعيات في ممارسة عملها لا يتعارض مع إمكان إتخاذ الإدارة الإجراءات اللازمة لضمان ‏المُحافظة على الانتظام العام والمصلحة العامة،‎ ‎قرّر مجلس الوزراء تعليق العمل بالعلم ‏والخبر المُعطى لهذه الجمعية لحين جلاء نتيجة التحقيقات الإدارية والجزائية التي باشرتها كل ‏من الإدارة والنيابة العامة التمييزية».‏
ووصفت جريدة «الأخبار» القريبة من «حزب الله» ما حصل في مجلس الوزراء بأنه تم «على ‏قاعدة لا يموت الذئب ولا تفنى الغنم». وأوردت «أن الرئيس سلام بعد إثارته أجواء تصعيد ‏وتهويل وافتعاله مشكلات على خلفية أمور سطحية، والتهديد بسحب العلم والخبر من جمعية ‏‏»رسالات» المُنظِّمة لفاعلية إنارة الصخرة، اضطُر إلى قبول مخرج تسوية يحفظ ماء وجهه، ‏من دون أن يجرّ الحكومة أو البلاد إلى أزمة كبيرة»، مضيفة «لا يوجد في القانون ما يُسمى ‏تعليق عمل جمعية، إلا أن مصادر وزارية أكدت أن هذه الصيغة هي الحل الوحيد لإخراج ‏القضية من التداول».‏ ‎ ‎تزامناً، بعد مرور عامين على حرب «إسناد غزة»، أكد عضو كتلة» الوفاء للمقاومة» النائب ‏حسين الحاج حسن «أن هذه البيئة المقاومة رغم قسوة البرد وظروف الحرب ما زالت ثابتة ‏على عهدها صادقة في ولائها مخلصة في وفائها ولن تتخلى يوماً عن المقاومة لا في الماضي ‏ولا اليوم ولا في المستقبل، وهذه البيئة المقاومة صلبة لا تهتز أمام العواصف ولا أمام ‏الحملات لأنها تعرف أن طريقها هو طريق العزة والكرامة والسيادة الحقيقية وأن المقاومة ‏ستبقى خيارها الأول والأخير».‏

تسوية مجلس الوزراء تطوي مرحلياً صفحة حادثة الروشة بين سلام و«حزب الله» ‏

ورأى «ان الموضوعات السياسية المطروحة كثيرة، وإذا كانت الدولة تريد أن تقنع مواطنيها ‏بأنها دولة حقيقية فالأجدر بها أن تتحرك عندما تُهان كرامة جيشها وشعبها لا أن تبقى صامتة ‏أمام تصريحات العدو الصهيوني ووزرائه»، مشيراً إلى «أن توم براك قال علناً إن إسرائيل ‏تحتل خمس نقاط في لبنان ولن تنسحب منها، وأن السلام وهم وأن إسرائيل لا تعترف بحدود ‏سايكس بيكو، وهي تصريحات تمس السيادة الوطنية وإهانةً للجيش اللبناني ومع ذلك لم نسمع ‏صوتاً واحداً تحركت كرامته أو انتفض دفاعاً عن لبنان».‏
وقال «لو أن مسؤولاً إيرانياً قال مجرد فكرة لقامت القيامة واستُدعي السفير واشتعلت المنابر ‏الإعلامية، لكن عندما يهينكم الأمريكي أو الإسرائيلي تصابون بالخرس، وكأن السيادة لديكم ‏مسألة انتقائية تُثار فقط عندما تمسّ مصالح الأمريكي»، مضيفاً «الموقف الوحيد الذي عبّر عن ‏مسؤولية وطنية هو موقف دولة الرئيس نبيه بري الذي دعا إلى اجتماع للرد لكن حتى ورقته ‏لم تُدرج على جدول الأعمال فيما الورقة الأمريكية تُعامل كمرجعية».
وختم موقفنا واضح: ‏عندما يتوقف العدوان وينسحب العدو ويعود الأسرى ويبدأ الإعمار ويُناقش الأمن الوطني ‏على أسس واقعية تحفظ الكرامة والسيادة، عندها يمكن الحديث عن استراتيجية وطنية أما قبل ‏ذلك فالكلام لا يُقنع أحداً»‏‎.‎

الكتائب أي هدف للسلاح؟

في المقابل، كتب عضو كتلة الكتائب النائب نديم الجميل على منصة «إكس»: «بين 7 و8 ‏تشرين الأول 2023، اتُّخذ قرارٌ دمّر لبنان»، وأشار إلى أن «لبنان الذي دفع أثمانًا باهظة ‏كلما انزلق في صراعات الآخرين، وجد نفسه رهينة أجنداتٍ خارجية لا تمتّ إلى مصلحته ‏بصلة»، مضيفاً «لم يكن القرار لبنانيًا، ولا نابعًا من حساباتٍ وطنية، بل انعكاس لأوهامٍ ‏ووعودٍ فارغة». وأكد «أن مسؤوليتنا اليوم أن نقرأ الحدث بعينٍ وطنية لا بعين الاصطفافات، ‏وأن ندرك أن الاستقرار لا يُصان بالشعارات، بل بالتمسك بالدولة وبقرار حصر السلاح‎.‎‏ ‏والعبرة أن نبقى على طريق لبنان. طريق الدولة، والسيادة».‏
أما المكتب السياسي لحزب الكتائب، فرحّب «بالتقدم المحقق في تنفيذ خطة الجيش اللبناني، ‏وفق ما ورد في تقريره المرفوع إلى مجلس الوزراء»، ودعا «إلى استكمال التنفيذ وتسريعه ‏على كامل الأراضي اللبنانية، كما نصّت عليه قرارات الحكومة»، مجدداً دعوته «المجتمع ‏الدولي إلى الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها على لبنان ومنع أي تصعيد عسكري يهدد ‏السيادة اللبنانية وسلامة المدنيين، ولا سيما في الجنوب».‏
وتوقّف المكتب السياسي «عند تكرار تصريحات مسؤولي «حزب الله»، ولا سيما نوابه، بأنهم ‏غير معنيين بنزع السلاح في شمال الليطاني»، سائلاً: «إذا كان «حزب الله» قد تخلى عن سلاحه ‏جنوب الليطاني متنازلاً بذلك عن نيته محاربة إسرائيل، فبأي هدف يتمسك بهذا السلاح شمال ‏الليطاني؟ أليس في ذلك إصرار على الاحتفاظ بفائض القوة وصرفه في مواجهة اللبنانيين ‏والانقلاب على الدولة ومفهوم الشرعية؟‎»‎‏.‏
وبعد ظهر أمس، زار الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ونجله ‏النائب تيمور جنبلاط رئيس الجمهورية في قصر بعبدا، وقال لدى مغادرته: «الزيارة ‏كانت ودية، والجو مطمئن رغم حملات التشكيك غير المدروسة»، مشيراً إلى «أن الجيش ‏اللبناني يقوم بعملٍ جبّار في الجنوب».‏



Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *