“أجمل إيطالية في تونس”.. رحيل كلوديا كاردينالي عملاقة سينما ستينات القرن العشرين عن 87 عاماً 


باريس: غيّب الموت، الثلاثاء، عملاقة سينما ستينات القرن العشرين الممثلة الفرنسية-الإيطالية كلوديا كاردينالي، التي رحلت عن 87 عامًا في مقر إقامتها في ضواحي باريس.

وأفاد مدير أعمال كاردينالي لوران سافري وكالة فرانس برس بأن النجمة رحلت “محاطةً بأبنائها” في نيمور قرب باريس، حيث كانت تسكن، لكنه لم يشر إلى سبب وفاتها.

وقال سافري، في رسالة نصية إلى وكالة فرانس برس، إن كاردينالي، التي أدّت أدوارًا في أفلام لعدد من أبرز المخرجين مثل لوكينو فيسكونتي وفيديريكو فيليني وريتشارد بروكس وهنري فيرنوي وسيرجيو ليوني، “تترك وراءها إرث امرأة حرة وملهمة، في مسيرتها كفنانة وكامرأة على السواء”.

وأوضح أنّ موعد مأتم الراحلة ومكانه لم يُحدّدا بعد.

صورة لـ كاردينالي التُقطت في الأول من أكتوبر/تشرين الأول عام 1961. ا ف ب

ورأى وزير الثقافة الإيطالي أليساندرو جولي، الثلاثاء، أن وفاة كلوديا كاردينالي تمثل رحيل “واحدة من أعظم الممثلات الإيطاليات على مر العصور”.

وقال الوزير، في بيان، إنها “جسّدت رقة إيطالية أصيلة وجمالًا فريدًا، وشاركت في أكثر من 150 فيلمًا طوال مسيرتها الفنية الطويلة، بعضها يُعتبر من روائع سينما المؤلف”.

وأضاف: “بعدما أصبحت معروفة عالميًا، ألهمت أبرز مخرجي القرن العشرين بموهبتها الاستثنائية”.

وكانت كلوديا كاردينالي التي برزت من خلال أدوارها في “إيل غاتوباردو” Il Gattopardo و”وانس آبون إيه تايم إن ذي ويست” Once Upon a Time in the West و”أوتّو إيه ميدزو” Otto e mezzo، من أشهر ممثلات السينما الإيطاليات، إلى جانب جينا لولوبريجيدا وصوفيا لورين.

وشاركت في أفضل أفلام مرحلة النهضة السينمائية الإيطالية (بولونييني، زورليني، سكويتيرتي)، وتألقّت في هوليوود (إدواردز، بروكس، ليوني)، وفي فرنسا (بروكا، فيرنوي)، وحتى في ألمانيا مع فيرنر هرتزوغ وفيلمه الشهير فيتزكارالدو Fitzcarraldo.

وكانت كلود جوزفين روز كاردينالي، المولودة في حلق الوادي بالقرب من تونس العاصمة في 15 نيسان/أبريل 1938، لأب فرنسي وأم إيطالية من جزيرة صقلية، في السابعة عشرة، عندما فازت بمسابقة جمالية من دون أن تترشح لها.

وانقلبت حياتها عندها رأسًا على عقب، إذ كوفئت “أجمل إيطالية في تونس” برحلة إلى مهرجان البندقية السينمائي، حيث أحدثت ضجة كبيرة، وتلقّت عروضًا سينمائية عدة.

وكانت بدايتها في أفلام إيطالية، مع أنّ لغتها الإيطالية كانت سيئة، وكانت تتحدثها بلكنة فرنسية، وهي تجيد أيضًا العربية والصقلية.

“الفتاة ذات الحقيبة رحلت”

في الثانية والعشرين، شاركت لوكينو فيسكونتي بطولة فيلم “روكو وأشقاؤه” Rocco e i suoi fratelli عام 1960، ما أهّلها بعد بضع سنوات لواحد من أهم أدوارها في فيلم “إيل غاتوباردو”، إلى جانب آلان دولون وبيرت لانكستر عام 1963.

في العام نفسه، شاركت في تحفة سينمائية إيطالية أخرى هي “أوتّو إيه ميدزو” للمخرج فيليني، حيث لعبت دور ملهمة الشخصية الرئيسية، وهو مخرج.

وكانت كلوديا كاردينالي تقارن دائمًا ببريجيت باردو. ومثّلت “سي سي” السمراء و”بي بي” الشقراء، وشكّلتا معًا لاحقًا فيلمًا بعنوان “فتيات النفط” (1971).

كذلك حقّقت نجاحًا باهرًا في مسيرتها الفنية الأمريكية، إذ لعبت دور البطولة في فيلم “النمر الوردي” (1963) للمخرج بليك إدواردز، وفيلم “المحترفون” مع بيرت لانكستر.

أما دورها في الفيلم الإيطالي الأمريكي الشهير “وانس آبون إيه تايم إن ذي ويست” (1968) للمخرج سيرجيو ليوني، إلى جانب تشارلز برونسون وهنري فوندا، فقد نالت عنه جائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية عام 1993 وجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين عام 2002.

وقال الرئيس السابق لمهرجان كان السينمائي جيل جاكوب لوكالة فرانس برس: “لقد رحلت الفتاة ذات الحقيبة”.

وأضاف: “كانت جميلة، بسيطة، وهادئة، ولكن عندما كانت الكاميرا تصوّر، كانت تشرق بابتسامة ونظرة حنونة، عزّزها صوتها الأجش. مجّدها العظماء، وخدمتهم، وكنا نحبّ هذه الشخصية الرقيقة حبًا جمًا”.

(أ ف ب)



Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *