بغض النظر عن الاعتبارات الجيوسياسية.. فقد تقلص خيار الفلسطينيين بين الحياة والموت


لندن- “القدس العربي”:

عادت جريدة الباييس الإسبانية اليوم الأحد إلى الاهتمام بالملف الفلسطيني في افتتاحيتها، وذلك تماشيا مع ما يعيشه هذا البلد الأوروبي من تظاهرات مؤيدة للفلسطينيين. وفي هذا الصدد كتبت أن 92 فلسطينيا يموتون يوميا منذ 7 أكتوبر 2023، وتقلصت اختيارات الفلسطينيين بين الحياة والموت.

وفي الافتتاحية الجديدة، تبرز أنه “بينما أكدت حكومة بنيامين نتنياهو أنها مستعدة لقبول الوقف الفوري للعمليات العسكرية، كما اتفق مع دونالد ترامب، قتل الجيش الإسرائيلي يوم السبت ما لا يقل عن 20 فلسطينياً آخرين. هذه هي الحقيقة على الأرض كل يوم وكل ساعة التي تستمر فيها المذبحة العشوائية للأبرياء التي تنفذها إسرائيل في غزة. من المهم أخذ ذلك في الاعتبار عند الحكم على اقتراح السلام الذي فرضه رئيس الولايات المتحدة يوم الاثنين الماضي وقبلته حماس يوم الجمعة”.

وتضيف: “بالنسبة لسكان غزة، لا وجود لاعتبارات جيوسياسية أو قانونية أو أيديولوجية. بعد عامين من الرعب والإفلات من العقاب والعجز، تقلصت الخيارات إلى خيار واحد: العيش أو الموت. في هذه الساعات الحاسمة، فإن وقف القصف هو أولوية قصوى. التمسك بفرصة لإنقاذ الأرواح هو واجب أخلاقي. ليس غدًا، بل اليوم”.

وتبرز: “قبل يومين من الذكرى السنوية الثانية للحرب على غزة، ليس من المبالغة القول إن العالم يواجه واحدة من أكبر المآسي الإنسانية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وهي انتهاك صارخ للقانون الدولي من قبل الحكومة الإسرائيلية، التي ترتكب جرائم حرب منهجية. في 7 أكتوبر 2023، أدى هجوم وحشي على إسرائيل من قبل منظمة حماس الإسلامية، إلى مقتل أكثر من 1200 شخص واختطاف 251 آخرين، وأثار موجة عارمة من التضامن مع إسرائيل. ولم يمر وقت طويل حتى تحولت هذه الموجة إلى رعب. أدت العملية العسكرية المزعومة للانتقام من حماس إلى تدمير الحياة في غزة، مما دفع الغرب إلى التحدث عن مفهوم الإبادة الجماعية”.

وفي افتتاحيتها التي تعد الثانية خلال الأسبوع الجاري حول فلسطين، تكتب الباييس أن “أكثر من 67 ألف فلسطيني قتلوا في غضون عامين، بمعدل 92 قتيلاً في اليوم. ومن بينهم ما يقرب من 20,000 طفل، وفقاً للأرقام التي أقرتها الأمم المتحدة. بالإضافة إلى ذلك، هناك مئات الآلاف من الجرحى، وعدد لا يحصى من المفقودين تحت الأنقاض، وما يقرب من مليون ونصف المليون نازح من أصل سكان يبلغ عددهم مليوني نسمة، و80% من المنازل مدمرة أو متضررة بشدة، والمعابد والمدارس والمستشفيات تعرضت للهجوم، والبنى التحتية الأساسية دمرت. أمر نتنياهو بقطع إمدادات المياه والكهرباء وحظر دخول المواد الغذائية إلى قطاع يعتمد على المساعدات الخارجية. وكانت النتيجة مجاعة لم تكن متصورة من قبل في الشرق الأوسط ومئات الوفيات بسبب الجوع. وقد تم كل هذا في ظل إفلات تام من العقاب”.

وتضيف في تحليلها: “أثارت الاستراتيجية الإسرائيلية الوحشية غضباً عالمياً، كما شوهد في شوارع أوروبا نهاية هذا الأسبوع. لكن يجب أن نتذكر أن الوضع ما كان ليصل إلى هذه المرحلة لولا عجز ما يسمى بالمجتمع الدولي، العالق في قواعد القرن العشرين التي دمرها نتنياهو منذ زمن بعيد. فقط الضغط الشعبي، المحرج من تقاعس حكوماته، هو الذي نجح في زيادة الضغط على إسرائيل، متأخراً وقليلاً”.

وتنهي الافتتاحية أنه “حان الوقت للتوقف هذه الحرب البشعة”.



Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *