المقاومة الفلسطينية تلتحم مع جيش الاحتلال المتوغل في غزة


غزة – لندن – «القدس العربي»-ووكالات: اشتبكت قوات المقاومة الفلسطينية مع جيش الاحتلال الإسرائيلي المتوغّل في مدينة غزة، مكبّدة الأخير خسائر في الأرواح، وفق ما ذكرته شبكة «الجزيرة» نقلًا عن مواقع إخبارية إسرائيلية.
وتحدثت منصات إخبارية إسرائيلية عن حدث أمني صعب في غزة أسفر عن مقتل وإصابة عدد من الجنود، مشيرة إلى أن مروحيات عسكرية نقلت الإصابات إلى عدة مستشفيات في تل أبيب وبئر السبع.
ووفق ما ورد، فإن الاشتباكات تركزت في محيط مستشفى الشفاء وسط مدينة غزة، وفي حي النصر، وسط تحليق مكثّف للمسيّرات والمروحيات، وإطلاق النار باتجاه موقع الاشتباكات. كما نقلت «الجزيرة» عن منصات إخبارية إسرائيلية مقتل جنديين إسرائيليين على الأقل، وإصابة عدد آخر بجروح بعضها خطرة، جرّاء استهداف دبابة تابعة لجيش الاحتلال بصاروخ مضاد للدروع داخل قطاع غزة.
وكانت «كتائب الشهيد عز الدين القسّام»، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية «حماس»، قد ذكرت في بلاغ أنها قصفت موقع قيادة وسيطرة الاحتلال شرق حي التفاح بعدد من قذائف الهاون. وأعلنت «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، عن سيطرة مقاتليها على طائرة للاحتلال من نوع «كواد كابتر» خلال تنفيذها مهام استخبارية وسط قطاع غزة. كما أعلنت عن تمكنهم من قنص جندي إسرائيلي يعتلي أحد المنازل في محيط مخيم الشاطئ في مدينة غزة وإصابته إصابة مباشرة.
وقالت كذلك إن قوة خاصة من مقاتليها اشتبكت مع قوة إسرائيلية محمولة بجيبات «همر» في حي تل الهوى جنوب مدينة غزة، وقد حققت إصابات مباشرة في صفوف القوة الإسرائيلية. وأضافت أن مقاتليها أبلغوا، بعد عودتهم من خطوط القتال، عن تدمير آلية عسكرية بصاروخ (MK84) من مخلفات الاحتلال، في محيط مستشفى القدس في حي تل الهوى بمدينة غزة.
وقالت «كتائب الشهيد أبو علي مصطفى»، الجناح العسكري لـ»الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، إن مقاتليها تمكنوا من استهداف تجمعات لقوات الاحتلال المتمركزة شرق حي الشجاعية برشقة صاروخية عيار «107» ملم، في إطار الرد المستمر على جرائم الاحتلال.

مجازر

وقد واصل الاحتلال ارتكاب مجازره في قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد 42 فلسطينيًا منذ فجر الإثنين وحتى وقت كتابة هذا التقرير.
وفي خطوة هدفها إجبار السكان الذين يرفضون النزوح القسري من مدينة غزة، ركزت قوات الاحتلال هجماتها العسكرية على المناطق التي يتواجد فيها السكان في وسط وغرب المدينة بشكل أكبر مما كان عليه الوضع خلال الأيام الماضية. كما استهدفت مناطق أخرى وسط وجنوب القطاع، من بينها هجمات طالت المجموعات التي تبحث عن الطعام، وأوقعت عشرات الضحايا.
وأعلنت وزارة الصحة في وقت سابق، عن وصول 50 شهيدًا و184 إصابة إلى مشافي القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية، لترتفع حصيلة حرب الإبادة إلى 66,055 شهيدًا و168,346 إصابة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

مقتل وإصابة جنود للاحتلال… وقصف للمدينة بـ»الأحزمة النارية»

