غزة ـ لندن – عواصم ـ «القدس العربي» ووكالات: أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الجمعة، تهديدين صريحين، الأول موجه إلى حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، أمهلها فيه حتى ليل الأحد للقبول بخطته المدعومة إسرائيليا لإنهاء الحرب في غزة، محذّرا من «الجحيم» في حال رفضتها.
والتهديد الثاني على شكل «طلب» دعا فيه الفلسطينيين لمغادرة المنطقة المحتمل أن تكون مكانا للموت مستقبلا، إلى مناطق أكثر أمنا في غزة فورا.
والحال أن الأمم المتحدة ووكالاتها المختلفة ترى في الحديث عن مناطق آمنة في غزة، كذبة بعيدة عن الواقع، بل إن المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» جيمس إلدر قال للصحافيين في جنيف إن «فكرة وجود منطقة آمنة في الجنوب مهزلة» .
وأضاف متحدثا من دير البلح في وسط غزة أن «القنابل تُلقى من السماء بوتيرة مرعبة يمكن التنبؤ بها، والمدارس التي حُددت كملاجئ مؤقتة تُحوّل بانتظام إلى ركام، والخيام تحرقها الغارات الجوية على نحو ممنهج». وقال إن «ما تٌسمى بالمناطق الآمنة هي أيضا أماكن للموت». وتأتي تهديدات الرئيس الأمريكي في الوقت الذي أكد فيه قيادي في «حماس» أن الحركة الفلسطينية ما زالت في حـــاجة لبعض الوقت لدرس الخطة.
وكان عضو المكتب السياسي في «حماس» محمد نزال قال في لقاء مع قناة «الجزيرة» مساء الخميس إن «الخطة الأمريكية عليها ملاحظات وسنعلن موقفنا منها قريبًا».
اما في قطاع غزة المنكوب، فاستمر الاحتلال في ارتكاب مجازر موصوفة. ومساء الجمعة، قال مصدر قيادي في وزارة الداخلية في غزة لقناة «الجزيرة»، إن 20 من عناصر الشرطة استشهدوا في قصف الاحتلال أثناء ملاحقتهم عصابات إجرامية متورطة في قتل مواطنين والتمثيل بجثثهم.
وكانت هجمات الاحتلال ضد مناطق النزوح تكثفت. وذكرت مصادر فلسطينية أن 51 فلسطينيًا استشهدوا جراء عدوان الاحتلال على قطاع غزة، منذ فجر الجمعة، وحتى وقت كتابة هذا التقرير، وفق شبكة «الجزيرة». وقالت منظمة العفو الدولية في إشارة إلى الأزمة الإنسانية في غزة: «لقد ولّى زمن التنديدات الفارغة، على الدول في جميع أنحاء العالم أن تتحرك الآن». في سياق آخر، اعترض جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس الجمعة سبيل آخر قارب ضمن أسطول مساعدات كان يحاول الوصول إلى قطاع غزة المحاصر، بعد يوم من إيقاف أغلب القوارب واعتقال نحو 450 ناشطا، منهم السويدية غريتا ثونبرغ.
وقالت وزارة الخــــــــارجية الإسرائيلية أمس إنه تم ترحيل أربعة إيطاليين، مضيفة في بيان «البقية في طور الترحيل».
وفي الموازاة، بدأ عدد من نشـــطاء الأسطول إضرابا عن الطعام احتجاجا على اعتراض البحرية الإسرائيلية لسفنهم وإيقافهم.
وفي إسبانيا، تنوي الحكومة اتخاذ إجراءات قضائية وطنية ودولية بما فيها اللجوء الى الأمم المتحدة ضد إسرائيل بسبب اقتحامها والسطو على «أسطول الصمود».
وشهدت دول في أوروبا تظاهرات كبيرة احتجاجا على اعتراض «أسطول الصمود»، كان أبرزها إضراب عام نظمته النقابات الإيطالية تسبب في اضطرابات كبيرة في النقل، فيما تظاهر مئات آلاف الإيطاليين في انحاء البلاد تضامنا مع الفلسطينيين الذين يواجهون حرب إبادة.