غزة – عواصم – «القدس العربي»: برزت إشارات تفاؤل بقرب التوصل إلى اتفاق على تهدئة في غزة، في جولة المحادثات التي تشهدها مدينة شرم الشيخ في مصر، والمستمرة منذ نهار الإثنين.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية أن رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، سيتوجه إلى شرم الشيخ للمشاركة في المفاوضات بشأن خطة ترامب لقطاع غزة.
وفي الوقت نفسه، ذكر موقع «أكسيوس» أن المبعوثين الأمريكيين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر غادرا العاصمة واشنطن متجهين إلى المدينة المصرية. ونقل الموقع عن مسؤولين أمريكيين تفاؤلهم بوجود فرص للتوصل إلى اتفاق بشأن غزة هذا الأسبوع.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال إن هناك «فرصة حقيقية» للتوصل الى اتفاق سلام في غزة.
وصرح ترامب للصحافيين في المكتب البيضاوي خلال استقباله رئيس الوزراء الكندي «نحن قريبون جدا من التوصل الى اتفاق حول الشرق الأوسط سيجلب السلام الى الشرق الأوسط».
وأكد أن المفاوضين الأمريكيين يشاركون أيضا في المباحثات المستمرة في شرم الشيخ.
ونقلا عن مصادر لم تسمها، قالت قناة «القاهرة الإخبارية» مساء أمس الثلاثاء: «مصر بدأت مناقشة قوائم الأسرى الفلسطينيين المزمع الإفراج عنهم من السجون الإسرائيلية وفق اتفاق التبادل».
ووفقا للمصادر «طالبت «حماس» بتوضيح الآليات والإجراءات اللازمة لتنفيذ خطة ترامب، وضمانات لعدم عودة إسرائيل للعدوان على غزة».
وقال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في وقت سابق إن المفاوضات «تعمل على تهيئة الظروف لتبادل الرهائن (الأسرى)، والدخول الكامل للمساعدات (إلى غزة) دون أي عوائق».
كما تهدف المفاوضات إلى «الاتفاق على خرائط لإعادة انتشار القوات الإسرائيلية تمهيدا لانسحابها من القطاع»، حسب عبد العاطي
وقال مصدر مطلع لـ «القدس العربي» إن المفاوضات «ليست بالسهلة».
ووفق ما جرى التوافق عليه، سيعرض الوفد الإسرائيلي المشارك في المفاوضات (الثلاثاء)، قوائم الأسرى الفلسطينيين، الذين يوافق على إطلاق سراحهم، مقابل إطلاق سراح الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى «حماس». وعدد الفلسطينيين في هذه المرحلة 250 أسيرًا من ذوي المؤبدات، وأسرى بأحكام أقل مدة من الضفة وغزة، ومئات الأسرى ممن اعتقلوا بعد السابع من أكتوبر 2023.
وفي المقابل ستعرض حركة «حماس» أسماء أساسية للأسرى في صفقة التبادل الحالية، أبرزهم قادة الحركة الأسيرة مروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، وأحمد سعدات الأمين العام لـ»الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، وكذلك قادة جناحها العسكري الذين يمضون أحكاما بالسجن لمئات السنين، ومن أبرزهم عبد الله البرغوثي وإبراهيم حامد، وعباس السيد، وحسن سلامة.
كما يشمل البحث «خريطة الانسحاب» للجيش الإسرائيلي من مناطق قطاع غزة، والتي تترافق مع عمليات التبادل.
وأوضح مصدر آخر في أحد الفصائل التي تتشاور معها «حماس» في ملف التهدئة، أن هناك ملفا مهما جدا سيستحوذ على نصيب كبير في المفاوضات، وهو ملف إدارة قطاع غزة، حيث تطرح إسرائيل وجهة النظر الأمريكية التي وردت في مقترح ترامب، والقائمة على إيكال مسؤولية القطاع إلى جهة دولية، فيما تتمسك الفصائل الفلسطينية بأن يكون اليوم التالي للحرب «فلسطينيا خالصا»، توكل فيه إدارة القطاع إلى لجنة إدارية من «التكنوقراط».
وكانت هجمات جيش الاحتلال الإسرائيلي العنيفة تواصلت على مختلف مناطق قطاع غزة، وتركزت الغارات بشكل خاص على مدينة غزة. ونفذ جيش الاحتلال هجمات متعددة جوية وبرية ضخمة على امتداد الحدود الغربية لقطاع غزة.
وذكرت وزارة الصحة في آخر إحصائية أن عدد الشهداء بعد عامين من حرب الإبادة بلغ 67,173 شهيدًا، و169,780 جريحًا، من بينهم 20,179 طفلًا، و10,427 سيدة، و4,813 من كبار السن، و31,754 من الرجال، فيما بلغ عدد الشهداء من الطواقم الطبية 1,701 شهيد.