أوسع اقتحام للاحتلال في رام الله والبيرة في ذكرى 7 أكتوبر


رام الله – «القدس العربي»: حوّلت قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينتي رام الله والبيرة إلى مسرحٍ كبير لعمليةٍ عسكريةٍ واسعة، كما فرضت حصارًا خانقًا عليهما في الذكرى الثانية للسابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وشنّت حملة مداهمات واعتقالات واسعة شملت مدينة البيرة ومخيمات الأمعري والجلزون وقلنديا في الضفة الغربية.
وأفادت مصادر صحافية أن قوات الاحتلال اعتقلت نحو 15 مواطنًا خلال حملة مداهمة شنتها في مدينة البيرة ومخيم الجلزون شمال رام الله، فيما حققت ميدانيًا مع عشرات المواطنين.
وذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اقتحمت عدة أحياء في مدينة البيرة، وهي: البالوع، والمنطقة الصناعية، والماصيون، وأم الشرايط، وجبل الطويل، إلى جانب مخيم الأمعري جنوب رام الله، ومخيم الجلزون شمالًا، وبلدة كفر نعمة غربًا، كما اقتحمت محيط مخيم الأمعري وأطلقت النار عند مدخله.
وأضافت أن قوات الاحتلال حولت المسجد العمري في البيرة إلى مركز تحقيق ميداني، واعتقلت من أحياء المدينة نمر درباس، ومحمد عابد حمودة، وياسر الشافعي، ويوسف عابد، وجمال أبو مسلم، وهيثم قرعان، وعبد الرحمن متولي.
كما اعتقلت من مخيم الجلزون عدي نخلة، وقسام نخلة، وعدنان إبراهيم حطاب، وعز الدين صافي، وعز محمد غزاوي، وعلي إبراهيم غزاوي، إلى جانب اعتقال الطالب في جامعة بيرزيت سفيان مقدادي، وحمدي رمانة من حي سطح مرحبا في مدينة البيرة.
كما أصيب شاب برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في محيط مخيم الأمعري جنوب مدينة رام الله.
وأفادت مصادر أمنية أن قوات الاحتلال أطلقت النار على شاب من مخيم الأمعري، ما أسفر عن إصابته في القدم، وجرى نقله إلى مجمع فلسطين الطبي في رام الله.
ويُشار إلى أن قوات الاحتلال اقتحمت عددًا من المناطق والأحياء في محافظة رام الله والبيرة منذ ساعات الصباح الباكر، واعتقلت عددًا من المواطنين، وأغلقت المحال التجارية، وعرقلت حركة تنقل المواطنين.
وفي مدينة البيرة، التي شهدت تحركات عسكرية مكثفة، أجبر جيش الاحتلال مواطنين على إنزال أعلام فلسطينية كانت مرفوعة، كما طلب من آخرين طلاء شعارات وطنية على جدران المدينة.
وتعكس إجراءات الاحتلال ممارساتٍ كان يقوم بها جيش الاحتلال خلال الانتفاضة الأولى، حيث كان يتجول في أحياء المدن ويجري تحقيقات ميدانية، ويجبر المواطنين على إزالة الأعلام الفلسطينية ورايات الفصائل الوطنية.
كما شددت قوات الاحتلال الإسرائيلي من إجراءاتها العسكرية في محيط محافظة رام الله والبيرة.
وأفادت مصادر محلية أن قوات الاحتلال أغلقت الحاجز العسكري المقام عند مدخل بلدة عطارة شمال رام الله، ما تسبب بأزمة مرورية خانقة.
وأضافت المصادر ذاتها أن قوات الاحتلال أغلقت البوابة الحديدية المقامة عند مدخل قرية دير عمار غرب رام الله، ما اضطر المواطنين إلى النزول من المركبات وسلوك الطرق سيرًا على الأقدام.
ونصبت حواجز عسكرية عند مداخل قرى وبلدات دير نظام، والنبي صالح، وعابود شمال غرب رام الله، وسنجل شمال المدينة.
وفي اقتحام قوات الاحتلال بلدة كفر نعمة غرب رام الله، أغلقت مداخلها ما اضطر المواطنين إلى سلوك طرق وعرة، ومنعتهم من الخروج من منازلهم.
