واشنطن- “القدس العربي”: أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووزير الدفاع بيت هيغسِث عن خطة شاملة لإعادة هيكلة الجيش الأمريكي ورفع معاييره القتالية، شملت فرض قيود صارمة على الوزن والمظهر الجسدي، ومنع “الجنرالات السمان” من البقاء في البنتاغون، إضافة إلى مراجعة واسعة لثقافة القيادة والانضباط العسكري.
جاءت هذه التصريحات خلال اجتماع استثنائي عُقد في قاعدة مشاة البحرية الأمريكية في كوانتيكو بولاية فرجينيا، جمع أكثر من 800 أميرال وجنرال من القيادات العليا للقوات المسلحة، حيث دعا هيغسِث الحضور إلى “الاستعداد للحرب” في خطاب حماسي استمر 45 دقيقة.
وقال هيغسِث: “المهمة الوحيدة لوزارة الحرب المُعادة هي القتال، والاستعداد للحرب، والاستعداد للفوز. هذه مسألة حياة أو موت، والمعايير يجب أن تُحترم بدقة، وفقًا لصحيفة “التليغراف”.
وستُلزم الخطة الجديدة جميع الجنود المقاتلين، رجالًا ونساءً، بالالتزام بـ “أعلى المعايير البدنية المطبقة على الرجال فقط”، كما سيتم فرض حظر على اللحى، وإخضاع جميع أفراد الجيش، بمن فيهم كبار الضباط، لقياس الوزن مرتين سنويًا.
وأضاف هيغسِث، متحدثًا عن ابنه البالغ من العمر 15 عامًا: “لا أريد لابني أن يخدم إلى جانب جنود غير لائقين بدنيًا، أو مع مجندات لا يستطعن تلبية نفس المعايير القتالية التي يحققها الرجال”.
وأشار إلى أن رؤية جنود يعانون من زيادة الوزن في التشكيلات العسكرية باتت “أمرًا مرهقًا”، مؤكدًا أن حتى كبار القادة العسكريين سيخضعون لنظام الوزن الجديد.
من جانبه، تحدث ترامب أمام الحضور واقترح استخدام بعض المدن الأمريكية “الخطرة” كميدان تدريب للقوات المسلحة لرفع جاهزيتها، مشيرًا إلى مدينة شيكاغو كمثال.
وقال ترامب: “نحن نتعرض لغزو من الداخل، لا يختلف كثيرًا عن أي عدوّ خارجي، لكنه أكثر تعقيدًا في بعض النواحي”.
إنهاء ثقافة “المشي على البيض” داخل الجيش
أعلن هيغسِث عن إنهاء نظام الشكاوى المجهولة في البنتاغون، ووصف سياسته الجديدة بأنها “لا مزيد من المشي على قشر البيض”، في إشارة إلى رفضه للقيود التي فرضتها سياسات “الصواب السياسي” في السنوات الأخيرة.
وقال: “سنعيد النظر في تعريفات ما يسمى (القيادة السامة)، والتنمر، والمضايقات، لنمنح القادة صلاحيات أوسع لفرض الانضباط دون خوف من الانتقام أو التشكيك”.
وأكد أن المضايقات الجنسية والعنصرية والسلوكيات غير القانونية ستبقى محظورة، لكنه شدد على أن “الحديث القاسي والمزاح الخشن” جزء من الحياة العسكرية ويجب تشجيعه من جديد، مضيفًا: “نمنح المدربين الحق في زرع الخوف الصحي في نفوس المجندين. نعم، يمكنهم قلب الأسرة، والصراخ، وحتى لمس المجندين”.
وفرضت الخطة الجديدة حظرًا شبه تام على اللحى باستثناء قوات العمليات الخاصة، إذ قال هيغسِث ساخرًا: “لا مزيد من اللحى! نحن لسنا جيشًا من الوثنيين الإسكندنافيين”.
كما دعا العسكريين الرافضين للنهج الجديد إلى “القيام بالتصرف الشريف وتقديم استقالاتهم”.
وأثارت هذه الإجراءات جدلًا واسعًا داخل المؤسسة العسكرية، إذ نقلت صحيفة واشنطن بوست أن بعض القادة، من بينهم رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال دان كين، أعربوا عن مخاوف من أن التركيز المفرط على الانضباط الداخلي قد يأتي على حساب مواجهة التهديدات الخارجية، ولا سيما من الصين.
كما شملت الإجراءات تقييد تواصل المسؤولين العسكريين مع الإعلام، وتشديد الرقابة على الصحافيين داخل البنتاغون، وذلك بعد تسريبات محرجة أثارت تساؤلات حول قدرة هيغسِث على إدارة الوزارة، ما دفعه إلى دائرة ضيقة من الثقة تشمل زوجته وعددًا محدودًا من مساعديه.