الرياض: سيكون المنتخب السعودي أمام مهمة محفوفة بالمخاطر عندما يستضيف إندونيسيا والعراق في مباراتين حاسمتين ضمن ملحق آسيا المؤهل لنهائيات كأس العالم بعدما فشل في حجز بطاقة التأهل المباشر عن مجموعته في المرحلة السابقة من التصفيات.
ويلعب منتخب السعودية أمام كل من إندونيسيا والعراق يومي 8 و14 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري في مدينة جدة.
ويتأهل المنتخب صاحب المركز الأول بين المنتخبات الثلاثة في المجموعة الأولى من الملحق إلى نهائيات كأس العالم 2026 والتي تقام في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك صيف العام المقبل.
ويأمل فريق المدرب الفرنسي هيرفي رينار في تجنب الحسابات المعقدة مرة أخرى، حيث إن المركز الأول هو الضمانة الوحيدة للتأهل إلى المونديال، كونه يصعد بصاحبه مباشرة إلى النهائيات، بينما يمتلك الوصيف فرصة صعبة عندما يخوض ملحقا دوليا مع منتخبات من قارات أخرى.
واحتل منتخب السعودية المركز الثالث في مجموعته بالمرحلة الماضية برصيد 13 نقطة من التصفيات خلف اليابان “23 نقطة” ثم أستراليا “19 نقطة”، وهما المنتخبان اللذان تأهلا بالفعل للنهائيات.
وأمام إندونيسيا والعراق يأمل المنتخب السعودي في تجنب أي مفاجآت غير سارة لجماهيره التي من المتوقع أن تحتشد لدعم منتخبها سعيا لتسجيل المشاركة رقم 7 في نهائيات البطولة.
وإذا كانت فرص المنتخبات قد زادت في التأهل إلى كأس العالم بحكم توسيع قاعدة المشاركة لتصل إلى 48 منتخبا يلعبون النهائيات في الدول الثلاث المستضيفة، فإن الأمور لم تكن سهلة بالنسبة للمنتخب السعودي خاصة في بداية مشوار التصفيات التي كانت تحت قيادة المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني.
وواجه المنتخب السعودي تعثرا بالتعادل على أرضه أمام إندونيسيا، ورغم الفوز على الصين بشق الأنفس بعد ذلك، فإن الخسارة من اليابان في جدة ثم التعادل مع البحرين لم تكن نتائج مقبولة بالنسبة للاتحاد السعودي الذي قرر الانفصال عن مانشيني، ليستعين بهيرفي رينار، مدربه السابق في كأس العالم 2022.
وبذكريات فوزه التاريخي على الأرجنتين، بطل العالم، في افتتاح مشوار المونديال السابق، جاء رينار بطموحات كبيرة، ولكن مع تباين واضح في مستوى أغلب العناصر الأساسية التي اعتمد عليها.
وباعتراف المدرب الفرنسي نفسه فإن تغير شكل مسابقة الدوري السعودي والاستعانة بالعديد من الأسماء الكبرى لمحترفين أجانب، أثر على فرصة مشاركة اللاعبين المحليين ومن ثم تراجع مستواهم.
فلم يجد رينار من نجومه السابقين سوى سالم الدوسري ومحمد كنو وناصر الدوسري كأبرز العناصر التي يمكن التعويل عليها بالإضافة إلى فراس البريكان وصالح الشهري مع مستوى متذبذب لعلي البليهي وسلطان الغنام.
ولا تحمل فكرة الملحق الآسيوي ذكريات سعيدة بالنسبة للكرة السعودية، ففي المرة الوحيدة التي خاض فيها المنتخب السعودي دور الملحق كان في تصفيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا.
في تلك المواجهة تقابل المنتخب السعودي مع نظيره البحريني وتعادلا ذهاب في المنامة صفر / صفر، ثم 2 / 2 في الرياض، حيث عاشت الجماهير دراما حقيقية بعدما سجل حمد المنتشري نجم الاتحاد السابق هدفا متأخرا في الدقيقة الأولى من الوقت المحتسب بدلا من الضائع تقدم به للسعودية 2 / 1 على البحرين، وكان ذلك كافيا للتأهل، لكن بعد دقيقتين، سجل إسماعيل عبداللطيف هدفا قاتلا للمنتخب الضيف صعد به للمرحلة التالية والتي لم يتأهل عنها منتخب البحرين ليفشل في تجاوز عقبة نيوزيلندا.
وخلت قائمة رينار من أي مفاجآت حيث اختار العناصر المتاحة لديه والتي تقدم مستويات جيدة مع أنديتها، وركز الفرنسي على تنويع الخيارات الهجومية لديه من خلال ضم القائد سالم الدوسري، وصالح أبو الشامات ومهند آل سعد ومروان الصحفي وصالح الشهري وفراس البريكان، بالإضافة إلى عبدالرحمن العبود وأيمن يحيى، علما بأن الأخير قد استعان به مدربه البرتغالي جورجي جيسوس في النصر، كمدافع أيسر، نظرا لوجود الفرنسي كينغسلي كومان في مركز الجناح الأيمن.
ويعول منتخب السعودية على تفوقه التاريخي على منافسه على مستوى تصفيات المونديال، حيث تقابلا سابقا 6 مرات فاز المنتخب (الأخضر) في 5 منها وتعادلا مرة واحدة.
وأمام إندونيسيا أيضا، رغم خسارة فريق المدرب رينار على ملعب منافسه في المرحلة الماضية من التصفيات، فإن الأمور تبدو مختلفة عندما يحل المنتخب الإندونيسي في جدة.
(د ب أ)