وصعّدت قوات الاحتلال هجماتها على مدينة غزة، وعادت لاستخدام القصف بـ»الأحزمة النارية»، وذلك بعد توغّلها المفاجئ الأحد قرب مجمع الشفاء الطبي. وتخللت الهجمات الجديدة إلقاء القنابل وإطلاق الرصاص من الطائرات المسيّرة، علاوة على عمليات القصف الجوي العنيف وتفجير الآليات المفخخة.
ميدانيًا، انتشلت طواقم الإنقاذ عددًا من جثامين الشهداء الذين ارتقوا جرّاء قصف إسرائيلي استهدف نازحين قرب منطقة ديوان الموظفين. كما استشهد مواطن جراء استهداف طائرات الاحتلال مجموعة من المواطنين في شارع أبو حصيرة غربي مدينة غزة.
وفي مجزرة أخرى غربي المدينة المكتظة بالنازحين، استشهد أربعة مواطنين من عائلة الغولة، جرّاء قصف طائرات الاحتلال مبنى المجلس الطبي الفلسطيني الذي يؤوي نازحين في منطقة الكتيبة. واستشهد مواطن وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف منزلًا في حي الصبرة جنوبًا. وذكرت مصادر طبية أن خمسة شهداء وعددًا من المصابين من عائلة بدوان نُقلوا إلى مشافي المدينة جرّاء قصف استهدف حي الزيتون جنوب شرق غزة، كما استشهد آخر جرّاء استهداف طائرات الاحتلال منزلًا لعائلة الخور في حي الصبرة.
كما أصيب عدد من المواطنين جرّاء إلقاء طائرة مسيّرة إسرائيلية قنابل في منطقة الكتيبة غربي المدينة. وألقت مسيّرات إسرائيلية من نوع «كواد كوبتر» أكثر من 50 قنبلة متفجرة على منازل متفرقة في مدينة غزة، تركزت في منطقتي السامر والخدمة العامة وحي الصبرة، وهي مناطق يقطنها أعداد كبيرة من السكان والنازحين.
كما قصف الطيران الحربي خمسة منازل في منطقة أبو حصيرة القريبة من شاطئ بحر غزة، وأسفر القصف عن إصابة عدد من المواطنين بينهم أطفال وأفراد من فرق الإنقاذ. وحلّقت تلك الطائرات على ارتفاع منخفض في أجواء منطقة الشمعة والبلدة القديمة، وقامت بإطلاق النار في تلك المناطق وأخرى تقع غربًا، وتحديدًا على محيط منطقة السرايا وشارع الشهداء.
وأطلقت طائرات عمودية هجومية النار على المناطق الشرقية لمدينة غزة، كما قصفت المدفعية عدة مربعات سكنية في حي الشجاعية. وطال القصف الجوي بعدة غارات مناطق مختلفة في حي النصر شمال غربي المدينة.
وذكرت مصادر محلية أن جيش الاحتلال قام بنسف مبانٍ سكنية شمال مخيم الشاطئ، كما فجّر عددًا من المجنزرات التي تحمل أطنانًا من المتفجرات في منطقة النصر، وأخرى جرى تفجيرها في حي الصبرة، وذلك بالتزامن مع شن الاحتلال قصفًا جويًا على شكل أحزمة نارية طالت مناطق التوغّل البري في شمال وجنوب المدينة.
ويعيش سكان المدينة على مدار الساعة في حالة هلع وخوف شديدين، بسبب الغارات الجوية وتكثيف استخدام المسيّرات التي تستهدفهم داخل منازلهم وخيامهم لإجبارهم على النزوح القسري. وقد زادت المخاوف بعد التوغّل المفاجئ عصر الأحد للدبابات الإسرائيلية قرب مشفى الشفاء غربي المدينة، حيث تواجدت على بعد مئات الأمتار فقط من مركز تواجد السكان في تلك المنطقة المكتظة.
وتسعى قوات الاحتلال إلى السيطرة الكاملة على مدينة غزة، ضمن الخطة العسكرية التي أطلقها جيش الاحتلال مؤخرًا والمعروفة باسم «عربات جدعون 2»، وإفراغ سكانها بالكامل على غرار ما فعل في مدينة رفح ومناطق شمال القطاع، بهدف تدميرها. ولم تُلق حكومة الاحتلال أي اهتمام للمطالبات الدولية بوقف هذه العملية التي من شأنها أن تزيد مأساة سكان غزة، وتحصرهم في منطقة نزوح تقدّر مساحتها بـ10% من مساحة قطاع غزة الإجمالي، وتفتقر إلى الخدمات الأساسية.

