أولوياتي تعزيز الإصلاحات الدولية ودعم السلام في فلسطين وأوكرانيا والسودان



عبد الحميد صيام

الأمم المتحدة – “القدس العربي”: عقدت أنالينا بيربوك، رئيسة الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الأربعاء مؤتمراً صحافياً في مقر الأمم المتحدة، بعد أسبوع المناقشات رفيعة المستوى في الجمعية العامة، حيث تناولت خلاله تقييم الأسبوع ومناقشاته، مستعرضة النتائج الرئيسية وأولويات العمل المقبلة للأمم المتحدة، مع التركيز على القضايا المتعلقة بالسلام والأمن، الإصلاحات المؤسسية، والتنمية المستدامة.

وأوضحت بيربوك أن الأسبوع رفيع المستوى شهد حضوراً مكثفاً من الدول الأعضاء، حيث شارك ممثلون عن 189 دولة، من بينهم 124 رئيس دولة. وأكدت في كلمتها الافتتاحية خلال المناقشة العامة أن الأمم المتحدة تواجه ضغوطاً سياسية ومالية، لكنها تبقى ضرورة عالمية، محذرة من محاولات تشويه صورة المنظمة عبر استغلال الصعوبات أو بعض الإخفاقات للتشكيك في جدوى وجودها أو عملها.

ووصفت بيربوك الجمعية العامة بأنها “بيت الدبلوماسية والحوار”، مشيرة إلى أن الدور المتزايد للجمعية أصبح واضحاً في مناقشة القضايا المثيرة للجدل، بما في ذلك الصراعات الجارية في غزة وأوكرانيا والسودان، إلى جانب النزاعات المنسية في مناطق أخرى. وأكدت أن تحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030 هو شرط أساسي لتحقيق السلام المستدام، وأن التعاون الدولي لمعالجة التحديات الكبرى، بما في ذلك أزمة المناخ، كان محور العديد من الاجتماعات الثنائية التي عقدتها خلال الأسبوع، والتي بلغت نحو 70 اجتماعاً.

وشددت بيربوك على أن النقاش حول إصلاح الأمم المتحدة كان من أبرز الموضوعات في الاجتماعات الثنائية، داعية الدول الأعضاء إلى نقل هذه النقاشات إلى برلماناتها الوطنية لضمان دعم المواطنين وتعزيز فعالية المنظمة ومرونتها. وأكدت أن الإصلاحات تشمل تحسين تمويل المنظمة وكفاءتها التقنية واللوجستية لضمان قدرة الأمم المتحدة على الاستجابة للأزمات بشكل فعال.

وفيما يخص الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أبرزت بيربوك التزام أغلبية الدول الأعضاء بدعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة، بالتوازي مع ضمان أمن إسرائيل. كما لفتت إلى الدعوات المتكررة لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، مشيرة إلى دعم جميع أعضاء مجموعة الخمس الكبار لهذه الجهود.

وأكدت بيربوك أن الجمعية العامة تلعب دوراً أكثر نشاطاً عندما يكون مجلس الأمن عاجزاً عن التحرك، مستشهدة بقرار “متحدون من أجل السلام”، الذي وضع الجمعية العامة في موقع مسؤولية أكبر خلال الأزمات العالمية. وأشارت إلى أهمية التعاون عبر المجموعات الإقليمية لتحقيق نتائج ملموسة، مؤكدة دور الأمم المتحدة في تقديم المساعدات الإنسانية، وتعليم الأطفال، وتوفير الغذاء في مناطق النزاع.

أما على صعيد القضايا المستقبلية، فقد تناولت بيربوك تطوير حوكمة الذكاء الاصطناعي، مؤكدة أن الأهداف تشمل ضمان توزيع عادل للفوائد وتقليل المخاطر المرتبطة باستخدام التكنولوجيا، مع التركيز على الاستدامة وتقليل استهلاك الطاقة. كما تناولت موضوع التمويل المستدام، مؤكدة أن تحقيق أهداف 2030 يتطلب موارد مالية كافية لضمان التنفيذ على الأرض.

وبخصوص عملية انتخاب الأمين العام المقبل، ذكرت بيربوك أن العملية ستتم وفق قرار الجمعية العامة الحالي، متضمنة رسالة مشتركة بين رئيس الجمعية ورئيس مجلس الأمن. كما سيتم تنظيم جلسات استماع للمرشحين مع الدول الأعضاء قبل اتخاذ أي قرار نهائي، لضمان مشاركة كاملة وشفافية في اختيار الأمين العام القادم.

واختتمت بيربوك حديثها بالتأكيد على أهمية تعزيز ثقة الجمهور في المؤسسات متعددة الأطراف، مشيرة إلى أن الأمم المتحدة تقدم نتائج ملموسة تؤثر على حياة المواطنين اليومية، بما في ذلك توفير الغذاء، وحماية الأطفال، وتنظيم الطيران المدني، وأن توضيح هذه الإنجازات للجمهور يعد جزءاً أساسياً من مهمة المنظمة.



Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *