الضفة الغربية – «القدس العربي»: واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي سياسات استهداف الأطفال عبر قتلهم عمدًا، حيث قتل طفلًا فلسطينيًا في مخيم الفارعة جنوب مدينة طوباس واحتجز جثمانه، في تصاعد لجرائم القتل العمد واحتجاز الجثامين.
وشهد مخيم الفارعة مواجهات عنيفة تخللها إصابة ثلاثة أشخاص واحتجاز أحدهم ومنع وصول طواقم الإسعاف إليه، ثم اعتقاله، قبل أن يعلن الاحتلال استشهاده.
وأفادت مصادر محلية أن الشهيد هو جاد جهاد جاد الله (16 عامًا)، وقد اعتقله الاحتلال مصابًا وما زال جثمانه محتجزًا لديه.
وأعلن جيش الاحتلال أن جنوده قتلوا فلسطينيًا بزعم أنه شكل خطرًا عليهم في مخيم الفارعة.
يُذكر أنه باستشهاد الفتى جاد الله يرتفع عدد الشهداء في الضفة الغربية منذ بداية العام الحالي إلى 240 شهيدًا، بينهم 31 شهيدًا من محافظة طوباس. وبين الشهداء أيضًا 49 قاصرًا، وسبع نساء، و16 أسيرًا.
وأدانت الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء التصاعد الخطير في جرائم القتل العمد التي يرتكبها جنود الاحتلال الإسرائيلي بحق الأطفال الفلسطينيين، إلى جانب استمرار سياسة احتجاز الجثامين، في انتهاك صارخ لكل القوانين الدولية والمعايير الإنسانية.
ومنذ بداية شهر تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، أقدم الاحتلال على قتل ستة أطفال فلسطينيين بدمٍ بارد واحتجاز جثامينهم، وهم: مراد فوزي أبو سيفين 15 عامًا – اليامون/جنين، محمد عبد الله محمد اتيم 16 عامًا – الجديرة/القدس، محمد رشاد فضل قاسم 16 عامًا – الجديرة/القدس، بلال بهاء علي بعران 15 عامًا – بيت أمر/الخليل، محمد محمود أبو عياش 15 عامًا – بيت أمر/الخليل، وجاد الله جهاد جمعة جاد الله 15 عامًا – مخيم الفارعة/طوباس.
وبذلك ارتفع عدد الشهداء الأطفال المحتجزة جثامينهم في مقابر الأرقام والثلاجات إلى 73 طفلًا من أصل 752 شهيدًا توثّق الحملة استمرار احتجاز جثامينهم في ثلاجات الاحتلال ومقابر الأرقام.
ورأت الحملة أن سهولة الضغط على الزناد لدى جنود الاحتلال، وإطلاق النار المباشر على الأطفال دون أي تهديد يُذكر، لم تعد حالات فردية أو استثناءات، بل باتت سياسة ممنهجة تُمارس بانتظام، مدعومة بخطاب سياسي وعسكري يشرعن القتل ويمنح الجنود حصانة كاملة. الطفل الفلسطيني اليوم يُقتل لمجرد الشك أو الاشتباه أو حتى لمجرد وجوده في المكان الخطأ، ثم يُحتجز جثمانه كأداة عقاب جماعي للأهالي والمجتمع.
ارتفع عددهم في مقابر الأرقام والثلاجات إلى 73 طفلا
وفي الوقت الذي يجوع فيه قطاع غزة بأكمله وتمنع عنه مواد الإيواء، يتحرك العالم بأسره، بمؤسساته وحكوماته وإعلامه، بحثًا عن جثامين ثلاثة من الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، ويغضّ الطرف عن مئات جثامين الشهداء الفلسطينيين، المعروفين منهم والمجهولين، المحتجزين منذ سنوات طويلة. هذا الصمت الدولي المريب يعكس ازدواجية صارخة في قيمة الإنسان، ويكشف تواطؤًا يسمح باستمرار الاحتلال في انتهاكاته دون رادع.
وأكدت الحملة أن احتجاز الجثامين، بمن فيهم الأطفال، يشكل جريمة مركّبة تجمع بين القتل العمد والتنكيل والانتقام، وتحرم العائلات من أبسط حقوقها في الوداع والدفن اللائق.
