الأمم المتحدة – “القدس العربي”:
قدّم ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمم المتحدة، في مؤتمره الصحافي اليومي تقريرا حول الأوضاع في قطاع غزة، مؤكدا أن الضربات الجوية ما زالت مستمرة على مدينة غزة إضافة إلى القصف بالصواريخ، ما أدى إلى استشهاد وإصابة عشرات المدنيين. وأشار إلى أن وزارة الصحة الفلسطينية وثقت أكثر من 66 ألف وفاة منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، مع استمرار تعرّض النساء والأطفال للمجاعة وسوء التغذية.
وأضاف دوجاريك أن نحو 60% من النساء الحوامل والأمهات الجدد يعانين من سوء التغذية، رغم جهود الوكالات الأممية للوصول إلى 600 حالة الشهر الماضي، مؤكدًا ضرورة فتح ممرات آمنة ومستدامة لتوصيل المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية بما في ذلك اللحوم والخضار ومنتجات الألبان، إلى جانب توفير مأوى آمن للنازحين في مواجهة الشتاء وارتفاع مستويات المياه على السواحل.
وقال المسؤول الأممي إن تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي التي اعتبرت أي شخص يبقى في غزة “داعمًا للإرهاب” تشكل تحديًا لمسؤوليات إسرائيل تجاه حماية موظفي الأمم المتحدة، لكنه شدد على استمرار العمل داخل المدينة دون خطط للإخلاء.
كما شدد دوجاريك على أن الوقت قد حان لاستئناف عملية سلام حقيقية تتيح إدخال المساعدات الإنسانية وإطلاق سراح الرهائن واستئناف العملية السياسية، بهدف تحقيق حلّ الدولتين والسماح للفلسطينيين والإسرائيليين بالعيش جنبًا إلى جنب إجمالًا، ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، لقي 177 شخصًا – بينهم 36 طفلًا – حتفهم جوعًا وسوء تغذية منذ تأكيد المجاعة في أغسطس/ آب الماضي.
وعلى الرغم من أن الشركاء العاملين في مجال التغذية تمكنوا من الوصول إلى حوالي 600 امرأة حامل ومرضع تعاني من سوء التغذية الشهر الماضي، إلا أن هذا أبعد ما يكون عن الكفاية. ويقول صندوق الأمم المتحدة للسكان إن أكثر من 60% من النساء الحوامل والأمهات الجدد يعانين من سوء التغذية.
وقال دوجاريك إن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية يواصل دعوته إلى إتاحة وصول مستدام ودون عوائق إلى غزة وفي جميع أنحائها لتوصيل الإمدادات والخدمات الأساسية بكميات كافية – بما في ذلك الأطعمة المغذية من خلال القطاع التجاري، مثل اللحوم والخضروات ومنتجات الألبان – للمساعدة في تلبية احتياجات الناس. وقال إن اليونيسف حذرت من أن الأطفال يسيرون في خوف ورعب لعدة أيام وسط القصف وإطلاق النار والجثث – دون طعام أو ماء.
وفي جنوب غزة، تتكدس العائلات في خيام مؤقتة مكتظة للغاية على طول الساحل. ومع اقتراب فصل الشتاء، تتعرض الخيام لخطر الفيضانات. ففي أغسطس/ آب، تأثرت بعض العائلات بارتفاع منسوب مياه البحر على طول ساحل غزة.
وأفاد الشركاء بدخول الخيام والأغطية المشمعة وأغطية الأسرة إلى غزة هذا الأسبوع عبر المعابر. ومع ذلك، لا يزال ملايين الأشخاص بحاجة ماسة إلى المأوى. ومع توفر المزيد من الطرق الآمنة والمعتمدة لجمع مواد الإيواء للحدّ من أعمال النهب، وإعادة فتح معبر اللنبي أمام حركة الشحن، وزيادة حجم البضائع المعتمدة والمُعفاة جمركيًا للدخول، سيتمكن المجتمع الإنساني من تلبية الاحتياجات المتزايدة بشكل أفضل.
وقال دوجاريك رغم كل هذه التحديات الكبيرة، “يواصل العاملون في المجال الإنساني تقديم الخدمات في جميع أنحاء غزة بأفضل ما في وسعهم. وقد تمكنت الفرق من جمع اللقاحات والإمدادات الغذائية من معبر كرم أبو سالم وتركيب ألواح شمسية في دير البلح بسلام”.
وردًا على سؤال حول الأسطول الإنساني المتجه إلى غزة، أكد دوجاريك أن الأمم المتحدة تتابع الوضع عن قرب لضمان سلامة المشاركين، لكنها لا توجههم بشأن الاستمرار أو التوقف. وأضاف أن الهدف هو حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية، مع التنسيق المستمر مع السلطات الإسرائيلية لتقليل المخاطر على موظفي الأمم المتحدة.