لندن- “القدس العربي”:
في افتتاحية جديدة لها حول تطورات حرب الإبادة ضد الفلسطينيين، كتبت جريدة الباييس أن المنتظم الدولي رحب بمبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول فلسطين رغم نواقصها وضبابيتها على أمل توقف علميات القتل والإبادة في قطاع غزة.
وهذه الافتتاحية المعنونة بـ”الأساسي والمستعجل هو وقف المجزرة”، تبرز الباييس “يجب أن يُنظر إلى الخطة التي أعلنها دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو يوم الاثنين في واشنطن لإنهاء الحرب في غزة على أنها فرصة يائسة، ومخرج ضئيل لوقف المذبحة التي أودت بحياة أكثر من 66 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال”.
وتضيف أن “صياغتها الأحادية الجانب، دون مواعيد نهائية أو ضمانات واضحة، والتي تتجاهل الفلسطينيين كشركاء في الحوار، تجعل النص بمثابة إنذار نهائي. الشرط الملموس الوحيد الفوري هو أن تسلم حماس الرهائن الإسرائيليين في غضون 72 ساعة. بعبارة أخرى، يفرض على المنظمة الإسلامية الاستسلام دون شروط. إنها ليست خارطة طريق نحو السلام، لكن إلحاحية الرعب تتطلب إعطاءها فرصة لأنها ستنهي الحرب على الفور”.
وترى أن قبول المجتمع الدولي بها يهدف إلى وقف القتل، وتشير في هذا الصدد “إن الرعب الذي يسببه مشهد البؤس الشديد والموت العشوائي هو بالضبط ما يدفع المجتمع إلى الترحيب، من حيث المبدأ وعلى المدى القصير، بأي إجراء يضع حداً للقتل، بما في ذلك الإجراء الذي تم تقديمه يوم الاثنين في البيت الأبيض. الفرضية هي وقف القتل أولاً، ثم النظر في تطور بقية النقاط”.
وتستطرد أنه على هذا الأساس رحبت دول مثل ألمانيا وإسبانيا والهند والصين واليابان والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي بالاقتراح باعتباره فرصة لإنهاء الحرب، “كما رحبت القوى الإقليمية المؤثرة مثل تركيا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر بأن يتم على الأقل الحديث عن إعادة الإعمار وتجنب نزوح السكان الفلسطينيين”. وتبرز كيف أن هذا الخطة ضبابية لأنها لا تلزم إسرائيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية وتقوم بتهميش السلطة الوطنية الفلسطينية.
وتختم الباييس افتتاحيتها بأن “المقلق هو أن الخطة ترسخ جذور الصراع من خلال تعزيز الاحتلال، وإنكار الدولة الفلسطينية، وتوسيع المستوطنات، وغياب إطار قائم على القانون الدولي. إن المقترحات الجنونية بتحويل الأراضي إلى ”دبي المستقبل“ كما لو أن الشعب الفلسطيني غير موجود، أو إنشاء نوع من المحمية برئاسة ترامب فوق القانون الدولي، لا تستحق أن تؤخذ بعين الاعتبار. كما يجب الانتباه إلى ألا يتحول الاتفاق إلى شيك على بياض لنتنياهو. يجب أن يدفع المذنبون في هذه الوحشية ثمن أفعالهم. لن ينسى أحد ما فعلوه. لكن غزة لا تستطيع تحمل القصف والجوع يوماً آخر”.
وتعتبر جريدة الباييس الأكثر متابعة في العالم الناطق بالإسبانية، من الجرائد التي تتابع باهتمام كبير تطورات الملف الفلسطيني، ولا تتردد في وصف ما تقوم به إسرائيل بالإبادة وجرائم حرب.