وطالبت الحملة بالإفراج الفوري عن جميع الجثامين المحتجزة، وفي مقدمتهم الأطفال، والكشف عن معلومات الشهداء الذين ما زال الاحتلال يحتجز جثامينهم من قطاع غزة خلال حرب الإبادة، والذين يصنفون في خانة الإخفاء القسري، وتشكيل لجنة دولية مستقلة للتحقيق في جرائم قتل الأطفال وسياسة احتجاز الجثامين، وتحرك عاجل من المؤسسات الدولية والأممية لمساءلة دولة الاحتلال عن هذه الجرائم المستمرة.
وختمت الحملة تصريحاتها بالتأكيد أن استمرار جرائم الاحتلال يعكس تهربًا تامًا من المساءلة، ويؤكد أن الاحتلال يتعامل مع حياة الأطفال الفلسطينيين بلا أي قيمة إنسانية أو أخلاقية.
وفي سياق متصل، فجرت قوات الاحتلال الإسرائيلي مغارة قديمة تعود إلى ما قبل عام 1967، تقع في حديقة وسط منازل لعائلة خريشة في منطقة جبل السيد في ضاحية ذنابة شرق طولكرم.
وأفادت مصادر محلية أن انفجارًا ضخمًا دوى عند الساعة الخامسة فجرًا، وسمع صداه في مختلف أرجاء المدينة وضواحيها ومخيميها، ما أدى إلى تضرر عدد من المنازل المجاورة، حيث تكسر زجاج النوافذ والأبواب، وتضرر القرميد، وسقطت أوراق الأشجار بفعل شدة التفجير، دون أن يبلغ عن إصابات.
وقال المواطن إبراهيم خريشة في تصريحات صحافية إن قوات الاحتلال كانت قد داهمت منزله ومنزل شقيقيه عمر ومحمد خريشة عند الساعة الثانية عشرة منتصف الليل، واحتجزت سكانها لأكثر من ثلاث ساعات، قبل أن تجبرهم على مغادرتها بحجة أنها ستجري تفجيرًا في الحديقة، وأنه بإمكانهم العودة لمنازلهم بعد سماع صوت التفجير.
وأضاف أن جنود الاحتلال أجروا عمليات تفتيش واسعة للمنازل ومحيطها برفقة كلاب بوليسية، واعتقلوا نجله خليل إبراهيم خريشة (26 عامًا)، وهو طبيب بيطري، واقتادوه إلى جهة مجهولة.
ويأتي هذا الاعتداء في إطار العدوان المتواصل على مدينة طولكرم ومخيميها «طولكرم» و»نور شمس» لليوم الـ295 على التوالي، في ظل تعزيزات عسكرية مشددة وحصار يمنع سكان المخيمين من الوصول إلى منازلهم، وسط سماع أصوات إطلاق نار متواصل في المنطقة.
وفي القدس، أصيب عاملان فلسطينيان برصاص الاحتلال عند جدار الفصل العنصري في بلدة الرام شمال القدس المحتلة، فيما تواصل القوات حملة اعتقالاتها واقتحاماتها المستمرة لمدن الضفة الغربية.
وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بإصابة مواطنين اثنين برصاص الاحتلال عند جدار الفصل العنصري في بلدة الرام، فيما أصيب عامل ثالث أمس الأحد بالرصاص الحي قرب الجدار في البلدة.
ومنذ بداية العام الجاري، استشهد 15 عاملًا برصاص قوات الاحتلال، أثناء الملاحقة داخل أراضي الـ48 أو السقوط عن جدار الفصل والتوسع العنصري، وفقًا لبيانات الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين.
وفي الأشهر الأخيرة، تعرض المئات من العمال للاعتقال والتنكيل من قبل الشرطة الإسرائيلية بذريعة عدم امتلاكهم تصاريح. ومنذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، وثق الاتحاد استشهاد 42 عاملًا، وأكثر من 32 ألف حالة اعتقال في صفوف العمال.
وفي رام الله، أخطرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بهدم عدد من منازل المواطنين في قريتي دير إبزيع وعين عريك غرب رام الله.
وأفادت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اقتحمت قريتي دير إبزيع وعين عريك، وسلمت إخطارات بالهدم لعدد من المنازل في المنطقة.