مجازر الوسط والجنوب

وفي السياق، واصلت قوات الاحتلال استهداف المناطق التي نزح إليها سكان المدينة، وأعلنت مصادر طبية عن استشهاد مواطن وإصابة تسعة آخرين، جراء قصف الاحتلال خيمة تؤوي نازحين شمال مخيم النصيرات وسط القطاع. واستشهد مواطن بقصف مسيرة إسرائيلية خيمة نازحين في منطقة السوارحة غربي المخيم، ونفذ الطيران المسير أيضا غارة على منزل لعائلة الصيداوي في منطقة أبراج عين جالوت جنوب شرقي المخيم، ما أدى إلى استشهاد مواطنين ووقوع إصابات، كما ارتقى شهيد وأصيب آخرون جراء غارة على منزلا في بلوك رقم 9 في مخيم البريج.
وأعلن مشفى العودة في المخيم عن استقبال 13 شهيدًا و15 إصابة، خلال الساعات الـ 24 الماضية، جراء استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي تجمعات المواطنين قرب منطقة توزيع المساعدات الإنسانية في محيط «محور نتساريم»».
وترافق ذلك مع قصف مدفعي طال المناطق الشمالية لوسط القطاع، كما قصفت المدفعية الإسرائيلية الحدود الشرقية لمدينة دير البلح، وهاجمت أيضا بالرصاص الثقيل عدة مناطق تقع في الجهة الشرقية، كما أطلقت مروحية النار على المناطق الشمالية لمخيم النصيرات.
أما في مدينة خان يونس، التي يحتل جيش الاحتلال غالبية مناطقها، فقد استشهد مواطن من طالبي المساعدات بنيران قوات الاحتلال قرب مركز مساعدات الطينة جنوب غربي المدينة، كما أصيب ممرض بنيران مسيرة إسرائيلية داخل مجمع ناصر الطبي غربي المدينة.

استهداف الطواقم الطبية

وقال مجمع ناصر إن الممرض مروان عابدين، أصيب برصاصة في رأسه أثناء تأدية واجبه الإنساني على رأس عمله في داخل المجمع، وهو ما يمثل محاولة اغتيال واضحة للطواقم الطبية.
وحملت قوات الاحتلال المسؤولية الكاملة والمباشرة عن حياة الممرض عابدين، وعن سلامة جميع الطواقم والمرضى والنازحين داخل مجمع ناصر الطبي.
وقصف الطيران الحربي منطقة بطن السمين جنوبي المدينة، كما استهدفت المدفعية عدة بلدات تقع في الناحية الشرقية.
وذكرت مصادر من المدينة أن عمليات قصف مدفعي وإطلاق نار كثيف استهدف الأحياء الواقعة وسط المدينة، وأن الرصاص طاول أيضا مناطق تقع في الجهة الغربية التي يكتظ فيها النازحون، كما أطلقت قوات الاحتلال قنابل إنارة في أجواء بحر المدينة غربا.

أوضاع صحية خطيرة

وبسبب تزايد الهجمات العسكرية، قال جهاز الدفاع المدني، إن فرقه نفذت 35 مهمة مختلفة في قطاع غزة، خلال الساعات الـ 24 الماضية.
ونقلت تقارير محلية عن مدير الإسعاف والطوارئ في مدينة غزة والشمال، قوله إن تحركات الإسعافات أصبح مقتصرا على مناطق محدودة بسبب قوات الاحتلال، مشيرًا إلى أن مركبات الإسعاف تواجه صعوبة شديدة في التحرك بمدينة غزة، فيما أغلب المستشفيات في محافظة الشمال ومدينة غزة خرجت عن الخدمة.
ووصف الوضع الصحي في مدينة غزة بـ «المزر»، وقال «80 % من سيارات الإسعاف خرجت عن الخدمة».
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، أن ️بنوك الدم في المستشفيات مهددة بالتوقف الكامل نتيجة الاستنزاف الشديد في الأصناف المخبرية الضرورية لنقل وفحص وحدات الدم ومكوناته، وأكدت أن الأزمة يُرافقها نقص حاد في أرصدة وحدات الدم ومكوناته، الأمر الذي يعوق التدخلات الطارئة للجرحى والمنقذة للحياة.



Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *