السور الكونكريتي على الحدود العراقية السورية يدخل مراحله الأخيرة لتعزيز الأمن الوطني


المدى/خاص
أكدت لجنة الأمن والدفاع النيابية، اليوم الثلاثاء، أن مشروع السور الكونكريتي على الحدود العراقية–السورية دخل مراحله الأخيرة، مبينة أن الأعمال الجارية تأتي ضمن استراتيجية متكاملة لتأمين الشريط الحدودي الممتد لأكثر من 600 كيلومتر.

وقال عضو اللجنة، النائب ياسر إسكندر، في حديث تابعته (المدى) إن “مشروع السور الكونكريتي وصل إلى مرحلته الختامية، وهناك تسريع واضح في وتيرة العمل لإنجاز جميع المقاطع والمحاور خلال الفترة القريبة المقبلة”، لافتاً إلى أن “السور يمثل ركناً أساسياً في استراتيجية تأمين الحدود العراقية–السورية”.

وأضاف أن “عملية تأمين الحدود تعتمد على استراتيجية ثلاثية تشمل: السور الكونكريتي، ونقاط المراقبة الحدودية المتقاربة، ومنظومة الكاميرات الحرارية، إضافة إلى تفعيل الجهد الاستخباري الميداني”.

وأشار إسكندر إلى أن “تأمين الشريط الحدودي يمثل أولوية قصوى في منهاج الأمن الوطني العراقي، لاسيما مع عدم تسجيل أي خروقات تُذكر خلال السنوات العشر الماضية”، مؤكداً أن “بغداد تمضي باتجاه إحكام السيطرة على الحدود ومنع أي ثغرات يمكن أن تُستغل في التسلل أو إعادة تنشيط عمليات التهريب التي تشكل تهديداً مباشراً للأمن الداخلي”.

وفي السياق، أكد الخبير الأمني علي أحمد أن “السور الكونكريتي يمثل تحوّلاً مهماً في منظومة ضبط الحدود، خصوصاً على المسار العراقي–السوري الذي ظل لعقود يشكّل تحدياً أمنياً معقداً”.

وقال أحمد في حديث لـ(المدى) إن “وجود حاجز مادي متكامل، مدعوم بكمّ كبير من وسائل المراقبة الحديثة، يقلّص بشكل كبير فرص التسلل ويمنع عمليات تهريب السلاح والمخدرات والأفراد، وهي أنشطة تعتمد بطبيعتها على المسالك المفتوحة أو المناطق الرخوة أمنياً”.

وأضاف أن “السور بحد ذاته لا يكفي، لكنه يشكّل عاملاً حاسماً في تقليل العبء على القوات المنتشرة، ويمنح الاستخبارات وقتاً ومساحة أوسع لرصد التحركات المشبوهة ومعالجتها قبل أن تصل إلى العمق العراقي”.

 

مشروع السور الكونكريتي بدأ العمل به قبل عدة سنوات ضمن خطة حكومية لإغلاق الثغرات التي استغلتها الجماعات المتطرفة خلال فترة تمدد تنظيم داعش بين عامي 2014 و2017، حيث كانت الحدود مع سوريا أحد أبرز منافذ تسلل عناصر التنظيم.

الحدود العراقية–السورية تمتد لأكثر من 600 كيلومتر، أغلبها في مناطق صحراوية مفتوحة تشكل تحدياً أمنياً شديد التعقيد للقوات العراقية.

سبق للحكومة أن أعلنت عن إنشاء خندق وساتر ترابي في بعض المقاطع، إلا أن التوسع في بناء السور الكونكريتي جاء بعد تقييم أمني أظهر أن العوائق الترابية وحدها لا تكفي للحد من التسلل والتهريب.

تعتمد بغداد حالياً على منظومة متكاملة تشمل أبراج مراقبة، رادارات، كاميرات حرارية، طائرات مسيرة، وفرق استطلاع، ضمن رؤية جديدة لمنع أي نشاط مسلح أو تهريبي يمتد من الأراضي السورية.

يأتي تسريع العمل بالسور أيضاً في ظل تنسيق مشترك مع قوات حرس الحدود السورية والروسية في بعض المقاطع، لتقليل الحركة غير الشرعية على جانبي الحدود.

 



Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *