مدريد: للمرة الثانية منذ انطلاق المهرجان عام 1953، تُتوَّج مخرجة إسبانية بالجائزة الكبرى “الصدفة الذهبية”، حيث نالت ألاودا رويث هذا التتويج بعد خايوني كومبوردا التي فازت به قبل عامين.
واعتلت ألاودا رويث منصة التتويج بفيلمها «أيام الآحاد»، مرتدية شارة تضامنية تحمل «أوقفوا الإبادة»، لتسلّم الجائزة من يد رئيس لجنة تحكيم الدورة، المخرج الإسباني خوان أنتونيو بايونا، الذي حملت بدلته دبوس علم فلسطين.
وصرّحت ابنة مدينة بيلباو (1978) قائلة: “أحب السينما لأنها علمتني أن أرى من مكان آخر، أن ترى بشكل مختلف، أن تفهم شيئًا لا علاقة لك به ومختلفًا عنك”.
وأضافت ألاودا رويث: «أن تحاول فهم شيء لا يعني التحقق منه أو شرعنته، مع يقيني بأننا نعيش في عالم مع أشخاص مختلفين عنا».
وتابعت صاحبة «خمسة ذئاب صغيرة» (2022) الحائز على ثلاثة ألقاب غويا وذهبية مالقة، مؤكدة: السينما فضاء للقاء والتأمل والنقاش.. شكرًا لكم لأنكم أعدتم لي الثقة في هذا الفضاء بهذا الاعتراف.
وختمت مبدعة سلسلة «أريد» كلمتها، مشهرة إدانتها لما يجري هناك في غزة: «الوازع الأخلاقي يحثني على إدانة الإبادة في غزة والمطالبة بوقفها فورًا».
ويحكي الفيلم قصة أينارا، شابة مثالية وذكية في السابعة عشرة من عمرها، والتي تقرر أن تصبح راهبة بدل الدراسة في الجامعة، ما سيخلق ارتباكًا وسط عائلتها التي تفاجأت بقرار الابنة، ما سيخلق جوًا من التوتر.
كما مُنحت جائزة لجنة التحكيم الخاصة لفيلم «قصص من الوادي الطيب» لخوسي لويس غيرين، والذي سبق له أن فاز بنفس الجائزة عن فيلم «في طور البناء» (2001).
وعلّلت لجنة التحكيم قرارها، قائلة: «الفيلم يركّز كاميرته على المحيط، على وجوه ومناظر طبيعية نادرة التصوير، ليرسم نظرة إنسانية سخية تتدفق عبر الزمن، مستحضرًا في هذه الرحلة جوهر السينما».
وفي كلمته، نادى خوسي لويس غيرين بتشجيع الإنتاج المشترك والتعاون، معتبرًا إياه «الترياق الأمثل للسياسات الإقصائية للقوميات الناشئة».
وأضاف المخرج الإسباني، قائلًا: «اليوم، لا يوجد علم يمثلني سوى هذا العلم»، واضعًا يده على الشارة التي تحمل شعار «أوقفوا الإبادة الجماعية».
وحاز البلجيكي جواشيم لافوس جائزة «الصدفة الفضية» لأفضل إخراج عن فيلم «ستة أيام في هذا الربيع»، وهي ثاني مرة يتوّج فيها بنفس الجائزة عن فيلمه «الفرسان البيض» (2015)، بالإضافة إلى جائزة لجنة التحكيم لأفضل سيناريو، مناصفةً مع كلوي دوبونشيل وبول إسماعيل. أما جائزة أفضل تصوير سينمائي، فقد ذهبت إلى باو إستيف عن فيلم «النمور».
وفيما يخص جائزة أفضل أداء رئيسي، منحت لجنة التحكيم الجائزة مناصفة ما بين خوسيه رامون سورويث عن دوره في «ماسبالوماس»، والممثلة الصينية تشاو شياوهونغ عن فيلم «قلبها ينبض في قفصه». في حين عادت جائزة أفضل أداء مساعد للأرجنتينية كاميلا بلات، تقديرًا لعملها في فيلم «بيلين».
وعلى غرار حفل الافتتاح، غلب الطابع التضامني مع القضية الفلسطينية على مجريات حفل الاختتام، حيث حمل الجمهور الذي حجّ لاستقبال ضيوف المهرجان الأعلام الفلسطينية، في الوقت الذي ارتدى الفنانون وباقي المدعوين شارات تحمل عبارة «أوقفوا الإبادة» ودبابيس العلم الفلسطيني.