وأضافت المصادر أن قوات الاحتلال داهمت عدة منازل في البلدة، وحولت أحدها إلى ثكنة عسكرية، واحتجزت عددًا من الشبان داخله، وحوّلته إلى مركز تحقيق.
ولفتت الانتباه إلى أن قوات الاحتلال احتجزت عددًا من الشبان، عُرف منهم: محمد عطايا ونجله أمير، والفتى محمد عامر عواد.
وأشارت إلى أن قناصة الاحتلال اعتلوا أسطح المنازل، وانتشر الجنود في الشوارع، وأطلقوا الرصاص الحي وقنابل الصوت بشكل عشوائي تجاه المواطنين ومنازلهم، فيما حلّقت طائرات مسيرة على ارتفاع منخفض فوق البلدة.
وعلى الحواجز الإسرائيلية، وثّق مواطنون ممارساتٍ لجنود الاحتلال قاموا خلالها بسؤال المواطنين المحتجزين عن تاريخ اليوم، وعندما كان أحدهم يجيب «السابع من تشرين الأول/ أكتوبر» كانوا يعتدون عليه بالضرب والتنكيل.
ولم يكتفِ الاحتلال بالحواجز التي قاربت الألف، بل اقتحم بعض المدن وأقام حواجز طيارة في شوارعها الرئيسية، حيث يطرح الجنود السؤال ذاته ويعتدون على الجميع أياً كانت الإجابة.
ومنذ السابع من تشرين الأول / أكتوبر 2023، وصل عدد الحواجز الدائمة والمؤقتة (بوابات، حواجز عسكرية أو ترابية) التي تقسم الأراضي الفلسطينية وتفرض تشديدات على تنقل الأفراد والبضائع إلى 916 حاجزًا عسكريًا وبوابة، منها أكثر من 243 بوابة حديدية نُصبت بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وفق أحدث تقرير صدر عن «هيئة مقاومة الجدار والاستيطان».
وفي القدس، أصيب مواطن برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي واعتقل آخر خلال مواجهات اندلعت في بلدة كفر عقب شمال المدينة المحتلة.
وأفادت مصادر محلية أن شابًا أصيب بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، فيما سُجلت عشرات حالات الاختناق بالغاز المسيل للدموع في المواجهات التي شهدتها بلدة كفر عقب.
وأضافت المصادر ذاتها أن قوات الاحتلال اعتقلت مواطنًا لم تُعرف هويته بعد، وأطلقت الأعيرة النارية وقنابل الغاز صوب المواطنين والمركبات، بالتزامن مع إغلاق الطرق الواصلة بين كفر عقب ومخيم قلنديا، ومنع المواطنين من التنقل عبرها.
كما استهدفت قوات الاحتلال الصحافيين بقنابل الغاز المسيل للدموع لمنعهم من تغطية اقتحام كفر عقب ومخيم قلنديا.
وقال بيان صادر عن «مركز قلنديا الإعلامي» إن قوات الاحتلال قامت خلال الاقتحام بمداهمة عشرات المنازل بعد الاعتداء على أصحابها، واعتقلت عددًا من الشبان، فيما رافقت عمليات التفتيش عمليات تكسير متعمد للأثاث وتخريب لمحتويات المنازل، وسط حالة من الترهيب وإجبار السكان على المكوث في غرفة واحدة حتى انتهاء الجنود من التفتيش.
وأضاف البيان أن القوات استهدفت الأهالي بالقنابل الصوتية والغازية، ما حال دون ذهاب العديد من الطلبة إلى مدارسهم وتعطّل الأهالي عن أعمالهم، مشيرًا إلى أن الاقتحام لا يزال مستمرًا حتى اللحظة.
وفي نابلس، أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي جميع المداخل المؤدية إلى بلدة سبسطية شمال غرب المدينة بالسواتر الترابية.
وأفاد رئيس المجلس البلدي في سبسطية محمد عازم أن جرافات الاحتلال أغلقت جميع المداخل المؤدية إلى البلدة ومنعت المركبات من الدخول إليها أو الخروج منها.
وأشار إلى أن قوات الاحتلال اقتحمت مقر البلدية، وأجبرت الموظفين على مغادرته، وأبلغتهم أن الإغلاق سيمتد لمدة 48 ساعة، بحجة الأعياد اليهودية.
وأوضح أن قوات الاحتلال مزقت صور الشهداء، ووزعت ملصقات داخل البلدة تهدد فيها السكان.



Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *