بيروت – «القدس العربي»: في ظل التهديدات الاسرائيلية المتجددة على لبنان، أضاءت وزارة الثقافة من جديد على المواقع التراثية التي أدرجتها منظمة اليونسكو تحت الحماية المعززة وذلك في حفل أقيم في المكتبة الوطنية في الصنائع في بيروت بدعوة من جمعية «غرين سيدر لبنان» أو «أرزة لبنان الخضراء» شارك فيه مدير عام الآثار سركيس خوري ومستشار وزير الثقافة للشؤون الأثرية جاد تابت وعدد من الخبراء في مجال الآثار والأكاديميين والاعلاميين. وتزامن انعقاد الحفل مع ذكرى مرور سنة على وضع هذه المواقع وعددها 34 تحت حماية اليونيسكو والتي وثّقتها جمعية «غرين سيدر ليبانون» ضمن كتاب حمل عنوان «اصداء الأبدية».
بعد النشيد الوطني اللبناني، تحدثت رئيسة الجمعية باسكال سعد متوجهة إلى محبّي التراث، بالقول «في تشرين الثاني/نوفمبر 2024، وُضع 34 موقعاً ثقافياً واثرياً في لبنان تحت الحماية المُعزّزة من اليونسكو. وكتاب «اصداء الأبدية» يسلّط الضوء على هذه المواقع المميّزة، ويوجّه تحية لكل الأشخاص والمؤسسات الذين عملوا وتعبوا حتى يتم هذا الإنجاز التاريخي لأن هذا التزام مشترك لحماية التراث اللبناني»، موضحة «أن كتابنا رحلة إلى قلب روح لبنان الثقافية والتاريخية. ولأول مرة، يقدّم هذه المواقع الـ 34 من خلال النصوص، والصور، والرسومات بنظرة حساسة ومليئة جمالاً وشغفاً لتراثنا العريق. ومن خلال صفحاته، ندعو القارئ ليعود ويكتشف لبنان: ليس فقط كأرض الأرز، بل كـمهد الحضارة».
وأضافت «من بعلبك إلى جبيل، ومن صور إلى عنجَر، لبنان متحف مفتوح على الهواء، يجسّد مهد التراث المتوسطي.
أرض قامت فيها إمبراطوريات، وخلقت فيها فلسفات، وعبَر فيها الفن حدود الزمن.
مواقعه القديمة تحكي قصة البشرية من الكنعانيين والفينيقيين، حتى العالم الحديث. لبنان، حيث كل حجر فيه يحمل ذكرى حضارة. ولْنكون مثل الأرز، جذورنا تبقى عميقة في أرضنا وتاريخنا، وفروعنا تمتد إلى المستقبل».
ثم تحدث مستشار وزير الثقافة للشؤون الأثرية، فقال «إن حماية التراث في زمن الحرب ليست مجرد إنقاذ لمبان أو معالم، بل هي صون للقيم المعنوية التي يمثلها هذا التراث.
بعدها، كانت كلمة مدير عام الآثار سركيس خوري الذي عرض للتحديات والحروب التي شهدها لبنان، والتي كما قال «شكلت تهديداً للمواقع الأثرية بدءاً من حرب 1975 إلى اجتياح 1982 مروراً بعام 1996 وحرب 2006 ثم انفجار مرفأ بيروت الذي لم ننته بعد من عمليات ترميم أضراره، لتأتينا مشكلة الجنوب ما حتّم على المديرية العامة للآثار التحرك لحماية هذه المواقع، ومن بينها المتحف الوطني».
في الختام عرضت رئيسة «غرين سيدر ليبانون» للمواقع الـ 34 التي تشملها الحماية المعزَّزة.
كما سُجلت مداخلات حول اهمية الآثار ودلالاتها إلى تاريخ وحضارة لبنان، وشددت رئيسة مجلس ادارة «تلفزيون لبنان» إليسار نداف إلى أن «من اولويات التلفزيون هي التركيز على الثقافة وتعزيز الوعي حول اهمية حماية تراثنا».