الحكومة الإيطالية تفضّل مصالحها مع إسرائيل على حماية مواطنيها المشاركين في أسطول الصمود


تونس- “القدس العربي”: قال مجدي الكرباعي النائب التونسي السابق المقيم في إيطاليا إن الإضراب العام والاحتجاجات التي شهدتها عدة مدن إيطالية بعثا رسالة واضحة لحكومة جورجيا ميلوني التي شاطرت عددا من نظيراتها الأوروبية في الانحياز للاحتلال الإسرائيلي.

وشهدت مدن إيطالية عدة، الإثنين، إضرابا عاما وطنيا رافقته احتجاجات وفعاليات عدة طيلة 24 ساعة متواصلة، تضامنا مع الفلسطينيين في غزة، بدعوة من نقابات عدة وبمشاركة واسعة من الطلاب والحركات الشبابية والجامعية، ومنظمات غير حكومية، وجمعيات ناشطة في مجال التضامن الدولي.

وقال الكرباعي، في تصريح خاص لـ”القدس العربي”: “الإضراب العام الذي شهدته عدة مدن إيطالية ليس حدثًا عابرًا، بل هو تعبير صريح عن الغضب الشعبي العميق إزاء ما يتعرّض له الشعب الفلسطيني في غزة من إبادة جماعية متواصلة”.

وأضاف: “هذه الموجة من الاحتجاجات لم تأتِ فقط في إطار التضامن مع الفلسطينيين، وإنما أيضًا في رفض واضح لسياسات الحكومة الإيطالية التي ما تزال تربط الاعتراف بدولة فلسطين بشروط سياسية تعجيزية، وهو ما يعتبر إفراغًا لمبدأ الاعتراف من مضمونه. الرسالة التي بعثها الشارع الإيطالي واضحة: لا يمكن أن يكون الاعتراف بحقوق شعب تحت الاحتلال مشروطًا أو رهينة لمصالح آنية”.

وتابع الكرباعي: “هذا الإضراب العام شكّل أيضًا رسالة دعم قوية لأسطول الصمود العالمي، الذي بات اليوم رمزًا للمقاومة المدنية والسلمية ضد الحصار والظلم، ورسالة موجّهة للعالم بأن الشعوب الأوروبية قادرة على الوقوف في مواجهة سياسات حكوماتها حينما تنحاز هذه السياسات لصالح الاحتلال بدلًا من العدالة وحقوق الإنسان”.

وحول تعامل حكومة ميلوني مع الهجوم الأخير على أسطول الصمود، قال الكرباعي: “لا بدّ من التذكير أن الحكومة الإيطالية، وعلى رأسها جورجيا ميلوني، كانت قد تعهّدت علنًا بحماية النشطاء الإيطاليين المشاركين في الأسطول، خاصة بعد الانتقادات التي وجهتها إليها المعارضة وفي مقدّمتها إيلي شلاين (الأمينة العامة للحزب الديموقراطي)”.

واستدرك بالقول: “ومع ذلك، فقد تعرّض الأسطول لاعتداء مباشر وضع النشطاء الإيطاليين في خطر حقيقي. هذا ما دفع وزير الدفاع الإيطالي غيدو كروزيتو إلى الإعلان الليلة الماضية عن تفويض التدخل الفوري للفرقاطة متعددة المهام فاسان التابعة للبحرية العسكرية، والتي كانت تبحر شمال جزيرة كريت في إطار عملية “البحر الآمن”، وهي الآن في طريقها نحو المنطقة لاحتمال القيام بعمليات إنقاذ. وقد أوضح الوزير أن القرار جاء بعد التشاور مع رئيسة مجلس الوزراء، وأنه تم إبلاغ كل من الملحق العسكري الإسرائيلي في إيطاليا، والسفير الإيطالي والملحق العسكري في تل أبيب، وكذلك وحدة الأزمات في وزارة الخارجية الإيطالية”.

وتابع الكرباعي: “لكن رغم هذه الخطوة المتأخرة، يبقى واضحًا أن الحكومة الإيطالية لم تفِ بتعهّدها بحماية النشطاء مسبقًا. هذا التناقض بين الوعود العلنية والواقع الميداني يعكس هشاشة الموقف الإيطالي، الذي يبدو في كثير من الأحيان محكومًا بالاعتبارات السياسية أكثر من التزامه الحقيقي بحقوق الإنسان وبحماية مواطنيه المشاركين في مبادرات سلمية وإنسانية”.

وكانت ميلوني أكدت، الأربعاء، أنه من غير المتوقع أن تستخدم السفينة التابعة للبحرية الإيطالية القوة العسكرية بعدما أُرسلت لمساعدة أسطول الصمود.

وأضافت، خلال مشاركتها في الدورة 80 للجمعية العامة للأمم المتحدة أن حكومتها اقترحت تسليم مساعدات الأسطول إلى قبرص والبطريركية اللاتينية في القدس لتجنب المزيد من المخاطر.



Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *