القاهرة- “القدس العربي”: نفى مصدر أمني مصري ما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي من ادعاءات بشأن تعرّض أحد قيادات جماعة الإخوان المسلمين في أحد السجون لانتهاكات لإجباره على إنهاء إضرابه عن الطعام.
ونقلت صفحة وزارة الداخلية على الفيسبوك عن المصدر قوله إن النزيل المذكور غير مضرب عن الطعام، ويتم معاملته في إطار الضوابط القانونية المتبعة.
ووصف المصدر ما يتم تداوله بأنه يأتي في إطار دأب “الجماعة الإرهابية” على اختلاق الأكاذيب وترويج الشائعات لمحاولة الحصول على استثناءات لعناصرها النزلاء في مراكز الإصلاح والتأهيل خارج الأطر القانونية.
وكانت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان (منظمة حقوقية مستقلة) قالت إنها تلقّت معلومات تفيد بتعرض الدكتور باسم عودة، وزير التموين الأسبق والأستاذ الجامعي، لانتهاكات جسيمة داخل محبسه في سجن بدر 3.
وبحسب بيان الشبكة، فإن العقيد أحمد فكري، الضابط في قطاع الأمن الوطني والمسؤول عن قطاع (2) في السجن، اقتحم زنزانة عودة واعتدى عليه بالسبّ والضرب والتهديد بتصعيد التنكيل والانتهاكات، في محاولة لإجباره على إنهاء إضرابه عن الطعام الذي يخوضه رفقة عشرات من المعتقلين السياسيين احتجاجًا على حرمانهم من أبسط حقوقهم المشروعة.
وتابعت المنظمة الحقوقية في بيانها: خلال الاعتداء، هدد الضابط المعتقلين بأن أوضاع سجن بدر 3 ستكون “أسوأ من سجن العقرب”، في إشارة واضحة إلى نية السلطات تصعيد الإجراءات التعسفية بحق المضربين عن الطعام.
وأكدت المنظمة الحقوقية أن المعلومات المتاحة تشير إلى صدور تعليمات مباشرة بإنهاء الإضراب بأي وسيلة، بما في ذلك عزل المعتقلين المحالين إلى المحاكمات، وحرمانهم من التواصل مع غيرهم من السجناء، ومنع حضورهم جلسات محاكمهم، وحرمانهم من لقاء محاميهم أو الاطمئنان عليهم.
ولفتت المنظمة إلى أن السلطات الأمنية المصرية قد حوّلت سجن العقرب شديد الحراسة (1) قبل إغلاقه إلى ما يشبه مقبرة للمعتقلين السياسيين، حتى عُرف حينها بـ “غوانتنامو مصر”.
وطالبت المنظمة الحقوقية النائب العام المصري بتحمّل مسؤولياته الدستورية والقانونية في التحقيق العاجل والمستقل فيما جرى، واتخاذ التدابير الفورية لوقف هذه الانتهاكات، ومحاسبة المسؤولين المتورطين في أعمال التعذيب وسوء المعاملة، وفي مقدمتهم العقيد أحمد فكري، وضمان حقوق المعتقلين السياسيين كافة داخل السجون المصرية، بما يشمل الحق في الرعاية الصحية، والتواصل مع ذويهم ومحاميهم، والمثول أمام محاكمهم، وعدم التعرّض للتعذيب أو المعاملة القاسية أو المهينة.
وأكدت أن استمرار هذه الانتهاكات، مع غياب الرقابة القضائية الفعالة، يضع السلطات المصرية في موضع المسؤولية المباشرة أو التواطؤ الضمني بتلك الجرائم، ويستدعي تحركًا عاجلًا لضمان المساءلة وحماية حقوق المعتقلين.
وتقول منظمات حقوقية إن العشرات من المعتقلين في سجن بدر يواصلون إضرابهم عن الطعام منذ أشهر احتجاجًا على الانتهاكات التي تمارس بحقهم.
وكانت رسالة مسرّبة من السجن، وموقعة من عدد من المضربين عن الطعام، تحدثت عن الانتهاكات التي تنوعت بين المنع من الزيارة والإهمال الطبي.
وتضمنت التوقيعات كلًّا من: محمد رفاعة الطهطاوي – رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق وسفير مصر الأسبق في ليبيا وعدد من الدول الأوروبية، ومعتقل منذ 2013، وأسامة ياسين – وزير الشباب الأسبق، طبيب ونائب رئيس الجمعية المصرية لأمراض حساسية الأطفال، ومعتقل منذ 2013، وخالد الأزهري – وزير القوى العاملة الأسبق وعضو البرلمان الأسبق، ومعتقل للمرة الثانية منذ 2021.
كما تضمنت التوقيعات: أسعد الشيخة – نائب رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق، ومعتقل منذ 2013، وحسن مالك – رجل الأعمال ورئيس جمعية ابدأ للمشروعات التنموية، ومعتقل منذ 2015، وعصام سلطان – المحامي ونائب رئيس حزب الوسط وعضو البرلمان الأسبق، ومعتقل منذ 2013، ومحمد البلتاجي – الأستاذ بكلية الطب جامعة الأزهر وعضو البرلمان الأسبق، ومعتقل منذ 2013، وأمين الصيرفي – السكرتير الخاص لرئيس الجمهورية الأسبق، ومعتقل منذ 2013، ومحمود غزلان – الأستاذ بكلية الزراعة جامعة الأزهر وعضو مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين، ومعتقل منذ 2015.
ومن بين الأسماء الموقعة على الرسالة، أسامة مرسي – نجل الرئيس الأسبق محمد مرسي، وهو معتقل منذ 2016.
وقد شهد السجن منذ افتتاحه قبل نحو ثلاث سنوات عددًا من حالات الوفاة الناتجة عن الإهمال الطبي والانتهاكات الجسيمة، واحتجاز المعتقلين في ظروف غير إنسانية، وحرمانهم من تلقي العلاج والرعاية الطبية المناسبة في الوقت المناسب، بحسب حملة “لا تسقط بالتقادم”.
وتزايدت وتيرة الإضرابات، خاصة بعد بضعة شهور من نقل السجناء إلى مراكز الإصلاح والتأهيل الجديدة.
وجاءت أولى محاولات الإضراب في أكتوبر/ تشرين الأول 2022، في مركز إصلاح وتأهيل “بدر 3″، واستمرت هذه المحاولات على مدار العامين التاليين.
وبلغ إجمالي عدد الإضرابات خلال الأعوام الثلاثة الماضية نحو 9 إضرابات، 8 منها وقعت داخل السجون التي تم إنشاؤها حديثًا، وهي: بدر (1) مرة واحدة، وبدر (3) 3 مرات، ووادي النطرون (2) مرتين، والعاشر من رمضان (6) مرة واحدة.