الأزمة لم تعد مجرد تحد رياضي، بل تحولت إلى ملف وطني يهم شريحة واسعة من المصريين، خاصة مع تراكم المشكلات الإدارية والمالية التي تهدد مستقبل القلعة البيضاء.
وأكدت موجة الغضب الجماهيري أن القاعدة البيضاء فقدت الثقة تماما في المجلس الحالي لمعالجة الملفات الحرجة، معتبرة أن الأخير يعيش حالة “عجز كامل”، خاصة فيما يتعلق بملف أرض فرع النادي بمدينة 6 أكتوبر، والتي أصبحت الشرارة التي فجرت الأزمة الأخيرة، لذا قررت توجيه نداء مباشر للقيادة السياسية لإنقاذ النادي العريق.
الهاشتاغ لم يكن مجرد غضب عابر، بل حملة منظمة انطلقت من مختلف المحافظات، مصحوبة برسائل ومقاطع فيديو وأرشيف النجاحات السابقة للنادي، لتذكير الجميع بمكانة الزمالك وقيمته الرمزية.
عارف يعني إيه فرحة الناس اللي في المدرج ده؟ ❤️
ده صوتهم بيهز الدنيا، ودموعهم بتنزل من الفرح، وقلوبهم بتدق مع كل كورة.
وعارف يعني إيه فرحة الملايين اللي قاعدين في البيوت؟
ده جيل عايش على الأمل، بيتنفس الانتماء، وبيحلم بلحظة نصر تشيله فوق السحاب.
يا دولتنا،… pic.twitter.com/nRSivghbGB— Mohamed El Ghandour🇦🇹🇦🇹❤️ (@malhiss7) October 7, 2025
أزمة أرض أكتوبر تعد الوقود الرئيسي وراء حملة المناشدة الرئاسية، بعد تداول تقارير عن قرار وزارة الإسكان بسحب الأرض المخصصة لبناء فرع الزمالك.
وينظر إلى المشروع على أنه “ملاذ مالي واستثماري لإنقاذ النادي من الديون وضمان استقراره طويل الأمد”، وفقدانه يمثل ضياع فرصة تاريخية للنادي.
وسط هذا الصمت الإداري، تصاعدت الأصوات الجماهيرية المطالبة بتدخل رئاسي عاجل لإعادة الأمور إلى نصابها.
ولم يقتصر الأمر على الجماهير، بل انضم رموز النادي إلى النداء، أبرزهم محمود عبد الرازق “شيكابالا”، الذي وصف الزمالك بأنه “ركيزة من ركائز القوة الناعمة المصرية”، داعيا إلى دعمه بوصفه كيانا وطنيا يتجاوز الرياضة.
وكشف المهندس هشام نصر، نائب رئيس الزمالك، أن قرار سحب أرض أكتوبر وضع النادي في موقف حرج، مؤكدا أن المستندات القانونية سليمة، لكن “عامل الزمن القاتل” يهدد بضياع المشروع قبل حسمه رسميا.
وأشار نصر إلى أن الأزمة امتدت لتشمل الضغوط المالية الهائلة، حتى اضطر المجلس لإلغاء بعض الرحلات الخارجية للفرق المختلفة لعدم توفر التمويل، وهو ما يعكس حجم التحديات غير المسبوقة.
وامتدت الأزمة إلى الألعاب المختلفة داخل النادي، مع انسحابات وتأجيلات للبطولات، أبرزها بطولة إفريقيا لكرة اليد، نتيجة عدم القدرة على الوفاء بالمستحقات المالية، مما يجعل الزمالك أمام نزيف إداري ومالي وفني يهدد مكانته الإقليمية.
الجماهير ترى أن الحل لا يكمن في تغيير أشخاص بالمجلس، بل في قرار إنقاذ استثنائي من الدولة لإعادة ترتيب البيت الأبيض وضمان استمرارية المشروع الرياضي والاجتماعي للنادي.
في محاولة لإعادة السيطرة، أعلن مجلس إدارة الزمالك برئاسة حسين لبيب عن تشكيل مكتب تنفيذي جديد لإعادة هيكلة العمل الإداري وتسريع اتخاذ القرار، برئاسة هشام نصر وعضوية حسام المندوه وأعضاء آخرين.
المكتب التنفيذي سيركز على متابعة الملفات العاجلة ورفع التقارير مباشرة لمجلس الإدارة، مع التركيز على الجانب المالي لمواجهة تفاقم الديون وضيق الموارد، ومن المقرر أن يعقد أول اجتماعاته الأسبوع المقبل.
المصدر: “وسائل إعلام”