«أسطول الصمود» يصل إلى «قلب غزة»!


ظهر الممثل والكوميدي الفلسطيني محمود زعيتر من على ساحل غزة الفلسطيني، في شريط مصوّر قصير، وهو يترقّب وصول سفن «أسطول الصمود» ويقول: «يمكن أن يقوم (الإسرائيليون) بمنعكم من الوصول إلينا، لكنكم وصلتم إلى قلوبنا». شاب آخر، يدعى عامر إسماعيل، ظهر ومن خلفه ساحل غزة، مخاطبا ناشطي الأسطول: «نقدّر كل ما تفعلونه، وشرف كبير لنا أن نرى أشخاصا يخاطرون بحيواتهم من أجل أطفال غزة لكسر الحصار غير القانوني. لم نر سفنكم تصل بعد لكننا شاكرون جدا ونقدر كل ما تفعلونه».
في الوقت نفسه، كانت صفحات حملة «تحالف أسطول الحرية ـ المسيرة العالمية إلى غزة، قافلة الصمود»، ومناصري الشعب الفلسطيني على مواقع التواصل الاجتماعي، تنشر مئات المقاطع المصوّرة لآلاف الناشطين على متن قرابة 50 سفينة، وهم يسجّلون رسائلهم إلى البشرية، مصّورين مسار الرحلة، وصولا إلى تفاصيل الهجوم الذي قادته بحرية إسرائيل، والقرصنة التي تعرّضت لها أغلب السفن.
مساء أول أمس الأربعاء، أعلن «أسطول الصمود» بدء تعرضه لهجوم من نحو 10 سفن إسرائيلية. أطلق الأسطول نداء استغاثة معتبرا ما يحصل «جريمة حرب». سجّل بعض الناشطين الطرق التي تعاملت القوات الإسرائيلية معهم، ومنها قذفهم بمدافع الماء الملوّث بالنفايات، وتم وقف اتصالاتهم بالآخرين.
حملت سفن الأسطول شخصيات عالمية شهيرة، مثل الممثلين الأمريكيين مارك روفالو وسوزان ساراندون، والمغنية الإيطالية فيوريلا مانوا، والممثل الأيرلندي ليام كانينغهام، والمؤرخ الإيطالي أليساندرو بارييرو، والناشط البرازيلي ثياغو أفيلا، ونكوسي زويليفيل، حفيد رئيس جنوب افريقيا الراحل نيلسون مانديلا، وريما حسن، عضو البرلمان الأوروبي من أصل فلسطيني.
بثّت الناشطة البيئية الشهيرة غريتا ثونبرغ، وهي ترتدي قلادة عليها خريطة فلسطين رسالة للعالم: «إذا كنتم تطالعون هذا الفيديو فهذا يعني أنه تم احتجازي ضد إرادتي من قبل القوات الإسرائيلية». ناشطة أخرى تدعى إيما فور، بثّت أيضا رسالة قالت فيها إنها نائبة في البرلمان الأوروبي، وأكدت أنه إذا كنا نشاهد هذا المقطع المصور «فهذا يعني أنه تم اختطافي من قبل إسرائيل، أو من قوات الإبادة التابعة لها. مهمتنا كانت غير عنفية وتحترم القوانين الدولية. أطالبكم بأن تضغطوا على الحكومتين الفرنسية والسويدية للمطالبة بإطلاق سراحي وسراح كل رفاقي»، ناشط آخر يدعى ثياغو آفيلا، وهو من البرازيل، بث رسالة مماثلة، وكذلك فعل أكثر من 500 متطوع من 47 بلدا أعلنت الحملة توقيفهم بشكل غير قانوني في المياه الإقليمية الدولية بعد أن قامت إسرائيل باعتراض الأسطول.
أعلن الأسطول أن سفينة «ميكينو» التابعة له دخلت مياه غزة الإقليمية وتجاوزت الحصار. أحد أعضاء الوفد التركي، رمضان تونج علّق على الواقعة قائلا: «هذا يعني أن الحصار قد تم كسره فعليا. أريد أن أشارككم فرحة وصول سفينتنا ميكينو إلى غزة، التي كانت تحت حصار بري وبحري هائل من قبل إسرائيل لسنوات».
أدى هجوم إسرائيل على «أسطول الصمود» إلى ردود فعل رسمية وشعبية متعددة في أنحاء العالم. من ذلك، مثلا، إعلان أكبر نقابة عمال في إيطاليا إضرابا عاما اليوم الجمعة احتجاجا على اعتراض إسرائيل للأسطول، وانطلاق مظاهرات في عدة مدن، وطرد البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية في كولومبيا.
يحفل حدث الأسطول، الذي شارك فيه آلاف الناشطين في العالم، بالمعاني الإنسانية العظيمة. أحد هذه المعاني المهمة كونه حركة عابرة للقارات والجنسيات، وكونه حدثا يصل بين نضالات البشر السياسية ضد الإبادة، والتطهير العرقي، والعنصريّة الصريحة، مع نضالاتهم من أجل البيئة والعدالة الاجتماعية.
أدى الهجوم، عمليا، إلى كشف جوهر إسرائيل باعتبارها قوة استباحة لمعاني البشريّة وقيمها وقوانينها.



Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *