الرباط- “القدس العربي”:
جدد المغرب تشبثه بمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء الغربية، في وقت يستعد فيه المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دي ميستورا، للقيام بزيارة عمل إلى مدينة العيون، ومنها ينتقل إلى مخيمات تندوف، في إطار جولة إقليمية جديدة تسبق موعد مناقشة ملف الصحراء من قبل مجلس الأمن الدولي خلال تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.
وعقد وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، الاثنين في نيويورك، جلسة عمل مع ستافان دي ميستورا، وذلك بطلب من الأخير، وفقا لوكالة الأنباء المغربية.
وأضاف المصدر أن هذا اللقاء الذي جرى على هامش الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة، شهد حضور السفير الممثل الدائم للرباط لدى الأمم المتحدة بنيويورك، عمر هلال. كما أن الاجتماع يندرج في سياق مشاورات دي ميستورا، استعدادا للاستحقاقات المقبلة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وبهذه المناسبة، جدد الوفد المغربي التأكيد على الثوابت الراسخة للموقف المغربي، الذي حدده العاهل محمد السادس، من أجل التوصل إلى حل سياسي واقعي، وبراغماتي، ودائم يقوم بشكل حصري على المبادرة المغربية للحكم الذاتي، في إطار سيادة المغرب ووحدته الترابية.
وفي هذا الصدد، جدد الوفد تأكيد دعم المغرب لجهود الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي. كما تناول اللقاء مستجدات الدينامية الدولية الداعمة لمغربية الصحراء والمؤيدة للمبادرة المغربية للحكم الذاتي كأساس وحيد وأوحد من أجل التوصل إلى حل سياسي للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية، في إطار الدينامية الدبلوماسية التي أطلقها العاهل المغربي.
يأتي ذلك في سياق يتوالى فيه الاعتراف الدولي بمبادرة “الحكم الذاتي” التي يقترحها المغرب حلا لنزاع الصحراء. في هذا السياق، أعلن وزير خارجية باراغواي، روبن راميريز ليزكانو، الاثنين في نيويورك، أن بلاده تعترف بسيادة المغرب على الصحراء وتعتزم فتح قنصلية في الإقليم نفسه.
ونقلت وكالة الأنباء المغربية عن الوزير راميريز ليزكانو قوله، عقب مباحثات أجراها مع نظيره المغربي، ناصر بوريطة: “ندعم سيادة المغرب على صحرائه، ونعتزم فتح قنصلية للباراغواي قريبا في هذه المنطقة”.
كما أعلن عن زيارة قريبة سيجريها رئيس باراغواي، سانتياغو بينيا بالاثيوس، إلى المغرب. وأشار إلى أنه يعتزم القيام بزيارة إلى المغرب قبل نهاية السنة الجارية.
واعترفت العديد من دول العالم بالمبادرة المغربية لحل نزاع الصحراء، من بينها فرنسا وإسبانيا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا، بالإضافة إلى العديد من الدول الأفريقية التي فتحت قنصليات لها في إقليم الصحراء.
وانطلق نزاع الصحراء عام 1975 بعدما بسط المغرب سيادته على الصحراء الغربية التي انسحبت منها إسبانيا، حيث أخذت جبهة “البوليساريو” مدعومة بالجزائر تطالب بالانفصال وتقرير المصير.
وشهد النزاع مواجهات مسلحة لسنوات عديدة، لم يوقفها إلا قرار “وقف إطلاق النار” الذي تم الاتفاق عليه سنة 1991 تحت إشراف الأمم المتحدة.
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، قامت عناصر من جبهة “البوليساريو” بمحاولة شلّ حركة مرور السيارات وشاحنات نقل البضائع المتجهة من المغرب نحو البلدان الأفريقية الأخرى عبر موريتانيا، فتدخّل الجيش المغربي لتأمين الطريق وفكّ الاعتصام، ما دفع “الجبهة” إلى إعلان تخلّيها عن اتفاق وقف إطلاق النار.